تحتضنه «الندوة» بمشاركة فنانين من ‬13 دولة على مدار ‬18 يوماً

«نحت دبي».. إبداع على ضفاف الممزر

القرقاوي ومكي والسويدي وعبدالخالق وبن لاحج خلال الإعلان عن تفاصيل «نحت دبي ‬2013». تصوير: أسامة أبوغانم

تحتضن دبي فعاليات الدورة الأولى لملتقى نحت دبي، الذي يقام على مدار ‬18 يوماً بدءاً من ‬18 فبراير المقبل، في ندوة الثقافة والعلوم، بمشاركة فنانين من ‬13 دولة عربية يستلهمون إبداعاتهم من روح دبي وخصوصيتها، ويقيمون مجموعة من الورش التدريبية والندوات والمحاضرات التي تسهم في إثراء الذائقة الجمالية للجمهور من جهة، وتعضد خبرات دارسي وهواة الفنون الجميلة عموماً وفن النحت خصوصاً.

وتحتضن ندوة الثقافة والعلوم في موقعها بالممزر فعاليات الملتقى، الذي تم تخصيص الواجهة المطلة على شاطئ الممزر تماماً لاستضافة فعالياته، ما يعني أن جمهور الحدث مدعو لمعايشة أجواءتجارب إبداعية مختلفة، تصوغ مخيلات أصحابها في أجواء تمزج ما بين صلابة المواد التشكيلية التي يحتاجها الفنانون لصوغ إبداعاتهم، وشاعرية ودفء تلك الإطلالة الخاصة على مياه الخليج العربي من جهة ضفاف الممزر.

جاء الكشف عن ذلك خلال مؤتمر صحافي، تحدث فيه بشكل رئيس كل من سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، إلى جانب أعضاء اللجنة المنظمة للحدث رئيس اللجنة الثقافية بندوة الثقافة والعلوم الدكتور عبدالخالق عبدالله، ومدير الفعاليات والمشروعات في هيئة دبي للثقافة والفنون ياسر القرقاوي، إلى جانب الفنانين د.نجاة مكي، ومطر بن لاحج، فيما تضم اللجنة المنظمة أيضاً الدكتور محمد الصلاقي مدير ندوة الثقافة والعلوم، وعضو مجلس إدارة الندوة إبراهيم الهاشمي.

حاجة فنية

أكد سلطان صقر السويدي لـ«الإمارات اليوم» أن إطلاق «الملتقى في هذا التوقيت يمثل تلبية لحاجة فنية وثقافية من جهة، كما أنه مناسبة لعكس خصوصية دبي في قدرتها على المواءمة بين أصالتها وثوابتها، في ذات الوقت الذي تتماهى فيه مع معطيات العصر، وهو نموذج من دون شك سيغدو الإمساك بتلابيبه مهمة فنية مثيرة، عندما يرتبط الأمر بفن مثل فن النحت. وأضاف السويدي: «ندوة الثقافة والعلوم تقوم بدورها حينما تحتضن تلك الفعالية التي تهدف في إطارها الأوسع إلى تعزيز دور الدولة في مجال الفنون التشكيلية والإبداعية، وبيان قدرة الفن الإماراتي على مواكبة التطورات التي يشهدها العالم، وخلق حراك في مجال فن النحت، وتبادل الثقافات والخبرات الفنية، وبناء لبنة لهذا الفن في الدولة، إضافة الى تفعيل دور دبي كإمارة رائدة في مجال الفنون، لاسيما فن النحت، والاحتكاك بأساليب فنية جديدة من خلال فناني العالم العربي».

تضم قائمة الفنانين المشاركين إلى جانب عبدالرحيم سالم، ومطر بن لاحج من الإمارات، كلاً من منصور المنسي من مصر، وأنطوان بصبوص من لبنان، وايوب البلوشي من سلطنة عمان، وعلي الطخيس من السعودية، وخالد مرغني من السودان، ومحمد بن الامين من ليبيا، وعلي المحميد من البحرين، واحمد السبيعي من قطر، واحمد كنعان من فلسطين، ونسرين الصالح وسهيل بدور من سورية، ومحرز اللوز من تونس، وقد اختارت اللجنة التحضيرية الفنان سامي محمد من الكويت ضيف شرف للدورة الاولى، باعتباره أحد الفنانين الكويتيين والعرب المميزين الذين لهم تاريخ، ويعتبر جزءاً أساسياً من بدايات الحركة التشكيلية الكويتية، ولما يتمتع به الفنان من خبرة عريقة وإنجازات واسعة وعطاء مميز في هذا المجال الفني.

السويدي وعبدالله والفنانة التشكيلية نجاة مكي، والفنان مطر بن لاحج، والسيد ياسر القرقاوي، من هيئة دبي للثقافة والفنون، تحدثوا عن ماهية وآلية سمبوزيوم «نحت دبي ‬2013»، والفعاليات المصاحبة له، والفنانين المشاركين، وبينوا أهمية انعقاده في إمارة دبي، والنتائج المستقبلية المتوخاة من انعقاده، والعديد من قضايا الفن والفنانين في الإمارات والعالم العربي.

حرية

نفى الدكتور عبدالخالق عبدالله أن يكون هناك أي تقييد لحرية الفنانين الضيوف باتجاه أفكار بعينها تحددها اللجنة، مبرراً اختيار مسمى «نحت دبي» بفكرة ألا يصادر إقامة الملتقى فرصة جهات أخرى خارج إمارة دبي إقامة فعاليات مناظرة، مضيفاً: «اسم دبي الملهم الذي يتم استثماره في الكثير من المجالات، يبقى كذلك في مجال الفنون والثقافة، وهو ما يعد إضافة لفعالية ثقافية تسعى إلى تثبيت موقعها على أجندة الفعاليات الثقافية في الدولة».

وشدد عبدالخالق على أن ندوة الثقافة والعلوم حريصة على تنويع نشاطاتها لتشمل النحت ومواكبة اتجاهاته الجديدة، وإضافة هذا اللون الى الحركة الثقافية النشطة في الامارات، كما تهدف الندوة الى تجميل مدينة دبي بأعمال نحتية ذات قيمة فنية عالمية، كجزء من الاستعـداد لفعاليـة «اكسبو ‬2020».

وأكدت اللجنة التحضيرية خلال المؤتمر أنه ما من شك في أن انعقاد مثل هذه الفعاليات ذو أهمية وقيمة فنية كبيرة بالنظر الى مكانة الفنانين المشاركين، وحجمهم في البلدان التي يمثلونها من الوسط الفني العربي، ونتوقع للفعالية أصداء واسعة، لاسيما أنها ستعقد ورش عمل مختلفة يحضرها طلاب جامعيون متخصصون من جامعات الدولة، تصب في تعزيز الخبرات، وتطوير الإمكانات، وتسهم في ديمومة الحراك الفني الإماراتي. هذا ويتضمن برنامج السمبوزيوم والفعاليات المصاحبة، ورش عمل يومية بحضور الفنانين المشاركين من الساعة ‬10 صباحا وحتى الساعة السادسة مساءً في مقر الندوة لإنتاج الأعمال الفنية، التي ستؤول ملكيتها لندوة الثقافة والعلوم بدبي، إضافة إلى ورش عمل موازية خاصة بفئة الطلاب، ويتم التسجيل في الورشة لطلاب الجامعات الفنية في الدولة، بالتنسيق مع جامعاتهم، حيث تمتد ورشة العمل اليومية لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، يتعرف المشتركون فيها الى فن النحت على الحجر، وتنفيذ أعمال فنية صغيرة، بإشراف أحد الفنانين المشاركين.

حديقة «الندوة»

قال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، لـ«الإمارات اليوم» إن الدورة الأولى لملتقى «نحت دبي» ستفاجأ روادها، رغم استثنائية دورة الانطلاقة التي تظل بمثابة محاولة جادة لتلمس شخصية فعالية يؤمل لها أن تخلق واقعاً جديداً في علاقة الجمهور بفن النحت من جهة، وتوفر فرصاً واعدة لاحتكاك المتخصصين والهواة في هذا المجال بمدارس مختلفة.

ونفى الدكتور عبدالخالق عبدالله أي فكرة لأن يتم عرض موجودات الملتقى التي ستصبح ملكاً لندوة الثقافة والعلوم للبيع، مضيفاً: «الأعمال ستعرض في حديقة الندوة، وستكون هناك فرصة لتموضع بعضها في الميادين الكبرى والأماكن والمنشآت التي يتم التنسيق معها لذلك، لكنها لن تباع». ياسر القرقاوي مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والعلوم نفى أن يكون فن النحت بعيداً عن اهتمام «الهيئة»، محيلاً إلى وجود اهتمام خاص به، ضمن فعالية الفنان المقيم، مشيراً إلى أن الهيئة في الوقت نفسه تعول كثيراً على انطلاقة «الملتقى».

الفنانان مطر بن لاحج ونجاة مكي اشارا من جانبهما إلى العلاقة الوطيدة بين الرسم والتشكيل، بعد أن لاحظا أنهما من وجهة نظر البعض مغردان جديدان في هذا المجال، وأحال بن لاحج إلى بعض منجزاته في هذا المجال، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «لست من أنصار وجود بوابات مغلقة بين الفنون، فإلى جانب الرسم أنا عاشق للتصوير، وفن النحت، والملتقى ربما يكون بمثابة أداة استثارة للكثيرين للاهتمام بفن النحت خصوصاً».

تويتر