ترى أن المناهـج العـربية دون المستـوى في هـــذا المجال

أمينـة ذيـبـان: الخطــاب النسوي مهمش

أمينة ذيبان: المشروع الأنثوي النسوي يقوم على مفاصل الحياة الحديثة. تصوير: إريك أرازاس

قالت الناقدة والكاتبة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان، إن المناهج العربية مازالت دون المستوى، مقارنة بالغربية، في ما يتعلق بقراءة الخطاب النسوي، ولاتزال مرتكزة على شعارات الجودة القديمة وارث النسوية المضطهدة، كما يبرز في روايات مثل «مسك الغزال»، و«حكاية زهرة» لحنان الشيخ، وكتابات هدى بركات وسحر خليفة، إلى أن جاءت رواية رجاء الصانع «بنات الرياض» لتفضح المخفي، ثم تبعتها رواية «الآخرون» التي لم يعرف حتى الآن اذا كان كاتبها رجلاً أو امرأة، أما في الإمارات فهناك مخيلة متسعة، وهناك أعمال لافتة مثل راية «ريحانة» لميسون صقر القاسمي، وهي تدله بالنسوية وليست نسوية، حيث تعرض السياسي والمحرم والشائك بتقنية متجذرة، وهناك ايضا كتابات الشاعرة ظبية خميس، التي تتميز بنسوية خاصة، إلى جانب نماذج أخرى تتوارى، بينما لا يوجد في الكويت مفهوم محدد للنسوية، لكنها قادمة باختصار.

إدراك وتناظر

أشارت د.ذيبان إلى أن النسوية هي ادراك وتناظر وتقلب في التطور الفكري والنظري، وربما العيني لما يسمى اضطهاد المرأة في قالب من التراجع الذي يقود الى عذاب المرأة منذ طفولتها او نشأتها حتى نهاية امرها. موضحة خلال الأمسية التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء أول من أمس، بعنوان «الدراسات الثقافية والخطاب النسوي»، وقدمتها ميشلين حبيب، ان الخطاب الكوني او الوجداني او العالمي ينقسم الى مسألتين ليس بينهما اتصال هما الخطاب الأنثوي في مقابل الاأنثوي، ويبنى عليه افقيا محصلة الخطاب الذكوري أي عكس الخطاب الانثوي، ولا تعني النقيض فقط، وانما الضد بمعنى نسوية الطرح تقابلها لا نسويته اما الذكورة فهي الضد تماماً.

وأضافت: «رؤية المشروع النسوي في اصولها متطورة وهي انثوية بدرجة عالية كأن اقول إن المرأة تقف على وتد منخفض وتسعى للنهوض او التجارة بما هو عليه في ازمنة الانسان المعروف بالمرحلة الاولى والثانية والثالثة والرابعة». لافتة إلى أن الوضوح في المشروع الأنثوي النسوي يقوم على مفاصل الحياة الحديثة والتطور اليومي في حدثة أي انسانيا أو غيره، مثل تطور النقود يقود الى مفاهيم السرقة والنفوذ. والانسان هنا بين هم الحفاظ على الحقيقة او النفاق، فتبقى النسوية فساداً في بعضها، بياضاً في الآخر، وهكذا هناك جانب واضح وجانب غامض في تطور النسوية مثل النقود او العملة هي متطورة كل يوم ولكن فيها قذارة او اتساخ.

حركة الشعوب

أفادت ذيبان بأن الخطاب النسوي لم يأت منفصلاً، وانما متصلاً بحركات الشعوب نحو التحرر والاشتراكية وهي من عناصر المساواة وغيرها. في المقابل هناك رؤيا للخطاب المنفصل او الذكوري العميق والقوي والقائم على الفكر المتحكم القمعي المناهض للاستعمار، فالخطاب الذكوري في الاصل مرادف لليقين المؤمن بقمع المرأة في المدرسة والجامعة والمنزل والسوق والعمل بكل أشكاله وجدانيته، وقمع ما هو متطور او غير متطور وقمع المشكلات الانثوية، وهو منفصل تماما عن الخطاب النسوي او احادية التعميم والاكتتاب (اهم مثال عهد ستالين الخطاب القمعي الكامل). كما ان الخطاب النسوي ضدي عكس التيار، صعب، مهمش، وغير متطابق مع الافكار السائدة والتقليدية، ثم انه غير مدرك شفهيا وغير مقنن، ثم ايضا هو مهمش وغير مدروس ومستبطن أي يعتمد على فكرة المقولة وليس التواصل الدراسي.

وفي تطرقها إلى الدراسات النقدية النسوية والدراسات الثقافية؛ أشارت ذيبان إلى أن الدراسات النقدية النسوية هي ما تقدمه بعض الفصول واللغات من علاقات مناهج المدارس المتفاوتة من علاقة بين الانسان وذاته، والانسان والآخر في علوم متفاوتة مثل علم الفلسفة أولا وعلم الافكار والمنطق وعلم الجذور أي الأنساب وعلم الثقافة الحرة وعلم الاجتماع والانثربولوجيا والسسيولوجي وحرفية الآداب واللسانيات ونحوها، والادب المقارن وليس الروائي او الشعر وقواعد اللغة وعلم اللغات. مضيفة: «هنا ارى انسلاخاً متكاملاً ومرئياً بين علوم العالم برمته منها، حتى التاريخ والسجع وعلوم او دراسات النقد الانثوية ولا علاقة مدركة بين الاثنين».

‬3 نقاط

في ما يختص بالخطاب النسوي ومجالات إدراكه وتطبيقه، توقفت د.أمينة ذيبان أمام ثلاث نقاط جانبية، تتمثل الاولى في ان الفكرة الحرة في قضية المرأة وبالتالي مشروعية تطورها او تزاحمها او تجذرها في فكرة تأسيسها، والثانية انها فكرة متحررة في اصلها مستغلة في مجملها، وتقوم النقطة الثالثة على ان المرأة او خطابها هو انتصار وليس هزيمة لمعرفية القراءة او المعرفة الدونية في علم الحداثة.

وتطرقت ذيبان خلال المحاضرة إلى الدراسات النقدية النسوية، من منظورين فقهي اصولي وغربي مقنع متطور، مشيرة إلى ان الدراسات الانثوية وليست النسوية تسيطر على المكتبة أيا كان نوعها من مختلف اللهجات في اوروبا والعالم العربي واميركا وفرنسا والغرب والشرق. معتبرة ان الفكرة النسوية في الكتابة هي حصيلة تآمر نفسي وصادق يقيني بين حوارية الذكورة والانوثة.

وأضافت: «النقد النسوي متباين واصله في فقه التأقلم وليس الحقيقة، لكنه مع ذلك يبني طرقا مثمرة في معمعة الاطروحة اليومية للدراسات الاستفسارية ان صحت العبارة، وهو دائما يطرح اسئلة التطور والقراءة المبدعة لأكثر من نص فوقي وسطحي وغير ذلك. ثم انه مع ابداع القلة ومع تطور نخبوية جديدة من الكتاب والقراء والدارسين وذلك ما يمكن ان نستثمره على مرتبة الحداثة وما بعد الحداثة ثم انه نهج فوقي جدا ومعني بدراسات متطورة في الانثربولوجي والنفسي والانساني بشكل عام».

تويتر