مجموعة من أعمال الخط العربي في «واحة السجاد والفنون»

أرابيسـك.. حــروف تـعـانـق الألوان

صورة

ينقل «غاليري أرابيسك» الحضور من عالم السجاد المحاك بالخيوط إلى عالم الحروف التي تعانق الألوان، بتقديمه مجموعة من أعمال الخط العربي ضمن فعالية «واحة السجاد والفنون»، وتتميز اللوحات التي يقدمها «الغاليري» بتنوع الأنماط الفنية، فبعضها يتسم بالكلاسيكية في كتابة النص، فيما البعض الآخر يوازن بين قوة اللون ووقع الحروف. أما اللوحات التي تنتمي إلى الرؤية الحديثة في فن الخط العربي فكانت لها النسبة الأكبر في المعرض، حيث إن انحناءات الحروف التي تأتي بضربات سريعة تأخذ مكانها في فضاء اللون بأسلوب يلتزم قواعد مدارس الخط، الأمر الذي ينتج جمالاً مضبوط الايقاع.

حروف

تسويق الخط

يتميز «غاليري ارابيسك»، الذي انطلق مع هذا المعرض بكونه يحمل رسالة خاصة تهدف الى تسويق ونشر فن الخط العربي، وهو «الغاليري» الأول المتخصص في فن الخط في دبي. وقال مؤسس «الغاليري»، باسم زبيب، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الفكرة تبلورت منذ وصولي إلى الإمارات منذ ‬10 سنوات، وقد وصلت حينها مع بداية المعارض الخاصة بالخط العربي، ورأيت المبادرات المهمة لرعاية فن الخط العربي، لكن الخطاط يحتاج إلى رعاية أكبر من وجوده في معرض أو معرضين خلال السنة».

وأضاف: «ارتباطي بالهندسة وابتعادي عن الخط من أسباب تأخري في إنشاء (الغاليري)، ولكني اليوم أهدف من خلال (الغاليري) إلى التسويق للخطاطين، فالخط العربي فن لا يسوق له بشكل جيد». واعتبر أن الانطلاقة من الواحة مهم، لاسيما أن شعار المعرض كان لوحة حروفية، لاسيما أنه يسعى إلى إيصال لوحة الخط الى كل بيت.

وشدد على أن «الغاليري» سيكون موجودا في الفعاليات بشكل كبير، مع الحفاظ على وجود التنوع في الاسماء المطروحة، «والتي يشكل وجودها إضافة لـ(الغاليري)».

اتجاه مميز برز في لوحات المعرض الذي اختتم أمس، يتمثل في اللجوء إلى الحروف والابتعاد عن النصوص، الأمر الذي يجسد جمالية التركيب للحروف بين المنحنية والممتدة، التي تتعانق على «الكانفاس» لتملأ الفراغات في المساحة المخصصة لها. وقد تجلى إبداع الحروف في اللوحة ذات التركيب المنظم التي أخذت شكل السجادة، حيث رسمت الحروف على شكل نسيج السجادة، وتباينت الألوان في اللوحة المقسمة إلى قطع، حيث يخصص لون واحد لكل مساحة بشكل مستقل.

إلى جانب هذه الأعمال، قدم المعرض لوحات لأكسم طلاع، وعبدالرزاق محمود، وعبدالرحمن دبلير، وحسين يونس، تميزت بكونها تحمل الألوان القوية التي تجذب المتلقي بإشعاعها.

بعض النصوص، لاسيما القرآنية، استوجبت الالتزام بالأسلوب الكلاسيكي في الشكل الذي يوضع فيه النص، لذا أتت معظمها متوازية من حيث المساحة التي تحتلها في الفضاء الأبيض، سواء وزع النص بشكل أفقي في اللوحة، أو وضع ضمن شكل أشبه بالزخرفة الحرفية. بينما تميزت الأعمال التي يدخلها اللون بقوة الألوان والمعالجة الخاصة بالورق الذي كان يأخذ ملمس الحرير، خصوصاً مع الفنانة الاماراتية نرجس نورالدين، التي أدخلت الألوان على أعمالها في الفترة الأخيرة، دون أن تتخلى عن المدارس الكلاسيكية.

أما الفنان خالد الساعي، فهو يعتمد على الضوء والظلال في طرحه للألوان التي يعالج بها «الكانفاس» قبل أن يخط حروفه بضربات سريعة وقوية. وعلى الرغم من اعتماد الضربات السريعة والقوية في كتابة الحروف، إلا أنه لا يبتعد عن أي من المدارس الخاصة بفن الخط العربي.

شعر

الفنانة الإماراتية نرجس نورالدين، صاحبة العدد الأكبر من أعمال المعرض، لفتت إلى أن «العرض في (واحة السجاد والفنون) مميز، فحياكة السجاد تحتوي على الفن أيضا، خصوصاً أن هناك بعض القطع التي تحتوي على الحروف أو الآيات القرآنية، التي تعلق على الجدران». ورأت نورالدين أن «النمط الذي باتت تتبعه في الفترة الأخيرة، يختلف عن الأسلوب الكلاسيكي الذي كانت تلتزم به»، منوهة إلى أن «النص القرآني يفرض أحياناً الالتزام بالشكل الكلاسيكي الذي يُعرف بشكل السفينة، وأن اختيار النص لا يقتصر على الالتفات إلى المعنى، فأحياناً يكون المعنى كثيفاً، ولكن تشكيله في اللوحة ليس جاذباً، بينما أحياناً نجد بعض النصوص العادية التي يكون تركيبها مميزاً». وتقدم نور الدين النصوص القرآنية والشعرية، إلى جانب بعض اللوحات التي تعتمد فيها على جماليات الحروف دون أن تكتب فيها أي نص، وهنا أشارت إلى أن تركيب الحروف بشكل تلقائي يكون أسهل الى حد ما من النص الذي يتطلب الاختبارات الكثيرة لاختيار الشكل الذي سيكتب به.

اتجاه الفنانين إلى ابتكار خطوط خاصة بات من الأساليب التي يحاول بها الخطاطون أن يتركوا بصمتهم الخاصة في عالم الخط من خلالها، الأمر الذي رأته نورالدين يبرز تطور هذا الفن، فلابد من الاستفادة من التجارب القديمة، فلكل حقبة فنية أسلوبها الخاص. وشددت على أن التزام الفنان بالتقنيات والعلم الخاص بهذا الفن ضروري جداً، فمن المهم الالتزام بجمالية الحروف، لاسيما أن الحرف العربي مطواع ومن السهل أن يتم إدخاله على أي عمل، والدليل على ذلك الكثير من التجارب التشكيلية التي أدخلت الحرف على التشكيل. واعتبرت أن تجربة الإمارات تعد حديثة في عدد الخطاطين الموجودين فيها، ولكن الإمارات كانت سباقة في تنظيم المعارض الخاصة في الخط العربي، وبعدها حذت الدول العربية حذو الإمارات في تقديم أعمال خاصة بفن الخط.

ولفتت الفنانة الإماراتية إلى أن «السبب الرئيس في قلة وجود الخطاطين في الإمارات يكمن في عدم وجود مركز متخصص بتدريس الخط للمحترفين، كما أن الخطوات التي تؤخذ في هذا المجال محسوبة وقليلة، والخطاط الإماراتي يضطر إلى السفر إلى تركيا وإيران كي يستفيد من خبرة الأساتذة في التركيب واستخدام اللون».

تويتر