في معرض بــ «أبوظبي هاب غاليري»

طبيعة وتجريد وصقور لفنانين بريطانيين

صورة

نافذة جديدة يفتحها مجمع «أبوظبي هاب غاليري» لمحبي الفنون التشكيلية، للاطلاع على ألوان جديدة من الفنون، وثقافة مختلفة عبر المعرض الذي افتتح مساء أول من أمس، في المجمع في أبوظبي، وضم مجموعة من الفنانين البريطانيين، ضمن برنامجه الذي يقوم على استضافة معرض لفناني دولة من دول العالم كل شهر.

بيئة الإمارات

جمع المعرض الذي يستمر حتى السابع من فبراير المقبل بين مدارس فنية مختلفة جسدتها أعمال ‬11 فناناً وفنانة، بعضهم مقيم في دولة الإمارات، والبعض الآخر يقيمون في إنجلترا. كما تنوعت موضوعات اللوحات، فارتبط بعضها بموضوعات عالمية لا تنتمي إلى مكان محدد، بينما استمد البعض الآخر ملامح لوحاته من بيئة الإمارات التي عاش فيها وتأثر بها، ومن هؤلاء الفنان اندرو فيلد الذي حول لوحاته إلى فضاءات مشرعة على الطبيعة الساحرة العذراء في جزيرة ياس في أبوظبي، حيث مازالت الطبيعة تحتفظ ببكارتها وجمالها دون ان يفسدها الانسان والعمران. لوحات فيلد تحمل من يقف أمامها إلى مساحات غير محدودة من اللون الأزرق الذي تتداخل في كنفه حدود السماء والبحر، بينما يتسلل الأصفر المشرب بالأبيض ليرسم حدوداً رملية تؤطر اللوحة وتزيد من جمالها، في رؤية بانورامية أسهمت في منح المتلقي شعورا متزايدا باتساع أبعاد اللوحة كأنها فضاءات حقيقية للروح لتهرب من صخب المدينة وطابعها الجاف، وهي رؤية مقصودة من الفنان، بحسب ما أوضح، حتى يمكنه من خلالها أن يعكس مشاعره تجاه الطبيعة، وان يمنح المتلقي فرصة ليستريح في لوحاته من زحام المدن ويسترخي قليلاً، كما يشعر هو خلال الرسم، مشيرا إلى ان هذه اللوحات جزء من سلسلة أعمال فنية تحمل عنوان «أبوظبي»، أنجز منها حتى الآن ‬55 لوحة، ومازال يواصل العمل.

وذكر فيلد ان نشأته في إحدى المدن المزدحمة في إنجلترا جعلته يبحث عن الطبيعة العذراء، وهو ما وجده في الجزر الواقعة خارج مدينة أبوظبي، خصوصاً جزيرتي ياس والسعديات، حيث وجد هناك الطبيعة الساحرة والبيئة النظيفة التي لم تمتد إليها يد العمران، او يلوثها الانسان بممارساته غير المسؤولة، فاعتاد الذهب إلى هناك في الصباح الباكر حتى يستمتع بمشهد الشروق، وبزرقة السماء الصافية وهي تتداخل مع مياه الخليج.

عالم الحيوان

شهر لكل دولة

في كلمة له في افتتاح المعرض، رحب مالك مجمع «أبوظبي هاب غاليري» أحمد اليافعي، بالحضور وبمدير القنصلية البريطانية في أبوظبي جوردن سلافن ، موضحاً ان المعرض يأتي ضمن سلسلة فعاليات «شهر لكل دولة»، التي يقيمها المجمع كل شهر، ويستضيف فيها فناني دولة معينة على حدة. وأشار اليافعي إلى ان أول استضافة كانت للإمارات من خلال معرض «إلهامات إماراتية»، تلى ذلك في شهر ديسمبر معرض «الفن الياباني المعاصر».

من الفنانين الذين استلهموا أجواء الإمارات في لوحاتهم الفنانة كاري ويرهام، التي شاركت في المعرض بأربع لوحات، استوحت اثنتين منها من بيئة الإمارات، فحملتا عنوان «المجلس»، ووظفت في تجريدية مميزة عناصر محلية تمثلت في الابواب والنوافذ ذات الطراز العربي، في تشكل موحٍ، مشيرة إلى ان النوافذ بالنسبة لها تحمل الكثير من الإشارات والرموز الموحية، والمعاني المستترة، فخلف النوافذ هناك أشخاص وقصص وعوالم مختلفة تثير الفضول لمعرفتها، كما أن النوافذ مداخل لفرص مقبلة تفتح على الحياة والناس والحلم. كما قدمت ويرهام لوحتين هما «هناك في عالم الساحرات»، و«تجمد»، بدتا متشابهتين لا يفرق بينهما سوى الألوان التي زينت عالم الساحرات، فبدا براقاً نابضاً بالحياة والحيوية، بتكويناته التي تشبه شرايين الجسم أو سيقان نباتات وضعت تحت مكبر للرؤية، أو ربما تكوينات من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية في أعماق البحار والمحيطات، بينما فقدت هذه التكوينات حيويتها وربما حياتها في لوحة «تجمد» بعد أن انسحبت منها الألوان وزحفت عليها ثنائية الابيض والاسود، لتصيبها بحالة من التجمد والشحوب.

بينما اتجهت الفنانة جودي روبرتس إلى تجسيد عالم الحيوان في لوحاتها، من بينها الصقر الذي جسدته في واحدة من اللوحات محلقاً في السماء، وفي أخرى يحط على يد مدربه. وسيطرت الألوان على لوحات مات ماكوب، خصوصاً الاخضر والازرق والاصفر، معتمداً على التجريد في تجسيد الطبيعة ومشاهدها بلمسات خاصة.

رحلة الذكريات

الفنانة لوريل مور التي عاشت في أبوظبي ثلاث سنوات قبل ان تنتقل للإقامة في قطر، حملت لوحاتها عنوان «رحلة الذكريات»، ومن تنوع ذكريات الحياة ومحطاتها تنوعت أفكار وموضوعات اللوحات، فهذه لوحة لطرقات سويسرا ترتسم فيها ملامح ذكريات زيارة قامت بها لهذا البلد الجميل، وفي لوحة أخرى تفتحت زهرة برتقالية تلقتها الفنانة هدية من زوجها، ففاح أريجها في الذاكرة واحتضنها بياض اللوحة. كما كان للوجوه حضورها بين لوحات مور التي أشارت إلى ان موضوع اللوحة يتحدد وفقاً للمشاعر والأفكار التي تسيطر عليها عندما ترسم، لافتة إلى شغفها برسم الوجوه، وهي فنانة محترفة في هذا المجال ولديها موقع لاستقبال الصور الشخصية، وتحويلها إلى لوحات. كما قامت برسم العديد من البورتريهات لقادة وشخصيات عامة.

إلى جانب هؤلاء الفنانين شارك في المعرض عدد من الفنانين المقيمين في بريطانيا ولم يتمكنوا من الحضور، هم: نيف مات وماتي ولوسي ولوكي وتي وات وبيتر سميث.

تويتر