Emarat Alyoum

فقراء يرسمون أحلامهم على الســـجاد

التاريخ:: 11 يناير 2013
المصدر: شيماء هناوي - دبي
فقراء يرسمون أحلامهم على الســـجاد

علي الرغم من عمره الزمني القصير الذي لا يتعدى العامين، أسهم مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان، الذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في أفغانستان، من خلال تمكين النساء الأفغانيات من توظيف ‬2100 سيدة، من ما يزيد على ‬3000 من أصحاب الدخل المنخفض، يسكن معظمهن في مخيمات اللاجئين. ونجح المشروع الذي يوفر فرص عمل في مجال إنتاج السجاد اليدوي، الحرفة التي تمتلك نساء أفغانستان مفاتيح الإبداع فيها، في إنتاج أكثر من ‬4000 سجادة باستخدام ‬700 نول، وتطوير سلسلة من التصاميم العصرية والتقليدية إلى جانب أخرى خاصة بالأطفال، تباع ضمن مراكز خاصة في كابول ودبي ولندن، كما يتم عرضها وتسويقها في معارض الديكور الداخلي 

يقوم المشروع الذي حصد مجموعة من الجوائز في فتره زمنية قصيرة، أساساً، على توفير الفرص المستدامة حيث يهدف إلى تمكين النساء من خلال التركيز على استخدام مهارات الحياكة والغزل التي يمتلكنها وذلك بعد العمل على تطويرها بتدريب مهني عالي المستوى، كما يتم بموجبها تزويدهن بالمصادر التي يحتجنها في صناعة السجاد من أنوال وأصواف، إضافة إلى دفع سعر سوقي عادل مقابل عملهن.

ولا يقتصر المشروع الذي يعرض أعماله حالياً في «واحة السجاد والفنون» في مركز دبي التجاري العالمي، إحدى الفعاليات الأساسية في مهرجان دبي للتسوق، على توفير فرص عمل للنساء في مجال نسج السجاد ووظائفه الإدارية، بل يتعداه إلى تقديم رعاية خدمات اجتماعية أساسية في مجالات الرعاية الطبية والتعليم، لهن ولعائلاتهن، علاوةً على الاهتمام بتوظيف كوادر طبية وتعليمية ومهنية وإدارية.

خدمات منوعة

تأثيرات وفوائد

قال مدير عمليات ومستشار خاص في مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد ـ ميواند جبارخيل لـ«الإمارات اليوم»، إن مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان الذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في أفغانستان من خلال تمكين النساء الأفغانيات منذ انطلاقه في يونيو ‬2010، له فوائد وتأثيرات عدة منها:

-- تركيز الجهود بشكلٍ عام على الشرائح الأكثر فقراً وحاجة في المجتمع، إذ يتم توفير فرص عمل للمقيمين في مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود الباكستانية، كما يقوم بتوفير وظائف ضرورية لنحو ‬180 امرأة في مرافق الإنتاج الموجودة داخل سجن «بادم باغ» في كابول.

-- توفير الرعاية الصحية والتعليم للإسهام في بناء مجتمعات صحية ومنتجة وآمنة، ويقدر أن يكون ذلك قد أسهم في نشر فوائد التنمية الاقتصادية المستدامة على أكثر من ‬18 ألف شخص في كابول وجلال أباد في أفغانستان.

-- تحسين المنتج النهائي وضمان صناعته محلياً ‬100٪، وذلك عن طريق شراء الأصواف المحلية لدعم المزارعين البدو.

-- الالتزام بالحد من التأثيرات البيئية وذلك عن طريق استخدام أصباغ نباتية خالية من المواد الكيميائية في عملية صناعة السجاد، ويتم تخزين المياه الملوثة الناتجة عن عملية الصبغ في خزانات خاصة ليتم التخلص منها بصورة صحية تضمن حماية نهر كابول من التلوث.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/01/03654.jpg

قال مدير عمليات ومستشار خاص في مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، ميواند جبارخيل لـ«الإمارات اليوم»، «يمثل المشروع الذي أطلق قبل أقل من عامين بالتعاون مع شركة (تنوير للاستثمار) الأفغانية، منهجية شاملة تعود بالخير الوفير في ميدان التوظيف في أفغانستان، فضلاً عن إسهامه في الارتقاء بالمستوى المعيشي والصحي للعائلات والمجتمعات المستفيدة».

وأضاف «ومع توظيف أكثر من ‬3000 من أصحاب الدخل المنخفض في أفغانستان منهم ‬2100 سيدة، يحرز المشروع نجاحاً بارزاً في مساعدة الشعب الأفغاني للنهوض بأوضاعه المعيشية، لاسيما أنه يحمل على عاتقه خفض نسبة الفقر من خلال توفير الموارد والدعم المعنوي والفرص لمساعدة النساء في تحرير أنفسهن من الأعباء الاقتصادية الثقيلة ولعب دور رائد في بناء المستقبل».

وذكر جبارخيل «يوفر المشروع الذي يفتح أبواب المشاركة فيه أمام جميع الأفغانيات اللواتي تزيد أعمارهن على الـ‬15 عاماً، فرص عمل في مجال إنتاج السجاد اليدوي الحرفة التي تمتلك نساء أفغانستان مفاتيح الإبداع فيهإ، إضافة إلى وظائف مكتبية متخصصة في هذا المجال».

واستطرد «منذ انطلاقه في يونيو ‬2010 نجح في إنتاج أكثر من ‬4000 سجادة باستخدام ‬700 نول، وتطوير سلسلة من التصاميم العصرية والتقليدية إلى جانب أخرى خاصة بالأطفال».

وتابع «يقدم المشروع للنساء العاملات وعائلاتهن خدمات اجتماعية أساسية في مجالات الرعاية الطبية والتعليم، الأمر الذي يسهم في تحسين مستوى المعيشة ويساهم بفاعلية أكبر في نمو المجتمع، فتأمين الخدمات الاجتماعية الأساسية للنساء العاملات واللاتي تبلغ نسبتهن ‬70٪ من إجمالي العاملين، يعتبر جزءاً أصيلاً وفريداً من مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان حيث يستوجب من جميع المشاركين التوقيع على عقد مسؤولية يتعهدن من خلاله بالمشاركة في برنامج الرعاية الطبية ويؤكدن التزامهن بإرسال جميع أطفالهن إلى المدارس».

وشرح «يقوم مزودو الخدمات الاجتماعية المتاحة في المشروع بتسجيل العائلات وإجراء زيارات منزلية لضمان الالتزام بهذا الشرط، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بالمستوى الصحي للعاملين وعائلاتهم، وينعكس بدوره على السوية الصحية للمجتمع ويساهم في استئصال مظاهر عمالة الأطفال، التي يسعى قسم التعليم في المشروع إلى القضاء عليها وذلك من خلال التركيز على تسهيل عملية التعليم، حيث يقتضي المشروع ذهاب جميع الأطفال من الجنسين تحت سن الخامسة عشرة إلى المدرسة بدوام كامل» وشدد «يراقب مستشارو المشروع خط سير العملية التعليمية وحضور الأطفال للمدارس بالتعاون المباشر مع المدارس، علماً أن عدد الأطفال المسجلين حتى الآن وصل إلى ‬7032، كما تتلقى النساء تدريبات خاصة في مجالات الرعاية الصحية، وتعليم القراءة والكتابة والحساب، وغيرها من المسائل المهنية الأخرى».

وقال جبارخيل «يوفر المشروع خدمات الرعاية الصحية لجميع الموظفين وعائلاتهم، حيث يقوم كادر من الأطباء بإجراء زيارات دورية إلى منازلهم مرة كل شهر بهدف إجراء عمليات الفحص الطبي وتوفير شتى أنواع العلاجات واللقاحات اللازمة، إضافة إلى التزام الأطباء بتقديم استشارات طبية ميدانية وجلسات توعية صحية وتوزيع أدوات صحية ضرورية». أما بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية، فيتم توفير العناية اللازمة لهم في المستشفيات المحلية، لاسيما أن المشروع قد وقع سلسلة اتفاقيات خاصة في هذا المضمار، وقام بتوفير العلاج وخدمات رعاية قبل الولادة، وخصص فريق «الإسعاف» لتوفير الدعم في حالات الطوارئ».

أفغانيات

عن الصناعة التي يسلط الضوء عليها مشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان لتمكين النساء الأفغانيات، «السجاد اليدوي»، قال جبارخيل «نجح المشروع الذي يوفر فرص عمل في مجال إنتاج السجاد اليدوي، الحرفة التي تمتلك نساء أفغانستان مفاتيح الإبداع فيها، في إنتاج في إنتاج أكثر من ‬4000 سجادة باستخدام ‬700 نول، يستخدم في نسجها أصواف محلية لدعم المزارعين»، ونجح المشروع في تطوير سلسلة من التصاميم العصرية والتقليدية إلى جانب أخرى خاصة بالأطفال، تباع ضمن مراكز خاصة في كابول ودبي ولندن، ويتم عرضها وتسويقها في معارض الديكور الداخلي والفعاليات المتخصصة. وفقاً لجبارخيل.

ونوه «اعترافاً بهذا النجاح الكبير الذي حققه المشروع رغم عمره الزمني القصير، إذ فاز بعدد من الجوائز المرموقة التي أثنت على جودة إنتاجه وتأثيره الاجتماعي الكبير، وهي جائزة التصميم الداخلي التجاري عن فئة أفضل مبادرة تصميم مستدام، وجائزة التقدير من غرفة التجارة والصناعة الأفغانية، وظفر بالجائزة الخاصة في معرض دوموتكس الشرق الأوسط، وبالجائزة الذهبية لواحة السجاد والفنون بدبي».