مشاركة الناشئين للمرّة الأولى جذبت جمهوراً جديداً

مهارات «الطلع».. إثارة وندّية في بطولة فزاع للصيد بالصقور

صورة

واصلت بطولة «فزاع» للصيد بالصقور المقامة في منطقة الروية فعالياتها الموزعة بين فئات متعددة، بعضها تم استحداثه لأول مرة، بتوجيهات من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي بطولات «فزاع».

وخطفت مهارات الناشئين وإقبالهم على المشاركة في المسابقات التي أقيمت لأنواع مختارة من الصقور الأضواء بشكل ملحوظ، وتمكنت البطولة من جذب فئات جديدة لمتابعة فعالياتها بإثارة وترقب ملحوظين، خصوصاً من قبل عائلات جاءت لمساندة الصقارة الصغار، حيث شهدت المنافسات التي خصصت للناشئين تحت سن ‬14 سنة منافسات قوية بين هواة القنص بالصقور من فئة جير تبع لمسافة ‬300 متر المستحدثة، في كلتا جهتي طيران الصقر، بدءاً من منطقة البداية التي يصطلح على تسميتها «الهد» ومنطقة النهاية المصطلح على تسميتها بمنطقة «التلواح».

للصقور فقط

خلت المنطقة المخصصة لاحتضان فعاليات بطولة فزاع للصقور، في منطقة الروية، بشكل ملحوظ من الطيور التي يألف وجودها في مختلف الأماكن بالدولة، وكأن وجود مئات الصقور في مكان محدد كان إيذاناً بامتناع سائر الطيور الأخرى عن الوجود، وبدت سماء المنطقة خالية إلا من صقور تحلق هنا وهناك، إما اثناء السباقات، او في الفترات التي بين أشواطها المختلفة، في مسابقات يقيمها الهواة على هامش البطولة في ما بينهم.

وكشف المدير التنفيذي لبطولة فزاع للصيد بالصقور ما وراء هذا الأمر، مضيفاً «تعد هذه المنطقة، تحديداً، من اكثر المناطق مثالية لإقامة البطولة لندرة وجود الطيور الأخرى فيها، وهو ما يجعل الصقور المشاركة اكثر تركيزاً في اللحاق بالأهداف التي تحددها اللجنة المنظمة للبطولة».

وأضاف بن دلموك «الاستقرار على هذا المكان تحديداً جاء بتوجيه من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ولي عهد دبي، راعي بطولات فزاع، الذي يمتلك خبرة واسعة في مهارة الصيد بالصقور».

فرخ الصقّار «قنّاص»

على نهج والده رئيس اللجنة العليا المنظمة للصيد بالصقور، الذي اعتادت صقوره تحقيق أرقام متقدمة في مختلف دورات البطولة، جاء الناشئ دميثان بن سويدان بن دميثان، قناصاً وصقاراً متميزاً في ترويض الصقور، وحقق طيره في مشاركته الأولى ببطولة الناشئين زمناً جيداً استحق به المركز الثالث في فئته.

في هذا الإطار أكد بن سويدان أن مهارات الصيد بالصقور تمارس ولا يتم تلقينها بشكل نظري، مضيفاً «لا يمكن أن تنشئ صقاراً جيداً بمجرد الاتيان بعدد من الورش أو المقولات النظرية، ولا يوجد صقار على استعداد لنقل خبراته بشكل مجاني لصقار آخر، حتى لو كان ذلك الآخر ابنه، لأنه ببساطة لن يستفيد منها إلا اذا قام باكتشافها بنفسه». واضاف بن سويدان «على طريقة تعليم السباحة، فإن لا أحد قادر على اتقانها إلا من خلال الممارسة الفعلية والدؤوبة لها، وكذلك مهارة الصيد بالصقور، فإن فنيّاتها لا تأتي إلا عن طريق الممارسة وتكرار المحاولات والأخطاء وصولاً إلى تجويد الأدوات، في طريق الوصول إلى المهارات، ولهذا يعد توجيه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بإقامة مسابقات خاصة بالناشئين هو السبيل الأمثل للحفاظ على موروث الصيد بالصقور».

كما حملت المسابقات الجديدة المخصصة لفئة «الطلع» الكثير من مظاهر الإثارة والندية بين هواة ومحترفي الصيد بالصقور من الكبار، حيث تهتم هذه البطولة، تحديداً، بالصقور التي تؤدي مهام محددة في عملية الصيد، وهي الكشف عن مكان وجود الطريدة، أي تحديد الهدف المراد قنصه، وربما يقوم بمهمة القنص نفسها صقر آخر لأسباب تتعلق بمدى القدرة على اللحاق الفعلي بالطريدة، فيما يتطلب في الصقر المشارك في بطولات الطلع، خصوصاً، مهارات أخرى ليس من ضمنها سرعة اللحاق بالطريدة، وإنما حدة البصر ودقة الرصد.

وتصدّر الناشئ مجرن بن منصور احمد بطيره المسابقة المخصصة لفئة «جير تبع» الذي قطع مسافة السباق بزمن وقدره ‬15.739 ثانية، ولم تخلُ قائمة الفائزين بالمراكز الأولى من هذه البطولة المستحدثة من أسماء الفتيات أيضاً، ما يعني أن هذا الموروث نجح في الارتباط بالجيل الجديد عبر بطولة فزاع على نحو أبعد مما توقع الكثيرون، حيث جاءت في المركز الثاني الناشئة شمة سهيل سعيد بطيرها الذي قطع مسافة السباق بزمن قدره ‬15.806 ثانية، لتعد شمة اول متسابقة ناشئة تشارك في المسابقة الجديدة.

وحقق الناشئ سويدان دميثان سويدان المركز الثالث في المسابقة نفسها، من خلال طيره الذي قطع مسافة السباق بزمن قدره ‬15.930 ثانية، وفي المركز الرابع جاء الناشيئ خليفة سعيد محمد سعيد الشامسي من خلال طيره الذي قطع مسافة السباق بزمن قدره ‬16.006 ثانية.

وشهدت مشاركة الناشئ حمد القمزي ترقباً وكانت أكثر جلباً للأنظار في هذه المسابقة، رغم حلول طيره تاسعاً بزمن قدره ‬16.648 ثانية، حيث توقع الجمهور أن يحصد القمزي صدارة تلك المسابقة، بعد أن أصبح أول ناشئ يفوز بلقب كأس فزاع للناشئين في فئة أخرى، عندما تصدر الترتيب في اليوم الأول من انطلاقة البطولة.

وفي إطار مسابقة الطلع المستحدثة ايضاً توج أحمد حمد بن مجرن بطلاً لبطولة «فزاع» للصيد بالصقور في هذه الفئة التي حقق فيها رقماً مميزاً قياساً بصاحبي المركزين الثاني والثالث، بعد ان قطع طيره المسافة المقررة وهي متر و‬10 سم في زمن قدره دقيقة و‬25 ثانية، ويعتبر الطير الوحيد الذي وصل الى هدفه من اقرب مكان، بينما جاء في المركز الثاني سعيد سويدان بطيره الذي قطع مسافته للوصول الى الهدف، وهي ‬10 م، في زمن قدره ‬51.72 ثانية، وجاء في المركز الثالث عبدالله بن لاحج البسطي بطيره الذي قطع مسافته للوصول الى الهدف، وهي ‬13 متراً، في زمن قدره دقيقة و‬15 ثانية.

وأوضح دميثان بن سويدان رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور، أن هذه المسابقة اقتصرت فقط على الطيور المحلية من فئات بيور جير، والجير الحر، والجير شاهين والبيور حر، حيث أتيحت المشاركة بأي عدد من الطيور للهاوي أو المحترف الواحد، مشيرا الى ان مسافة السباق تكون كيلومتر، وان مدة تحديد الهدف الذي يكون هنا عادة طائر (الحبارى) هي اربع دقائق تبدأ مع ازالة ما يصطلح على تسميته (التوح) أو الغطاء الذي يحجب رؤية الصقر من أعلى رأسه.

وحول أبرز المخالفات التي تستدعي استبعاد المتسابق في هذه المرحلة، قال بن سويدان إنه يمنع ازالة «التوح» عن رأس الطير في منطقة السباق، الا بأمر من اللجنة، وعادة ما تقوم اللجنة باستبعاد المخالفين، ويكون الزمن الذي يفصله الصقر للهدف هو الفاصل في النتيجة في حالات التعادل.

من جانبه، اشاد مدير بطولات «فزاع» التراثية، عبدالله حمدان بن دلموك، بالمستوى الذي ظهرت عليه طيور الناشئين، والذي ادى الى منافسات قوية بين المشاركين خلال اليوم الثاني، مشيراً الى ان هؤلاء الناشئين اثبتوا انهم قادرون بالفعل على صون جانب مهم من جوانب الموروث المحلي، ممثلاً في مهارات القنص بالصقور على اختلاف أنواعها التي كانت سائدة في الأجيال السابقة.

وأكد بن دلموك أن التعديلات الجديدة التي أمر بها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وراعي البطولات من شأنها أن تخلق مزيداً من الانتشار لمهارات الصيد بالصقور، سواء على مستوى الهواة، وهم الأكثر عدداً، أو المحترفين المنتظر أن يزيد عددهم مع توالي دورات البطولة التي لاتزال في نسختها الأولى، لافتاً إلى أن سموّه وجّه أيضاً بضرورة تحفيز الناشئين المشاركين واستقطاب مزيد منهم، وتقديم كل أشكال الدعم والتدريب لهم على مختلف المستويات.

تويتر