يحتفل بدورته العاشرة في مارس المقبل

مهرجان أبوظبي يجمـع الإرث العربي بكلاسيكيات العالم

صورة

بالأوبرا والباليه وفنون الأداء العربية والعالمية؛ يحتفل مهرجان أبوظبي ‬2013 بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه، حيث يستضيف في دورته الجديدة في الفترة من ‬10 الى ‬29 مارس المقبل، مجموعة متميزة من البرامج الفنية والثقافية على مدى ثلاثة أسابيع بمشاركة كوكبة من الفنانين العالميين والموسيقيين المبدعين الذين يقدمون مجموعة استثنائية من العروض الفنية الراقية وأمسيات الباليه والجاز، ومعارض الفنون التشكيلية وغيرها من الفعاليات التي يحفل بها برنامج المهرجان، ما يؤكد مكانته المميزة كسيمفونية عالمية للثقافات من عاصمة الفنون ومنارة الإبداع أبوظبي.

وأشارت مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى الخميس كانو، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في فندق قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي، وبدأ بعزف قدمته الطفلة الإماراتية خولة الرايحي، أنّ «المهرجان أسهم ولايزال في إثراء الرؤية الثقافية للعاصمة، ملتزماً الواجب والمسؤولية تجاه الإمارات وأهلها، حاضِناً الآمال والأحلام والمواهب، تشجيعاً لكلِّ ابتكارٍ وإبداعٍ إماراتيين، كما يعدُ بالمزيد من الفعاليات المجتمعية الفنية، التراثية والتعليمية، مستثمراً في الإنسان، وداعماً للفنون، ومحافظاً على التراث». معتبرة ان دورة ‬2013 ستشكل حدثاً استثنائياً للاحتفال بالماضي والحاضر والمستقبل للإبداع الفني، حيث يواصل المهرجان دوره العالمي المبدع في بناء جسور التواصل بين مختلف ثقافات العالم، عبر تأسيس شراكات استراتيجية مستمرة مع أبرز المهرجانات والمؤسسات الثقافية الدولية.

وشددت كانو على أن المهرجان «يسعى عبر الاستثمار في مجالات الإبداع الفني والثقافي المختلفة، لغرس وتشجيع قيم الحوار والتفاهم الثقافي المتبادل بين الشعوب والمجتمعات في كل مكان».

من جانبه، عبر مدير إدارة الانشطة الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الفنان الإماراتي د. حبيب غلوم، عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المهرجان هذا العام من خلال فعالية «بالعربي»، التي تقدّم روائع المختارات الشعرية مصحوبةً بالموسيقى في عرض تفاعلي، مشيرا إلى ان حضوره ومشاركته في المهرجان هما التزام بتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وبوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتمسك بالماضي والاعتزاز به.

البرنامج المجتمعي «بلاد الخير»

تتناول برامج وفعاليات البرنامج المجتمعي لمهرجان أبوظبي (بلاد الخير)، العديد من الأنشطة والفعاليات التي تسعى لتقديم مبادرات وبرامج رائدة في مجالات تعليم الفنون والموسيقى لمختلف شرائح المجتمع في جميع الإمارات السبع، بهدف إلهام وتشجيع المبدعين على معايشة تجربة التنوّع الثقافي، حيث يأتي برنامج «بلاد الخير» مستوحى من الإرث العريق للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومن حرص المهرجان على لعب دور حيوي في إحياء الفنون التقليدية وتقديمها لشرائح واسعة من الجمهور في الدولة.

وسيقدم المهرجان هذا العام تكريماً خاصاً للثقافة العربية والتراث الشعري العربي عبر تقديم فعالية «بالعربي»، التي تقدّم روائع المختارات الشعرية، مصحوبةً بالموسيقى في عرض تفاعلي، يقدمه الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم العطار، مدير إدارة الأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث سيتم تقديم العرض في أبوظبي، العين، رأس الخيمة، بمشاركة عازف العود العراقي خالد صال، وعازفة الكمان السورية سمر ناصر.

ومن المبادرات المميزة والجديدة ضمن البرنامج المجتمعي للمهرجان في الدورة الجديدة، التي تسهم في إحياء فن رواية القصة التراثية الإماراتية، فعالية «حكايات من الإمارات»، التي تجسد مشاركة مميزة لجهود أكثر من ‬100 طالب في جامعة زايد، بإشراف الباحث في التراث الإماراتي عبدالعزيز المسلّم، من الذين سيتشاركون القصص التي ينجزونها كتابةً خلال سلسلة ورش عمل متنوعة، تتوّج بمعرض يقام خلال فترة انعقاد مهرجان أبوظبي.

مضيفا أن «قليلين هم من يدركون أهمية الثقافة والفنون، وقلة منهم من يؤمنون بهذه الاهمية ويعملون من اجل ترسيخها في تربة هذا الوطن المعطاء، وهناك قلة نادرة هي التي تعمل على ذلك في صمت».

واستعرض غلوم سريعا ابرز ملامح تجربته التي انصبت على استعادة التراث المحلي والاحتفاء بالارث العربي العريق، على مدى ما يقرب من ‬30 عاما، عمل خلالها من اجل ترسيخ الفن وتطوير الحركة الفنية في الإمارات، مستذكراً أنه «خلال هذه السنوات ظلت تراودني الاحلام الكبيرة ومنها انشاء معهد لتعليم فنون الأداء، وكذلك تقديم عمل فني يمزج الغناء بالموسيقى والتمثيل وهو ما تحقق بمساعدة مهرجان أبوظبي في (بالعربي)».

من ناحيته، ذكر الموسيقار اللبناني أسامة الرحباني، ان مشاركته تنصب على التعريف بإرث الأخوين رحباني، اللذين شكلا مع الفنانة فيروز مدرسة تربت عليها الأجيال، وستؤثر في الأجيال المقبلة. لافتا إلى ان الاحتفالية ستتضمن ندوة حول «الإرث الرحباني وتأثيره»، وأمسية يقدم فيها مجموعة من الفنانين عددا من أغنيات الثنائي الشهير.

إسبانيا ضيف شرف

المهرجان الذي يقام تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يشارك فيه عدد من أبرز الشخصيات الموسيقية والفنية العالمية مثل عازف الكمان العالمي جوشوا بيل، وعازف البيانو المبدع يوندي الحائز على عدد من الجوائز العالمية المرموقة، كما يقدم المهرجان في دورته العاشرة مجموعة من العروض العالمية الأكثر تميزاً على الصعيد الفني والثقافي مثل معرض الفنون التشكيلية «‬25 عاماً من الإبداع العربي»، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، وعرض المسرحية العالمية الشهيرة «روميو وجولييت» من غلوب إديوكيشن في شكسبير غلوب.

ويواصل البرنامج التعليمي والمجتمعي للمهرجان إبهار متابعيه بمجموعة جديدة من الفعاليات الفنية والثقافية التعليمية والتراثية المفتوحة للعائلات والشباب عبر الإمارات السبع، مثل فعاليات «يوم المواهب الشابة»، و«حكايات من الإمارات»، و«اكتشف الإمارات مع دار زايد»، وغيرها.

ويستضيف المهرجان مملكة إسبانيا ضيف شرف دورته العاشرة، لما للثقافة الإسبانية من جذور وعلاقات متأصلة وطويلة مع دولة الإمارات، بالإضافة للروابط الاقتصادية المزدهرة بين الدولتين، وسيكون جمهور المهرجان على موعد مميز مع أروع العروض والفعاليات الموسيقية العالمية في أمسية مغني الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو.

يقدم مهرجان أبوظبي ‬2013، يستعد أيضاً لأمسية غنائية للباريتون العالمي ملك الأوبرا بلاسيدو دومينغو، إحدى أبرز الأساطير المعاصرة في فن الأوبرا، وتشاركه السوبرانو الأيقونة آنا ماريا مارتنيز الحائزة على جائزة غرامي الموسيقية، ويعد الثنائي العالمي محبي الأوبرا بواحدةٍ من أروع الأمسيات الفنية الساحرة بصحبة الأوركسترا التشيكية الفلهارمونية، والمايسترو المبدع يوجين كون. وعبر شراكته المميزة مع أوبرا متروبوليتان التي تُبث بتقنية عالية الجودة، يقدّم المهرجان أمسية برين تيرفل، في أمسية بصحبة الفنانة المتألقة فيكتوريا ياستريفا، والأوركسترا التشيكية الفلهارمونية بقيادة المايسترو العالمي جيري بيلهوفيك. وستقدّم الأمسية للمرة الأولى عالمياً، العمل الفني المنجز بتكليف حصري من المهرجان «القصيدة الشرقية»، للموسيقار الفرنسي اللبناني بشارة الخوري، الذي قدم أعمالاً سابقة بتكليف خاص لإذاعة فرنسا، والأوركسترا السيمفونية الفرنسية وغيرها من الأعمال الفنية. ومن الأوبرا للموسيقى الكلاسيكية، سيكون جمهور المهرجان على موعد خاص لحضور أمسية الموسيقى الكلاسيكية المبهرة هذا العام، التي يحييها العازف العالمي جوشوا بيل، بصحبة الأوركسترا التشيكية الفلهارمونية بقيادة المايسترو العالمي جيري بيلهوفيك، ويُعدُّ الموسيقار بيل واحداً من أبرز أيقونات الفن المعاصرين في الموسيقى الكلاسيكية، وأحد أبرز عازفي الكمان في العالم، وسيشمل أداء المبدع جوشوا بيل مقطوعة بروك القطعة رقم ‬1.

ويتواصل سحر العروض الموسيقية في برنامج مهرجان أبوظبي ‬2013 مع أمسية لباليه مارينسكي في أمسية «تحية إلى فوكين»، بصحبة فرقة أوركسترا مسرح مارينسكي، ويشتمل الحفل على تقديم أربع لوحات باليه، تم تصميم رقصاتها من قبل مصمم الرقص الأسطوري «مايكل فوكين»، ويُعد باليه مارينسكي أحد أشهر مسارح الباليه الكلاسيكي في العالم، وقد تأسس في مدينة سانبطرسبورغ الروسية عام ‬1740.

وسيكون لآلة البيانو نصيب مميز ضمن الروائع الموسيقية التي يقدمها المهرجان احتفالاً بالذكرى الـ‬10 لتأسيسه، حيث يستضيف حفل «شغف البيانو» لعازف البيانو العالمي يوندي، الذي سيحلّق بالجمهور في آفاق موسيقية ساحرة عبر عزف مقطوعات شوبان وبيتهوفن الهادئة والمميزة، ويعرف المبدع يوندي بأسلوبه الفني المرهف، ويعد أفضل من يعزف ويؤدي مؤلّفات شوبان الموسيقية عالمياً. وعلى صعيد الفنون التشكيلية، يقدم المهرجان في دورته الجديدة بالتعاون مع شريكه الاستراتيجي معهد العالم العربي في باريس، معرض «‬25 عاماً من الإبداع العربي»، في أول عرض له في الوطن العربي، وللمرة الأولى خارج فرنسا، ويقدم المعرض أعمالاً فنية لأكثر من ‬30 فناناً من ‬13 دولة عربية، منهم عدد من الفنانين الإماراتيين، حيث يأتي المعرض احتفالاً بالذكرى ‬25 لتأسيس معهد العالمي العربي والذكرى الـ‬10 للمهرجان، كما اوضحت المدير العام لمعهد العالم العربي في باريس، منى خازندار، خلال المؤتمر. كما سيكون لأمسية الجاز حضورها المبهر في برنامج المهرجان، بعودة الفنان البرازيلي غيلبيرتو جيل حاملاً معه إرثاً متجدداً من الألحان والمعزوفات الرائعة لموسيقى الجاز، التي تمزج بين موسيقى السامبا والبوسا نوفا، والموسيقى الإفريقية، وموسيقى الروك والريغي، ويُعرف عن المبدع جيل قدرته المبهرة على تنويع أدائه الموسيقي، كونه سفيراً عالمياً للإبداع الموسيقي بخبرة تمتد لأكثر من ‬46 عاماً من التميّز في عالم الموسيقى والفن.

وسيكون للموسيقى والفن العربي الأصيل حضورٌ مميز هذا العام، عبر أمسية مميزة للموسيقار اللبناني أسامة الرحباني حاملاً في جُعبته الإرث الرحباني العريق، عبر عرض بتكليف حصري من المهرجان، يقدم تحية خاصة للإرث الغنائي والموسيقي للأخوين الرحباني، منصور وعاصي، ولتكريم ما قدماه من مساهمات مميزة للموسيقى العربية، وللأعمال المسرحية والشعر العربي خلال القرن الـ‬20.

مبادرات ثقافية

يقدم المهرجان في دورته الـ‬10، وضمن التزامه المجتمعي بتعليم الفنون والحفاظ على التراث المحلي، مجموعة من الفعاليات والبرامج الثقافية والتعليمية الرائدة، فبعد النجاح المميز لعروض روائع شكسبير «ماكبث»، و«حلم ليلة في منتصف الصيف»، من غلوب إديوكيشن في شكسبير غلوب، يعود المهرجان هذا العام بعرض مبهر جديد للعمل الشكسبيري «روميو وجولييت»، ولأن الفعاليات التعليمية للمهرجان مُوجّهة لجميع الأعمار، فإن المهرجان سيقدم في دورته الـ‬10 عملاً فنياً جديداً للأوبرا الاسكتلندية بعد جولاتها الناجحة في عام ‬2012، بعملها المميز «بيبي أو»، حيث تقدم للجمهور هذا العام العمل المميز «سينسوري» أو خلال عرض موسيقي تفاعلي مبهر للصغار والأطفال. وتقدم مبادرة «رواق الفكر» وفعالية «العودة للمدارس مع مبادلة»، سلسلة حوارات فكرية تسلط الضوء على قُوى التحويل المؤثرة، التي تمتلكها الفنون والموسيقى على التنمية الفكرية للأطفال والشباب والكبار، بهدف إتاحة تقديم الفنون لطلبة المدارس والجامعات بشكل مميّز.

تويتر