معرض يتضمن أعمالاً في التصوير الضوئي والتركيب والـرسم

«الحاضر» يثير خيال فنانين إماراتيين في «مرايا»

ولي عهد الشارقة خلال افتتاح معرض «الحاضر» في غاليري «مرايا». تصوير: تشاندرا بالان

يسلط معرض «الحاضر» الذي ينظمه مركز مرايا للفنون في الشارقة، الضوء على 10 فنانين إماراتيين واعدين، من خلال التركيز على رؤاهم وتطلعاتهم وأحلامهم، لضمان دعمهم والوقوف إلى جانبهم بهدف إثراء الساحة الفنية التشكيلية. وقد أثارت كلمة «الحاضر» خيال الفنانين المشاركين في المعرض، بحيث تناول كل واحد منهم مفهوم الزمن بين زمانين، من زاوية مختلفة وبتقنيات فنية متعددة.

ويركز المعرض الذي افتتحه سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الشارقة، الخميس الماضي، على مفهوم التغيير والحاضر من خلال اعادة اكتشاف الذات، وعدم إنكار أهمية الماضي، إذ من خلاله يتم بناء الحاضر في كل معانيه، بحيث يجرى التزاوج بين الأصالة والتراث والحداثة في الوقت نفسه.

منصة التصميم

يعد معرض «الحاضر» للتصميم منصة تقدم أعمال الفنانين التشكيليين خالد مزينة وخولة المري، إذ تشارك الأخيرة في عمل طاولة القهوة، وهي تمارس فن الشارع في مشاريع أبحاث تعتمد على فن التركيب في الفراغ أو الكتابة على الجدران.

أما الفنان خالد مزينة وهو مصمم غرافيك مستقل ورسام، فيستوحي معظم أعماله من الكتب الهزلية والموسيقى والمشهد المتطور لمدينة دبي والناس، ويشارك مزينة في معرض «الحاضر» للتصميم بعمل تصميم على قميص بعنوان «مني لكم».

وأكدت قيمة المعرض نور السويدي، أن «المعرض يحاول أن يستنبط المعاني وراء كلمة (الحاضر) بحسب تعبير وفكر كل فنان وتفسيراته الشخصية، إذ بحث الفنانون المشاركون في الدلالات والأفكار وراء كلمة الحاضر عبر سلسلة من الأسئلة والنصوص البصرية». وتابعت أن «القضايا الجغرافية والثقافية المتعلقة بمفهوم الحاضر هي أمثلة عن الموضوعات التي يمكن بحثها، وقد اختار الفنانون بوسائلهم الخاصة ما يعبرون به عن تلك الافكار من خلال استخدام أساليب متنوعة من الفن، منها التصوير الضوئي واستخدام الألوان والتركيب في الفراغ، أما الأسئلة التي يناقشها الفنانون فهي منصبّة حول الحاضر بالنسبة للفنان والعنصر المهم في الزمن الحالي، ومعنى الكلمة نفسها وكيف يبدو حضور الفنان في المشهد الحاضر».

ولفتت السويدي إلى أن «جميع الأمثلة تعمل على تأجيج الأفكار التي تم التوصل إليها في المعرض، ويعبر التنوع في الموضوعات والوسائل التي تم استخدامها بشكل واقعي، عن الفن المعاصر القائم في الإمارات في الوقت الراهن».

لقاء صامت

من أبرز الأعمال التي تضمنها معرض «الحاضر»، عمل فني للفنانة الواعدة شيخة المزروع بعنوان «من الداخل»، وهو عبارة عن تركيب ورقة، إذ تعمل المزروع على استخدام الموضوعات التي يتم انتاجها على نحو شائع لخلق أعمال فنية تتعامل مع اللون والشكل والتفاعل، ومن خلال استكشاف افكار الإنتاج والقيمة والحرفية، وهي الموضوعات التي يتم عادة إنتاجها بشكل شائع، ما يجعلها تتحدى الفكرة القائمة حول الفن والتجربة مع طرق عفوية وغير تقليدية للابتكار.

وتتحدى المزروع طبقات النقوش والمنحوتات الوهمية، وتدعو إلى لقاء صامت أو مشاركة جسدية، فالعمل مستمد من وجود المشاهد في الوقت الحاضر. وتقصد الفنانة أن يقوم المشاهد باستجابة غريزية وجسدية للهيكل واللون والمكان المحيط بالعمل، وتستخدم لغة مجردة لخلق الإيقاع والتكرار والحركة.

أوعية وخطوط

أما الفنانة الصاعدة خولة درويش فقدمت في المعرض عملين فنيين، الأول عمل تركيب في الفراغ يحمل عنوان «النفيس»، إذ يدخل الجمهور في فسحة مضاءة بضوء أبيض مع صوت ضربات القلب ونحت القلب والأوعية الدموية.

وتقصد درويش من خلال هذا العمل أن توصل فكرة أنه من خلال البيئة التي تم ابتكارها وأصوات دقات القلب، بات الجمهور مدركاً لوجوده، ولغيابه أيضاً.

أما اللوحة الثانية لدرويش، فكانت تفاعلية يتم خلالها توجيه الدعوة لها من قبل الجمهور لكتابة مذكرة إلى شخص له مكانه في قلوبهم، سواء كان الشخص على قيد الحياة أو متوفى، فالحاضر عند درويش هو حركة غير مدركة كمكان يشغله الأحبة في القلوب، وقد اختارت الرقم 60 لتمثل عدد الأوعية، إذ إن متوسط ضربات القلب من 60 إلى 100 ضربة في الدقيقة.

وعن فكرة الحاضر لدى الفنانة شريفة حريز، جاء عمل «تفتح الأزهار»، وهو عبارة عن حلقات من الإشعاع على اللوحات الزيتية، والذي اختارت تفسيره كلحظة حاضرة، إذ أرادت تسليط الضوء على هذا المنزلق العابر من الزمن، والذي لا يشبه الماضي ولا المستقبل، والممتد في كلا الاتجاهين إلى ما لا نهاية.

وألهمتها الخطوط الدقيقة والملتوية المشكلة من طبقات قطرات الألوان، وذكرتها بالأوردة الموجودة في الأوراق والنباتات التي حثتها على القراءة حول النباتات وتحديداً المزهرة، ومن هنا جاءت فكرة حريز بعبارة «تفتح الأزهار»، وهي لحظة تفتح براعم الزهرة، التي تعد لحظة بارزة في حياتها، إذ فيها تنفجر الطاقة وهي اللحظة الحاسمة في الزمن ما بين تشكل البرعم وإزهاره بالكامل، وهي اللحظة ذاتها التي تبدأ فيها الزهرة الانحسار، وتقدم هذه العبارة تفسيراً واضحاً لفكرة الحاضر العابر، وكذلك الزوال.

جنسيات متنوعة

الفنان خالد البنا الذي يشارك في المعرض، والذي يبرع في فن التوليف (كولاج)، وتصوير المتناقصات، والتضاد بين اللونين الأسود والأبيض والجمع بشكل جمالي بين قطع النسيج الملونة، إذ غالباً ما تترك أعمال البنا التأويل الشخصي للمتفرج، إذ يعمل خارج إطار الأشكال التقليدية أو التصوير أو الرسم، كما تعتبر معظم أعماله منحوتات على الجدار.

وعبر البنا في عمله «2012» عن تعدد الجنسيات في الإمارات في الوقت الراهن عبر أقمشة مختلفة، إذ يعكس كل نوع من القماش جنسية، ويرمز إلى نسبتها بالعدد.

وتستخدم تلك الأقمشة التي وظفها البنا في صناعة الملابس النسائية التقليدية في المجتمع الاماراتي، وتحديداً «الجلابيات»، التي تحظى بشعبية قوية بين الجيل الحاضر.

وشاركت علياء لوتاه في معرض «الحاضر» بلوحة زيتية بعنوان «ماذا أرى»، وهي لوحة مزدوجة لرسومات تعكس التنمية الحضرية المتواصلة في المدينة، والمشهد الذي تم تجسيده في هذه السلسلة، وهي رؤية مشتركة لدى الجميع. وتلتقط اللوحة لحظة الجمود في الزمن التي تمثل قطعة من الحاضر، ويتم التقاط صورة للمدينة المتطورة من خلال نوافذ مركبة متحركة، ثم ترجمة العمل بواسطة الرسم.

تويتر