اعترفت باختلافها مع زوجها سياسياً وقررت الإقامة فـــــــي دبي

سوزان نجـم الدين: الفــنان السوري يجـب أن يصمـت الآن

سوزان نجم الدين: الشعب السوري ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية وكلمة «لاجئ» مرفوضة. تصوير: أحمد عرديتي

لا يمكن ألا يصلك حجم القلق الشديد الذي تعيشه الفنانة السورية سوزان نجم الدين إذا التقيتها بعيداً عن كواليس الشاشة ومتطلبات الأعمال الدرامية، فهي واحدة من أكثر الفنانات السوريات إثارة للجدل بسبب ما نُشر عن موقفها الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك ادعاؤها بأن أهالي قرية الحولة السورية هم من قتلوا أطفالهم، من أجل تشويه سمعة جيش النظام، وغيرها من علامات الاستفهام التي ظلت مرافقة لنجم الدين، ولم تتبدد بسبب إحجامها عن التواصل الإعلامي بالأساس.

«الإمارات اليوم» التقت نجم الدين، في لقاء أكدت من خلاله أنه يمثل اللقاء الأول لها مع الإعلام المكتوب منذ اندلاع الثورة السورية، وكان من المنطقي أن يكون السؤال الأول مباشراً بشفافية، وهو «أنتِ مع أي من المعسكرين المتقاتلين في سورية: نظام الرئيس بشار الأسد، أم الثورة القائمة ضده؟».

هجرة طبيعية

ورأت الفنانة سوزان نجم الدين الحركة الفنية من قبل الفنانين السوريين باتجاه القاهرة أيضاً في نطاق «الهجرة الطبيعية»، مضيفة «الفن المصري سيظل حاضناً أميناً لكل العرب، وعلى اختلاف العصور تبقى القاهرة البوابة الأهم للفنان العربي، ومن الصحي والمنطقي أن نرى نجوم سورية يتألقون في أعمال مختلفة تصور في هوليوود الشرق». وأعلنت الفنانة التي نالت لقب سندريللا الشاشة السورية بعد اعتزالها رقص الباليه واحترافها التمثيل، أنها أسست شركة إنتاج فني في دبي ستهتم بإنتاج الأفلام الروائية والوثائقية والمسلسلات، فضلاً عن اهتمامها بمجال الإعلام البيئي والمطبوعات. الندم على أعمال تُصنف بأنها متواضعة، مثل مسلسل «مذكرات سيئة السمعة»، إحساس مرفوض لدى الفنانة السورية التي تضيف «أسعى للإجادة في كل الأدوار التي تقدم لي، لكن بعض من ينتقدون يخلطون بين مهام الفنان المنحصرة في الاشتغال بحرفية على تجسيد دوره، والأدوار والمهام الأخرى بما فيها الإخراج والموسيقى التصويرية وغيرهما، والذي قد يصيب تواضع أحدها بالإخفاق في العمل الفني بالكامل».

إجابة نجم الدين، التي ربما يراها البعض معروفة بناء على الأخبار المتواترة على شبكة الانترنت وغيرها، لم تأت المستوى ذاته من المباشرة، رغم أنها سبقتها بتأكيد رغبتها في أن تقول موقفها من دون استطراد أو تحليل لمقولاتها، مضيفة «أنا مع سورية الوطن، ومع كل خيار يحفظ لسورية هيبتها دون تدخلات خارجية»، لكن تلك العبارة التي لا تجيب بالضرورة عن السؤال، نظراَ لأن كلا الطرفين بالأساس يروج بالضرورة أنه في خندق الوطن، دفعت بالإلحاح على تلقي إجابة، قوبلت بإلحاح مماثل على الهروب منها من قبل نجم الدين التي بررت «على الفنان السوري أن يصمت الآن».

وبررت الفنانة الملقبة بسندريللا الشاشة السورية «عندما تكون رقبتك ورقاب عائلتك وأحبائك هي ثمن كلامك، فإنك كفنان سوري بكل تأكيد عليك أن تصمت»، مؤكدة «لست مع الدور السلبي للفنان في قضايا وطنه، لكن صراخ الفنان في الشأن السوري تحديداً لن يكون مؤثراً، لذلك فلا داعي أن يدفع ثمنا سـيذهب أثره دون طائل في فضاء الفوضى».

وأضافت «السياسة لعبة كبيرة، وأوراق بين الدول، والضحية هو الشعب الذي يعاني الآن في سورية من الرصاص والفوضى العارمة، والإعلام الكاذب، وكلها عوامل تدفعني كما يجب أن تدفع الفنان السوري عموماً إلى الصمت».

أسرة واحدة

الإصرار على الاحتماء بـ«الصمت» دفع نجم الدين إلى عدم الإقرار التام بأن لها موقفا واضحا مع النظام، انطلاقاً على الأقل من مقابلات تلفزيونية معها، لكنها لم تنكر أن زوجها رجل الأعمال السوري مراد الأتاسي على خلاف حاد معها في الرأي بشأن سورية، لكنها تجنبت أن يخونها التعبير فاستدعت أحد أصدقائها لإنابته في التعبير عنها قبل أن يقول «الشعب السوري عدد سكانه 23 مليوناً، منهم 11.5 مليون شخص مع النظام، و11.5 مليونا مثلهم في المعسكر الآخر، ومنهم من ينتمي إلى أسرة واحدة، لأن الشأن السوري أصبح كما الشأن الفلسطيني أو اللبناني تجد آراء سياسية متعارضة داخل الأسرة الواحدة ».

الفنانة السورية رفضت إطلاق مصطلح «لاجئ سوري» على السوريين اللاجئين جراء الوضع الأمني في سورية إلى أي من البلدان العربية، مضيفة أن انتقال السوري من بلده إلى أي بلد عربي آخر يجب أن يتم التعامل معه على أنه هجرة أو تنقل طبيعي، «فالشعوب العربية تتلاقى وتتحاب بعيداً عن المعطيات السياسية»، نافية حاجة الشعب السوري إلى تبرعات إنسانية.

غيرة وحسد

نجم الدين أشارت أن الكثير من التصريحات التي نُسبت إليها بشأن الأحداث في سورية لم تطلق على لسانها بالأساس، مضيفة «هل يعقل أن يدعي إنسان عاقل التصريح المنسوب لي بشأن أطفال الحولة؟ أنا كل يوم أجابه بفيض شائعات دونما غيري من الفنانين لأنني مخترقة سياسياً وإنسانياً وفنيا»، مضيفة «ربما هي ضريبة الشهرة والغيرة والحسد».

وعولت سوزان كثيراً على «الحسد» الذي يضمره البعض لها وأنه سبب تشويه صورتها عمداً، معترفة بأنها أصبحت أكثر تكتماً على أعمالها، مضيفة «بعضهم سرق الكثير من أفكار مشروعاتي الفنية عندما أعلن عنها، وقبل أن أشرع في تنفيذها، لكنني في الوقت نفسه أحاول أن أقنن مشاركاتي وإطلالتي على الجمهور، من خلال معادلة تحافظ على جماليات الحضور وحرفية الأداء في الأدوار التي يتم إسنادها لي».

وفنياً أثنت نجم الدين كثيراً على تجربتها مع الفنان المصري محمود عبدالعزيز، عبر مسلسل «باب الخلق»، الذي بث في شهر رمضان، مضيفة «العمل مع الساحر محمود عبدالعزيز يبقى ذا قيمة فنية خاصة، لاسيما أن الإخراج كان للمتميز عادل أديب، الذي أعتبره أحد أهم المخرجين الذين تعاملت معهم خلال مشواري الفني، نظراً لامتلاكه الدائم رؤى إخراجية متميزة ومتجددة في الوقت نفسه».

تويتر