صنعوا المراوح الورقية والفخاريات ورقصوا على الموسيقى الهندية

أطفال المدارس يعيــشون ترحال «ابن بطوطة»

رحلة مشوقة أثارت دهشة الأطفال. تصوير: أشوك فيرما

من منا لم يسمع عن ابن بطوطة الذي جال ما يزيد على 15 بلداً، عبر ترحاله الذي قام به في فترة قاربت 30 عاماً، وذلك بهدف زيارة مكة. ومن منا لم يرسم ملامح شخصية أمير الرحالة المسلمين بملابسه المتميزة وحذائه الطويل واللفة التي كان يضعها على رأسه، فقد داعبت هذه الشخصية مخيلة الأطفال في مختلف الأعمار، إلا أن الأطفال في دبي كانوا على موعد مع تجسيد شخصية هذا الرحالة، والتعرف الى رحلاته التي قام بها بدءاً من الأندلس مروراً بتونس ومصر وبلاد فارس والهند وانتهاء بالصين، وذلك من خلال فعالية العودة الى المدرسة التي نظمت في «مركز ابن بطوطة».

وحمل مجسّد شخصية ابن بطوطة الأطفال الذين حضروا فعالية «مغامرات ابن بطوطة» التي ستختتم اليوم، وهم من مدارس مختلفة في دبي، إلى عالم آخر، محاولاً من خلال الأسلوب البسيط ترسيخ الكثير من المعلومات حول أسفار ابن بطوطة. وقد تمكن الأطفال من التعرف إلى البلدان التي زارها ابن بطوطة، وكذلك بعض المهن الاساسية أو الثقافات السائدة في هذه البلدان. وقد بدأت الرحلة مع مجسد شخصية ابن بطوطة من الاندلس، حيث قام بتعريفهم على ما رأى في هذه المنطقة، الى جانب تعليمهم صناعة المراوح الورقية التي اشتهر بها سكان الأندلس، بعدها انطلق الصغار إلى تونس، ثم مصر وتعرفوا هناك على حرفة تزيين الفخاريات، فيما كانت محطتهم في الهند مع تعلم الرقص، إذ دربهم راقص هندي على الرقصات الهندية التي كان قد تعلمها ابن بطوطة في أثناء إقامته في الهند. وختمت رحلات ابن بطوطة الاستكشافية في الصين، وذلك بعد ان قضى الاطفال ما يزيد على ساعتين من الاستكشاف مع ابن بطوطة. تعد المعلومات التي قدمت، والتي لا يمكن القول انها تشمل جميع اسفاره ورحلاته، كفيلة بتكوين فكرة جيدة لدى الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم الثامنة عن هذا الرحالة الذي يحتل مكانة مميزة بين الرحالة.

تواصل

مجسّد الشخصية

قال عبدالباري عبدالغفور، الأفغانستاني الجنسية، الذي أخذ الأطفال في رحلة ترفيهية مشوقة «جسدت شخصية ابن بطوطة من خلال ما قرأت واطلعت على رحلاته، فهو يعد افضل الرحالة، وهذا ما أحاول قوله للأطفال، فالهدف النبيل من رحلاته جميعاً كان الوصول الى مكة والحج فيها». ولفت إلى أن المعلومات التي يقدمها للأطفال تناسب أعمارهم، لأنه يفسر ما يتناسب مع شخصيتهم، فهو يرتدي الزي، ويحاول أن يقول كيف كان متميزاً في حبه للاستكشاف، إذ لم يتوقف عن الترحال والاستكشاف، لأنه يريد أن يتعلم المزيد. ورأى عبدالغفور أن هذه الشخصية مثيرة للاطفال، لهذا لابد من أن تكون الطريقة المقدمة بها مناسبة لما يرسمون في خيالهم حولها.

حول التوجه إلى الأطفال من خلال هذه الفعالية، قال المدير التنفيذي في شركة نخيل، عدنان هجرت، إن «المركز موجود في منطقة سكنية مأهولة من قبل العائلات، ومعظم العائلات لديها أطفال وهم من رواد المركز التجاري بشكل شبه يومي، لذا من الطبيعي أن نشجع الأطفال حتى في الأيام التي يكونون خلالها في المدرسة على الارتباط بالمركز». وأضاف أن «برنامج العودة إلى المدارس يتطابق مع أهدافنا في الحفاظ على التواصل مع الأطفال والعائلات، علماً أن البرنامج تعليمي، او يصح القول إنه يمزج بين التعليمي والترفيهي»، ولفت هجرت إلى أن الأطفال الذين حضروا الفعالية أتوا من مدارس وجنسيات مختلفة، وهي تتماشى مع طبيعة دبي، وبالتالي كان الحرص نابعاً من ضرورة التماشي مع الطبيعة الديموغرافية لدبي.

تاريخ

من جهتها، المدرّسة في مدرسة أكاديمية دبي العالمية، شانتال فايفهيدو، أثنت على الفعالية، معتبرة أنها «تتميز بكونها تقدم إلى الأطفال الفرصة للحصول على المعلومات التي تفيد في التعرف الى شخصية كانت مهمة في عالم الترحال ومعروفة عالمياً».

ولفتت الى أن التعرف إلى جزء من التاريخ وكذلك الجغرافية من خلال الخرائط، يعد مهما للأطفال، فهم عبر الجولة يتعرفون الى الرحلات والبلاد التي زارها ابن بطوطة، كما أن الأطفال في المدرسة قادرون على طرح الاسئلة بشكل جيد، فهم يعرفون كيف يسألون كي تكون الفكرة واضحة بالنسبة لهم حين يصعب عليهم فهم أي موضوع يقدم اليهم. أما النشاطات الخارجية، فتكمن أهميتها بالنسبة لفايفهيدو في صقل شخصية الطفل، كما أن النشاطات التي تقام في بداية العام الدراسي تساعد الطفل على التعرف الى الطلاب وبناء صداقات معهم، وكذلك في الوقت عينه يمكنه أن يتعلم أهمية العمل الجماعي، فهذه الفعالية تعد مميزة في عمل الفريق وهي فرصة للأطفال لاختبار أنواع متباينة من الحياة ومن طرق التعلم التي ترتبط بالعالم الحقيقي أكثر من ارتباطها بالكتب الدراسية الجامدة.

تويتر