الدراما الخليجية أصبحت تجارة رابحة

الفرج: المسرح الكويتي تسيطر عــليه «فقاقيع» فنية

صورة

وصف الفنان الكويتي سعد الفرج حال من يعتلون المسرح الكويتي في الوقت الحالي من فنانين بـ«الفقاقيع»، التي تلقى الدعم سراً وعلانية من قبل المسؤولين الذين حاربوا في وقت من الزمان الفن المسرحي الجاد، لاسيما بعد أن بات الأخير يناقش قضايا تهم المواطن والبلد، الأمر الذي لعب من خلاله دوراً خطراً بات في نظر المسؤولين يستحق المواجهة والمضايقة.

لافتاً إلى أن «أصحاب الرأي وما يمكن وصفهم بالنخبة و(علية القوم) أصبحوا بعيدين عن حضور المسرح، الذي أصبح حكراً على المراهقين في ظل وجود عروض مسرحية هزلية وبعيدة كل البعد عن المسرح الجاد، الذي لا يحضره إلا قليل ممن يتذوقون الفن، وهذا ما حصل في المسرحية الأخيرة التي كانت الطاقة الاستيعابية لها 500 متفرج لم يحضرها إلا القليل».

وأضاف أن «الأعمال المسرحية المعروفة مثل (مضارب بني نفط، وباي باي لندن، وحامي الديار)، التي قدمت في زمن رواج وازدهار المسرح، كانت تتمتع بمستوى عالٍ من الحرية في الطرح ومناقشة القضايا التي تهم المواطن والوطن بكل شفافية وصدق في التناول، وذلك نتيجة رفع سقف الحرية في المجتمع، لهذا السبب لن تتكرر مثل تلك الأعمال المسرحية، لاسيما في ظل المواجهة والمحاربة».

فن محارب

«درب الزلق»

اقترح الفنان الكويتي سعد الفرج، وهو احد أبطال مسلسل درب الزلق الشهير، أن يطرح المسلسل ليكون قيد الدراسة لدى متخصصين في الدراما ليتم الاستفادة منه، لاسيما أن المسلسل أصبح ظاهرة تستحق الدراسة، خصوصاً بعد ما حققه المسلسل ولايزال يحققه من نجاحات، في فترة كان الجميع متعطشاً للفن، الأمر الذي يحتاج إلى تمحيص لمعرفة أسباب استمرارية العمل.

وقال الفرج إن «العمل كان صادقاً في الطرح وشفافاً، وتناول قضايا مهمة بالنسبة للشارع الكويتي والخليجي، الأمر الذي جعله يصل إلى قلوب كثير من المشاهدين على مر السنوات وحتى الوقت الحالي، وأسهمت الفترة التي عرض فيها مسلسل درب الزلق لأول مرة في رواجه، لاسيما أن المجتمع الخليجي كان متعطشاً للفن، إذ كانت الشوارع شبه خالية في ساعة عرض المسلسل».


دور الإعلام

أكد رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد، أهمية دور الإعلام للارتقاء بالعمل الفني والمسرحي الذي يلامس قضايا المجتمع، مشيراً إلى أنه «بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعمل مؤسسة الشارقة للإعلام على دعم وتبني البرامج والأعمال الفنية المختلفة التي تسهم في طرح هموم وقضايا الناس، ما يسهم في خدمة المجتمع، والنهوض به، على اعتبار أن الإعلام شريك في مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية».

وقال إن «انتقاء البرامج والأعمال الفنية التي تعرض خلال شاشة تلفزيون الشارقة مبني على أسس واعتبارات تراعي القيم والخصوصية للأسرة العربية، في المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام، على اعتبار ان دور التلفزيون مكمل لدور الأسرة التربوي لتقديم مادته الإعلامية الغنية بالفائدة والمعرفة وفق أهدافه التنموية والفكرية».

قال سعد الفرج في أمسية رمضانية نفذها مركز الشارقة الإعلامي ضمن الخيمة الرمضانية في الشارقة، أول من أمس، بعنوان «المسرح الخليجي بين مطرقة التهميش وسندان الانهيار»، إن «الدراما الخليجية بخير، في ظل الاستعانة بالعناصر الخليجية في بعض الأعمال الدرامية، لكن يجب ألا تحارب من الداخل والخارج من قبل محطاتنا المحلية والفضائية، التي يديرها في بعض الأحيان أشخاص غير مؤهلين، يقومون باختيار برامج معينة غير صالحة للمشاهدة أصلاً، معتمدين في ذلك على أسلوب الدفع من تحت الطاولة».

وتابع أن «محطاتنا الحكومية (المحلية) ما اوجدت وأسستها الدولة إلا لخدمة الشعب، وليس للربح التجاري، إذ يفترض من الدولة أن تقوم بفرض ساعات أو حتى دقائق محددة على المحطة التلفزيونية الحكومية لبث برامج تصب في مصلحة الشعب وتقدم له الفائدة، لاسيما أن العمل المحلي لا يلقى نصيباً من الانتشار في وجود المعلن الذي بات يحرك الأعمال الدرامية وفق الربحية والمكسب والعائد المالي من ورائها».

وأفاد الفرج بأن «الوضع الحالي تغير مع خفض سقف الحريات في الفن، إذ أصبح الفنان لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة يمكنها أن تأخذ منحى آخر أو تفسر بأكثر من معنى أو لها دلالات وتأويلات، منها ما يمكن أن يمس حزباً أو قبيلة أو طائفة معينة ولو من دون قصد».

واعتبر الفرج أن «الشارقة مؤهلة لأن تصبح الاشعاع الذي يضيء المنطقة، وذلك في وجود الاهتمام بالثقافة والفكر والفنون بمختلف نواحيها، كما أنها صنعت هذا الاهتمام ولاتزال تستمر في احتواء عناصر الفكر والثقافة»، لافتاً إلى أن «للشارقة مكانة مهمة في قلبه، خصوصاً أنه كُرّم كثيراً من قبل حاكم الشارقة الذي يهتم بالفنان بشكل عام».

الفن تجارة

قال الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، إن «الإنتاج الخليجي أصبح تجارة صعبة، فيها تنافس شديد ومؤثر في جودة بعض الأعمال الفنية»، داعياً المحطات التلفزيونية إلى أن تكون أكثر حرصاً على استقطاب الأعمال التي يتم إنتاجها محلياً، إذ إن الدراما الإماراتية والسعودية يمكن القول إنها «راحت بالرجلين»، ما عدا الدراما الكويتية التي لاتزال محافظة على مكانتها».

واعتبر الجسمي الدراما الخليجية وحدة لا تتجزأ، وأنه لا يفضّل تقسيمها حسب الدولة المنتجة أو جنسية الممثلين، لأن الشعب الخليجي واحد وثقافته واحدة، داعياً إلى أن تضع دول الخليج ثقلها كل عام في عمل خليجي مشترك، يتم تصديره وعرضه في كل الدول العربية.

وأوضح أن «الفنان المبدع لابد أن يظهر في أي وقت، حتى لو لم يكن ذلك في عمله الأول، إلا أن الفنانين الصاعدين يستعجلون النجومية، ويتطلعون إليها، ما يشتت تركيزهم ويقلل مستواهم وطموحهم، ويحول دون محاولة الحصول على فرصة مواتية للبروز، الأمر الذي قد يصيبهم بالغرور بمجرد ظهورهم على الشاشة».

ودعا الجسمي إلى إنتاج إعلامي مشترك بين جميع المحطات التلفزيونية في دولة الإمارات، لتستفيد المحطات من خبرة بعضها، وذلك لإنتاج عمل فني قوي يستفيد منه الممثلون وكذلك جمهور النقاد والمشاهدين، وأشار إلى أن «المسلسل الإماراتي لا يشترى بحجة خصوصية تلك الدراما»

تويتر