تراث الإمارات حاضـــر في عالم مدهش

الفعاليات التراثية تحظى بإقبال جماهيري كبير في صيف دبي. من المصدر

يستضيف «عالم مدهش» الكثير من الأنشطة والفعاليات التراثية التي تعكس جانباً من العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وذلك ضمن ركن التراث الذي ينظم في القاعة رقم ،2 بالتعاون مع «هيئة دبي للثقافة والفنون»، التي تحرص دائماً على تسليط الضوء على التراث محلياً وعالمياً.

أطباق من الهريس والثريد واللقيمات تملأ ركن التراث، ويتسارع الزوار لشرائها وتذوقها، كأن هناك حدثاً احتفالياً كبيراً، وتقدم في الركن أيضاً أنواع مختلفة من أشهر المأكولات والحلويات الشعبية الإماراتية التي تقوم بصناعتها الأسر المنتجة التي تدعمها الهيئة وتقدم لها المكان بأسعار رمزية، تشجيعاً منها لمثل هذا النوع من الأنشطة.

وغالباً ما تقوم النساء بتحضير العجينة في المنزل، وطهي الأكلات أمام الناس، وتقديمها لهم طازجة، إذ إن وجود الأكلات الشعبية في مثل هذه الفعاليات لا يشكّل انعكاساً لتراث المطبخ الإماراتي فحسب، وإنما يفتح الأفق للمقيمين العرب والأجانب والزوار للتعرف إليها وتذوق نكهاتها المتباينة.

ويضم ركن التراث أيضاً مكاناً مخصصاً لمراكز التنمية التراثية، التي تشكل جزءاً من مبادرة أطلقتها هيئة دبي للثقافة والفنون بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ التراث الإماراتي لدى التلاميذ، وتعمل المراكز على تثقيف التلاميذ عبر تزويدهم بمعلومات موسعة حول الموروث الثقافي الشعبي المادي والمعنوي، وترسيخ القيم والعادات الإماراتية الأصيلة ومكاملتها ضمن المنهاج الدراسي منذ المراحل الأولى.

وقال مدير إدارة المشاريع والفعاليات في الهيئة، سالم بطي باليوحة، «يمتزج التطور الثقافي للدول بصورة كبيرة مع تراثها الثقافي والفكري، ومحافظتها عليه، ومن هذا المنطلق تلتزم (دبي للثقافة) ببذل كل جهد ممكن، لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني للإمارات، وذلك من خلال مراكز التنمية التراثية، الموجودة في (عالم مدهش)، والتي تسعى لتعزيز الوعي التراثي والثقافي لمختلف الأعمار».

وأضاف: «يعتبر (عالم مدهش) المكان المثالي لتقديم الفعاليات التراثية، والتواصل مع فئة الأطفال التي نركز عليها، ونحافظ من خلالها على استمرار وجود التراث في عاداتنا وتقاليدنا، كذلك (عالم مدهش) هو بوابتنا للوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين، وتعريف مختلف الجنسيات بتراثنا الإماراتي العريق».

ويضم ركن التراث الكثير من المشغولات الشعبية التي شاركت في صنعها نسوة إماراتيات ماهرات، أخذن على عاتقهن مهمة تعليم الأطفال والزوار صنع البراقع والتلي، بالإضافة إلى ورشة «السف»، وهي الأعمال السعفية المصنوعة من ورق النخيل، ومقسمة إلى قسمين هما السف، وخياطة السف. ونتيجة لتوافر أشجار النخيل بغزارة منذ القدم تم استغلالها في تطوير صناعة متكاملة تعتمد على حياكة سعف النخيل لصناعة أدوات مثل: السلال، والمراوح الصغيرة، والحصائر، وأغطية الأرضيات، وغيرها من الأدوات ذات الاستخدام المنزلي اليومي.

وتعتبر الحناء واحدة من جماليات التراث، ولا يكتمل الركن إلا بها، فالنساء والفتيات ينتظرن دورهن للحصول على نقوش الحناء التي تزيد من جمالهن، بينما ملأت رائحة البخور المكان، واصطفت عبوات العطر العربي التي صنعت يدوياً ليختار الزوار منها عطرهم المفضل، وبعدها بإمكانهم التوجه إلى بيت العريش المصنوع من سعف النخيل والمزود بحصائر وأرائك أو المجلس، لأخذ قسط من الراحة والاستمتاع بجمالية الركن وروعة التراث. ويجد مكان «زهبة العروس» إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الجنسيات، للاطلاع على أدوات العروس وكل ما يلزمها من حاجيات ومستلزمات، مثل: الملابس والذهب والعطور مثل دهن العود ودهن الزعفران ودهن العنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد، بالإضافة إلى المخمرية والدخون والعود، كما أن الذهب من أساسيات أي عرس، وهناك مجموعات من الحلي لابد منها للعروس.

ولإضفاء مزيد من التشويق والتعريف بالتراث الإماراتي وعراقته، وجعل الأجيال الحديثة على تواصل دائم معه والاطلاع عليه، يشهد جناح بلدية دبي فعاليات يومية تجذب الكبار والصغار، تحت عنوان «البصمة التراثية» حفاظاً على هويتنا الوطنية وتعزيز انتمائنا، ويوقع كل زائر للركن محب للعادات والتقاليد الإماراتية والعربية، على تعهد، للتحدث في حياته اليومية باللغة العربية، وعدم استخدام ألفاظ أجنبية، الالتزام بالزي الوطني، استخدام عناصر العمارة التراثية في المنزل، زيارة المناطق التاريخية والمتاحف، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية والفعاليات التراثية، بهدف الحفاظ على التراث وعدم محوه أو اندثاره.

تويتر