ثنائي ذهبي في السينما الفرنسية

كوتيلارد وكانيت يختبران «منتصـــف الليل في باريس»

صورة

سواء كانت السماء مشرقة في مدينة كان هذا الأسبوع أو لا، فإن الجميع يأملون حضور الممثلة ماريان كوتيلارد، الحائزة جائزة الاوسكار، وصديقها غيلوم كانيت، المشهور بأنه كاتب ومخرج وممثل. وتمت دعوة كوتيلارد إلى مهرجان «كان» السينمائي، باعتبارها واحدة من الأسماء الأسياسية في السينما الفرنسية. وقدمت العام الماضي تحت إدارة الاميركي وودي الان «في منتصف الليل في باريس»، بمشاركة السيدة الاولى الفرنسية السابقة كارلا بروني، وعدد من نجوم الصف الاول في هوليوود امثال اوين ويلسون واشيل ماكادامز. وعلى الرغم من ان هذا الثنائي اتسم بإثارة الاعجاب دائما إلا أنه ثمة فرصة قوية هذا الاسبوع بأن معجبي كوتيلارد وكانيت يمكن ان يخيب املهم، نظرا لانشغالهما في الاهتمام بمولودهما الجديد.

أشياء عادية

ماريان كوتيلارد هي ابنة ممثلة ومخرج، تعيش حياة بوهيمية، لكن ليس على طريقة الهبيز، وتحب الحصول على المجوهرات، ويمكن ان تتخلى عن التمثيل للعمل بوقت كامل لدى انصار البيئة. وتقول كورتيلارد انه في الربيع الحالي قررت مواجهة تحدي التمثيل بلغة اجنبية، وقالت «انه امر مختلف تماما. ويحتاج الى المزيد من العمل، ولكني احب القيام به، وأحب العمل على تفاصيل الصوت، وكيف نشدد على الكلمة ومعنى نغمة ما نقوله، انه امر ممتع جدا». وفي الوقت الحالي ونظرا الى انها ستكون اماً في المستقبل القريب، تعيش مع كانيت في باريس، ولاتفكر في العودة الى لوس انجلوس. وهي تعتقد ان القرب من الاصدقاء القدامى امر مهم، وتقول: «أذهب احيانا الى نشاطات معينة، حيث يدعوني الاصدقاء». ويمكن مشاهدة كيت وكوتيلارد غالبا معاً يقومان بأشياء عادية مثل الذهاب الى المقهى وشراء الحاجات، ولكن وبفضل آثار الوهم الفرنسي الذي تحدث عنه وودي الان في فيلم كوتيلارد الاخير، فإنه حتى «الاشياء العادية» يمكن ان تكون رائعة عند القيام بها في باريس.

وفي الاسبوع الماضي وصفت كوتيلارد على صفحات «مدام فيغارو»، وضعها باعتبارها حاملاً بأنه «سعادة غامرة»، حتى ان كانيت البالغ من العمر 38 عاماً، قال انه «حقا مستعد لان يصبح والداً»، وبغض النظر عن شهرته المتصاعدة ككاتب سيناريو ومخرج، فإنه يمكن مشاهدة اعماله في السينما البريطانية هذا الشهر في فيلم «وداعاً»، الذي يستند إلى قصة حقيقية لأحد افراد المخابرات الروسية (كي جي بي) يقوم بتسريب معلومات إلى الغرب. وفي وقت لاحق سيظهر في فيلم رومانسي بعنوان «الليلة الماضية». ونظراً لأنهما نجمان لامعان، يبدو ان كوتيلارد وصديقها كانيت في قمة تألقهما. وكان نجم هوليوود الشهير ليوناردو دوكابريو قد تحدث عن كوتيلارد، وهي شريكته في فيلم «بداية»، وقال عنها انها «احد العظام» في السينما. وقالت النجمة نيكول كيدمان عنها إنها تتمتع «بميزات خيالية»، أما كاتب سيناريو الافلام ديفيد تومسون فقد قال ان عيني كوتيلارد تكونان «دائما على وشك البكاء»، مشيرا إلى أن «كل شيء تقريبا يمكن ان تفكر فيه يشوبه الحزن أو الأسى».

أمل

كانيت بدوره يعتبر الان املاً عظيماً بالنسبة للمستقبل التجاري للسينما الفرنسية، اذ إن فيلم اكاذيب بيضاء صغيرة باع 5.5 ملايين تذكرة في فرنسا فقط. وكان هذا الفنان المتعدد المواهب قد ترعرع في المناطق الريفية قرب باريس، وتطلق والداه اللذان كانا يعملان في تجارة الخيول، عندما كان شاباً، ونظراً لشعوره بالغضب ترك المنزل وانضم الى سيرك لمدة عام كامل قبل ان يدرس التمثيل في باريس.

وكان اول اعماله الاخراجية بعنوان «نجمي المفضل»، وهو قصة كوميدية عن صناعة التسلية، اما اول ظهور له ففي فيلم ناطق باللغة الانجليزية، من اخراج اليكس غارلاند بعنوان «الشاطئ»، الذي منحه سمعة عالمية. وفي عام 2003 جاء عمله الكوميدي الشهير بعنوان «اعشقني اذا كنت تجرؤ» بمشاركة كوتيلارد، ومن ثم جاء فيلمه الناجح الذي يحمل عنوان «لا تخبر أحداً». وبعد هذا النجاح الكبير جاء فيلم «اكاذيب بيضاء صغيرة»، الذي قال عنه «شعرت بالسأم من تلك الاكاذيب الصغيرة التي يقولها البعض، لاننا لانريد ان نجرم مشاعر الآخرين، او لاننا لا نريد ان نفسد الجو الذي تعيشه مجموعة ما، وهذه الاكاذيب كنت اقولها لنفسي أيضا عن الخيارات التي اقوم بها او للنجاة من قضايا تتعلق بعائلتي».

ومهما كان من توترات بين الطرفين فإنه لم تظهر في حياتهما اية غمامة واضحة، باستثناء تلك التي نجمت عن التمحيص في حياة كانيت والناجم عن قراره ترك زوجته الممثلة الالمانية ديانا كروجر. وشبه كانيت مشاعره نحو كوتيلارد مثل الإلهام البطيء، وقال «عرفتها منذ 14 عاما، ولكن لم تبدأ علاقتنا الا منذ ثلاث سنوات، وهي الآن حب حياتي».

سبتمبر

كوتيلارد تحدثت عن عثورها على كانيت وهو المحفز الذي تحتاجه، وقالت « بالنسبة لي أنا احتاج لان أكون إلى جانب شخص ما يكون متيقظا إلى حد كبير». ازدهرت حياة كورتيلارد الفنية بعد علاقتها مع كانيت، على الرغم من مرورها بلحظة خطرة عندما ركزت الصحافة على كلمات تحدثت بها خلال برنامج حواري عن 11سبتمبر، حيث اشارت الى أن هذه الهجمات ربما قامت بها المؤسسة الحاكمة في اميركا. وهي تقول الآن إن الصحافة اساءت فهمها، وقالت «لم اقل ذلك، ولسبب واضح، فأنا اعرف اشخاصاً فقدوا أفراداً من عائلاتهم أو أصدقاء لهم في هذه الهجمات، فكيف يمكن ان اؤمن بنظرية المؤامرة؟». ومنذ ان أوضحت موقفها بدأت شعبيتها تتطور في هوليوود، ولم تعاني ما عرف بـ«عامل بيونشيه»، أي ميول النجوم الذين يتحدثون اللغة الفرنسية الذين يطلبون لانفسهم اجوراً عالية جدا في أوطانهم الاصلية، ومع ذلك فإنهم يفشلون في الحصول على ادوار كبيرة في اميركا.

وكان اسلوب كورتيلارد في التمثيل يعتمد على الانغماس الكلي في هذا الدور الذي تلعبه، فعندما لعبت دور المغنية الفرنسية اديث بياف كانت تغني يوميا، مع انها صوتها لم يستخدم في الفيلم، وعندما انتهى الفيلم تقول «استغرق تخلصها من عادة الغناء اشهراً عدة».

تويتر