ينطلق اليوم بمشاركة 155 فيلماً من 40 دولة ويستـــمر حتى الإثنين المقبل

«الخليج السينمائي».. يبـدأ من «تورا بورا»

مشهد من فيلم الافتتاح «تورا بورا». أرشيفية

بمشاركة 155 فيلماً من 40 دولة تنطلق اليوم فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي بعرض الفيلم الكويتي «تورا بورا» الذي يمهد الطريق ليس فقط لأفلام المهرجان المتعددة، بل أيضاً لصناعة أفلام خليجية قادرة على اجتذاب الجمهور من خلال التركيز على الأفلام الروائية التي تستوعب أسماء معروفة، بعد أن راهن المهرجان في السنوات المقبلة بشكل أكبر على أفلام وثائقية وقصيرة يبدعها ويشارك فيها سينمائيون شباب، وبصفة خاصة في لياليه الافتتاحية، كأحد أشكال الدعم للسينما الخليجية الناشئة.

وستكون إطلالة الفنان سعد الفرج، وكذلك الممثلة القديرة أسمهان توفيق، وأبطال فيلم «تورا بورا» للمخرج الكويتي وليد العوضي، عبر هذا المهرجان الذي تم تصنيفه دائماً بأنه مظلة تستوعب المحاولات السينمائية الشابة، والذي انطلق أساسا ليكون بمثابة فسحة للسينمائيين الخليجيين الذين لا يجدون استيعاباً لهم في «دبي السينمائي».

خطوات شبابية

على مدار دوراته الأربع الماضية شكّل «الخليج السينمائي» نافذة جذبت الكثير من الشباب والفتيات الذين قام بعضهم بالوقوف خلف الكاميرا والإقدام على صناعة فيلم، للمرة الأولى، قبل أن يتحول هذا البعض الى شاغلين للنقاد وبرامج الفضائيات، ليس بسبب موهبتهم السينمائية الفذة، بقدر ما كان المثير هو جرأتهم على الإبداع في مساحات تتعلق بقضايا كان من المسكوت عنه، قبل أن تحرك إبداعهم.

سنوات أربع أفرزت أفلاماً اختلف الجمهور حولها، فصنعت حراكاً تجاوز قاعات العرض، ولم يكن المبدع أو المبدعة إلا شباب في محاولاتهم الأولى، وهي المحاولات التي أثرت مهرجان الخليج الذي يبدا اليوم خطوة خامسة، تفاقم من قائمة المطلوب والمؤمّل منه، بعد تجاوز تجارب الدورات الأولى.

وعلى مدار الدورتين الماضيتين تحديداً يصعب إذا كنت متردداً على مقر فعاليات «الخليج السينمائي» ألا يصادفك المخرج الفرنسي جيرارد كوران، ليستأذنك في تصوير فيلم وثائقي قصير خاص بك، فإذا كنت ممن قابلوا كوران في كواليس المهرجان، فإنك إذاً بطل أحد أفلامه الـ134 التي لا تتجاوز المساحة الزمنية لكل منها اربع دقائق، وهو الأمر الذي سيجعل من مشروع كوران الذي أطلق عليه«سينماتون» مترقباً بالنسبة للزوار الدائمين للمهرجان.

وسيتم عرض 19 فيلماً آخر من إخراج كوران على شاشات خاصة في موقع المهرجان، بما في ذلك أفلام وثائقية عن دبي، وأفلام سيرة ذاتية قصيرة، من بينها فيلم حول المخرج الألماني المعروف فيرنر هيرزوغ.

ويجد المهرجان اهتماماً كبيراً من قطاع الطلبة والطالبات، خصوصاً، حيث أدخل الكثير من التعديلات الاستراتيجية في دورته الجديدة التي اتسع نطاق منصتها ليوفر عروضاً لها للمرة الاولى في أبوظبي، من دون أن يتخلى تماماً عن التزامه بالسعي لصقل مهارات السينمائيين الخليجيين من خلال ورش عمل تم استقطاب نخبة من كبار السينمائيين للمشاركة في فعالياتها، في الوقت الذي حافظ فيه المهرجان على استمرار واحدة من أهم الفعاليات التي تميز بها، وهي الجلسات النقدية التي تسعى لمناقشة قضايا متصلة بالسينما الخليجية الناشئة. ويعكس حرص هيئة دبي للثقافة والفنون على الالتزام بتوفير تذاكر مجانية للجمهور من أجل حضور الحدث الذي يقام تحت رعاية سموّ الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، في «دبي فستيفال سيتي»، سعي الهيئة لترسيخ الثقافة السينمائية كأحد ملامح تنوع المشهد الفني والثقافي في الإمارات، وهو ما أكده ايضاً المدير العام لهيئة دبي للثثافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، الذي أكد أن هذا التنوع هو خيار استراتيجي بالنسبة للهيئة.

ويتجاوز مهرجان الخليج السينمائي فكرة استيعاب أفلام خليجية، من حيث تصنيف جهة الانتاج أو جنسية المخرج، أو حتى اللغة، إلى استقطاب أفلام من شتى أنحاء العالم، بغرض توفير خيارات عدة، سواء للجمهور أو للسينمائيين الخليجيين الشباب، حيث تشهد دورة هذا العام عرض 82 فيلماً للمرة الأولى على المستوى العالمي، و12 فيلماً للمرة الأولى على المستوى الدولي، و27 فيلماً للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط، و11 فيلماً للمرة الأولى على المستوى الخليجي، وهي في معظمها أفلام تم اختيارها، حسب إدارة المهرجان، من أجل تحقيق أهداف تتعلق بإمتاع الجمهور من جهة، وإفادة السينمائيين الخليجيين الشباب من جهة أخرى.

في الوقت ذاته تشتمل قائمة الأفلام الروائية والوثائقية التسعة المشاركة في المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام الطويلة ضمن المهرجان على ثلاثة أفلام يتم عرضها للمرة الأولى عالمياً، ويسلّط أحدها الضوء على ثلاثة فنانين يستكشفون الهوية الفنيّة لدبي، فيما يسرد الثاني قصة مؤثرة عن قائد مجموعة من المرتزقة في حزب البعث العراقي يدعى سعيد جاف، أما الثالث فهو فيلم رعب وتشويق يضطر بطلاه الى قطع رحلتهما على الدراجات النارية، بعد تعرضهما لهجوم من «الزومبي».

وتعكس التفاتة ادارة المهرجان للافتتاح بفيلم روائي يشارك فيه نخبة من نجوم الدراما الخليجية، إضافة إلى سعد الفرج وأسمهان توفيق، خالد أمين، العربي الساسي، ياسين أحجام، قيس ناشف، عبدالله الزيد، عبدالله الطراروة، وعياً بقدرة الروائي على استقطاب اهتمام جماهيري أوسع. ويتناول الفيلم قصة شاب مغرر به يحسم قراره بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة في أفغانستان، ورحلة والديه المريرة للبحث عنه.

يذكر أن مهرجان الخليج السينمائي الذي يقام بشكل رئيس في فندقي «انتركونتننتال» و«كراون بلازا» في «دبي فيستفال سيتي» قد اختارت ادارته تكريم المخرج البحريني المخضرم بسام الذوادي، والاحتفاء بالممثل الإيراني الشهير بهروز وثوقي هذا العام.


أعضاء لجنتي التحكيم

أعلنت اللجنة المنظمة للدورة الخامسة من «مهرجان الخليج السينمائي» عن أسماء أعضاء لجنتي التحكيم المكلفتين باختيار الفائزين في «المسابقة الرسمية الخليجية»، و«المسابقة الخليجية للطلبة»، و«المسابقة الدولية للأفلام القصيرة»، والتي تبلغ قيمة جوائزها الإجمالية نحو نصف مليون درهم إماراتي سيتم توزيعها على الفائزين في مختلف الفئات. وسيتم تقييم الأفلام المشاركة ضمن «المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام الطويلة والأفلام القصيرة» من قبل لجنة مؤلفة من المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي، والناقد والمخرج السعودي عبدالله آل عياف، والإعلامي والمخرج والمؤلف المسرحي الإماراتي جمال مطر. أما لجنة تحكيم «المسابقة الدولية للأفلام القصيرة»، و«المسابقة الخليجية للطلبة»، فهي تضم كلاً من رئيس مهرجان تامبيري السينمائي الدولي في فنلندا، يوكا بيكا لاكسو، والكاتب والمخرج الإماراتي جمال سالم، فضلاً عن الناقد السينمائي المصري عصام زكريا.

وقال مدير مهرجان الخليج السينمائي، مسعود أمر الله آل علي: «يشرفنا اختيار لجنة تحكيم مرموقة تضم نخبة من أبرز المفكرين والإعلاميين وخبراء السينما العرب والعالميين لتقييم الأفلام المشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي. لقد حظيت المسابقات بإقبال منقطع النظير، ما يؤكد اهتمام المجتمع السينمائي الدولي بالحرص على المشاركة في هذا المهرجان. وقد شهدنا هذا العام ارتفاعاً مذهلاً في عدد المتقدمين الى المشاركة في (المسابقة الرسمية الخليجية)،الأمر الذي يعد مؤشراً إيجابياً الى استقطاب قطاع السينما الإقليمية مزيداً من المواهب».

تويتر