السينما اليمنية تعرّف الجـمهور بواقع الفئات المهمّشة

«أضواء الخـليج السينمائي».. 21 فيلماً عن الواقـع العربي

من فيلم «أسهل الطرق» الذي يروي حياة شاب روتينية في دبي. من المصدر

يشهد «مهرجان الخليج السينمائي 2012» الذي يُقام خلال الفترة من 10 حتى 16 أبريل، في صالات «دبي فستيفال سيتي»، مشاركة ثلاثة أفلام يمنية، ضمن فئة الأفلام القصيرة في «المسابقة الرسمية الخليجية» و«المسابقة الخليجية الرسمية للطلبة». ويتمّ عرض اثنين من هذه الأفلام للمرة الأولى عالمياً.

يطلّ المخرج سمير النمري بفيلمه الوثائقي القصير «أسوار خفية» الذي يتمّ عرضه للمرة الأولى عالمياً، ضمن فئة الأفلام القصيرة في «المسابقة الرسمية الخليجية». ويرصد الفيلم حياة المهمشين في اليمن، وما يتعرّضون له من مظاهر التمييز والعنف، وذلك من وجهة نظر كاتب يمني يقدم في روايته صوراً غير مألوفة أو مطروقة عن واقع هذه الفئة، مُسلّطاً الضوء على مأساتهم التي نادراً ما تحظى بالاهتمام العالمي المطلوب، أو تتمّ مناقشتها في أي منتديات تنموية.

أما فيلم «أبوي نائم» لمخرجه عبدالله حديجان، فيتمّ عرضه للمرة الأولى عالمياً، ضمن فئة الأفلام القصيرة في «المسابقة الخليجية الرسمية للطلبة» ويسرد هذا الفيلم الروائي القصير حكاية طفل يتيم، يسأله المدرس في أول يوم من أيام الدراسة عن عمل والده، فيدور حوار جميل بينه وبين المدرس، يذهب بعدها ليخاطب والده بحثاً عن أجوبة.

ويعالج فيلم «أسهل طريقة للانتحار» لمخرجه عيضة صالح قنّاب، موضوع الحياة الفردية وما تتعرّض له من ضغوط اجتماعية. وكما هو واضح من عنوانه، يتحدّث هذا العمل عن أناس يقدمون على الانتحار من دون أن يعلموا ذلك. ويتم عرض هذا الفيلم للمرة الأولى على مستوى الخليج العربي. تقدّم مسابقات «مهرجان الخليج السينمائي 2012» بمختلف فئاتها، مجموعة غنية من الأعمال السينمائية من كل أنحاء منطقة الخليج العربي، إلى جانب الأفلام القصيرة العالمية. كما يتضمّن المهرجان برنامجاً متنوعاً لسينما الأطفال والأفلام القصيرة العالمية التي ترسي توجهات جديدة، إضافة إلى الأفلام الروائية الطويلة في برنامجي «تقاطعات» و«أضواء».

«أضواء»

يتضمن برنامج «أضواء» 21 فيلماً تعكس توجّهات سينمائية متنوعة من مختلف أنحاء العالم العربي، ويتمّ عرض جميع هذه الأفلام مجاناً أمام زوّار المهرجان الذي يُقام تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون» (دبي للثقافة). تشتمل مجموعة الأفلام المشاركة في برنامج «أضواء» على 14 فيلماً، يتمّ عرضها للمرة الأولى على المستوى العالمي، منها ستة أفلام إماراتية، وخمسة أفلام سعودية. كما تتضمّن مجموعة الأعمال المشاركة خارج نطاق المنافسة عدداً من الأفلام الحائزة اهتمام النقاد والجمهور من البحرين والعراق والكويت وإيران والولايات المتحدة الأميركية.

وتتضمّن قائمة الأفلام التي تم اختيارها فيلماً يروي قصة حياة الراقص ومصمم الرقصات الشهير أكرم خان، وآخر يتناول الحياة الروتينية اليومية لشاب من مدينة دبي، وثالثاً يروي قصة بلوغ شابين إماراتيين، وفيلماً يرصد المشكلات التي يخلفها الاعتماد على التكنولوجيا، وفيلماً يروي صراع ناجٍ وحيد من مدينة تعرضت لهجوم من الزومبي؛ بينما يرصد فيلم آخر قصة مشوقة لشاب يقابل صديق طفولته بعد 40 عاماً ليتبيّن لنا أن هذا الصديق ما هو إلا صدام حسين.

وتشمل قائمة الأفلام الإماراتية الستّة التي سيتمّ عرضها للمرة الأولى على المستوى العالمي: فيلم «صحوة» للمخرج أدريان بارشوفي، وفيلم «تجسيد» للمخرجة مرام عاشور، وفيلم «أدنى التطرفات» للمخرج فرهاد قاضي، وفيلم «أضغاث» للمخرج ابراهيم المرزوقي، وفيلم «مسافر» للمخرج مصعب عبدالغفور، والإنتاج الإماراتي ـ الإيراني المشترك «حلو ومر كفاكهة الرمان» للمخرجة محيا سلطاني.

ويتمّ كذلك عرض الفيلم القصير «أسهل الطرق» الذي يصور الحياة الروتينية اليومية لشاب من مدينة دبي، وكيف يمضي وقته على مدى 14 ساعة. وهناك أيضاً فيلم «أضغاث» الذي يعالج بعض المشكلات الوجودية التي تؤدي إلى فقدان الثقة، وتتسبب في خسائر لا يمكن تعويضها، وتدور أحداث هذا الفيلم حول أسرة مكوّنة من ثلاثة أفراد تجمعهم بعض الأحلام السعيدة، التي لا تلبث أن تتلاشى بسبب الأحداث المُحزنة التي تصيبهم. ويشارك في البرنامج أيضاً الفيلم الإماراتي «المسافر» للمخرج مصعب عبدالغفور، وهو دراما نفسية ناطقة باللغة الإنجليزية تتناول قصة «جاك» الذي يقلّ أحد المسافرين على الطريق ليرافقه خلال سفره وحيداً في إحدى الليالي، وتدور حبكة الفيلم حول قصة هذا المسافر. ومن جهة أخرى، يعرض فيلم «حلو ومر كفاكهة الرمان» السيرة الذاتية لفتاة إيرانية عمرها 23 عاماً وُلدت خلال فترة الحرب ودفعها سماع اسم بلادها في الأخبار العالمية بشكل متكرّر إلى البدء برحلة استكشاف حقيقة ما يجري. وتشمل قائمة الأفلام السعودية التي سيتمّ عرضها لأول مرة على المستوى العالمي كلاً من فيلم «نافذة ليلى» من إخراج شهد أمين، وفيلم «المملكة العربية السعودية في عيونهم» من إخراج خليل النابلسي، وفيلم «سيكل» من إخراج محمد سلمان، وفيلم «نعال المرحوم» من إخراج محمد الباشا، وفيلم «كيرم» من إخراج حمزة طرزان.

من البحرين

سيشهد المهرجان العرض العالمي الأول لثلاثة أفلام أخرى هي الفيلم البحريني «أنين» للمخرج جمال الغيلان، الذي يستعرض واقع فنان مسرحي في هذا العصر الذي يتسم بوقعه السريع، حيث يقف الفنان على خشبة المسرح منتظراً الجمهور ليطول انتظاره من دون أن يأتي أحد، والسبب هو التطور التكنولوجي الذي دفع بالناس إلى زيارة أماكن أكثر حداثة، وبذلك يخرج الممثل يائساً لتقوده قدماه إلى المقبرة. ويتمحور موضوع الفيلم العراقي «الأعور الدجال»، من إخراج سرمد الزبيدي، حول مدى تأثر الناس بالتلفزيون والإعلان ومدى خطورة هذه الحالة، بينما يروي الفيلم الكويتي «سألني الدكتور» للمخرج عبدالعزيز البلام حكاية شاب يختبر الفرح واليأس بسبب الحب قبل أن يصاب بنوبة قلبية.

ومن بين الأفلام التي سيتمّ عرضها للمرة الأولى كذلك على مستوى الشرق الأوسط، فيلم «لص» للمخرج جوليان هيغينز، الذي يروي قصة مؤثرة عن الشاب العراقي مهدي، الذي كان صديقاً لصدام حسين الشاب عام ،1959 وبعد مرور 40 عاماً، يلتقي الصديقان وجهاً لوجه، ولكن هذه المرة يجب على مهدي أن يوازن رغبته في الانتقام مع حاجته إلى التصالح مع الماضي. وقد نال الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات المختلفة.

كما سيتم عرض الإنتاج الإماراتي البحريني المشترك «حسد الموتى» للمخرج عيسى سوين، لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، بعد عرضه في «مهرجان نيو أورليانز لأفلام الرعب»، و«مهرجان كيلر السينمائي»، و«مهرجان بوفالو لأفلام الرعب»، وغيرها الكثير من المهرجانات الأخرى. وتدور أحداث الفيلم حول مدينة عربية معاصرة تكتسحها جائحة مباغتة تحول أهلها إلى كائنات زومبي، ولكن ثمّة ناجٍ وحيد عليه مواجهة الكثير من الصعوبات للخروج من هذه الجحيم.

إنتاج مشترك

يشارك فيلمان في عرضهما الأول في منطقة الخليج، الأول إماراتي بعنوان «بيب» للمخرج هيثم صقر ويحكي عن الكابوس الرقمي الذي يعانيه السيد (ك)، وهو رجل عادي، تمضي حياته على إيقاع واحد كمعادل مجازي للحياة المعاصرة التي تتمركز حول العمل والتسوق، إنها حياة مبددة على كومة من الأجهزة التي بدل أن توفر حياة ميسرة ومرفهة تتحول إلى أدوات للحتف. أما الفيلم الثاني فهو عراقي بعنوان «ارتفاعاً وانخفاضاً» من إخراج بلال شاكر. يبدأ هذا الفيلم بالحياة وينتهي بالموت، وتتخللهما أحداث أخاذة تأسر قلوب الجمهور.

كما سيقدم «مهرجان الخليج السينمائي 2012» ضمن برنامج «أضواء» الإنتاج العراقي الهولندي المشترك «في أحضان أمي» للمخرجين عطية جبارة الدراجي ومحمد جبارة الدراجي، الذي تم عرضه سابقاً في كل من «مهرجان تورنتو السينمائيأالدولي»، و«مهرجان أبوظبي السينمائي»، و«مهرجان إشبيلية السينمائي»، ويروي الفيلم قصة هشام الذي يعمل بلا هوادة ليبعث الحياة في آمال وطموحات 32 طفلاً يرعاهم ضمن ميتم يقع في أحد أخطر أحياء العاصمة العراقية بغداد، وتتبدل الظروف عندما يمنح صاحب الأرض مهلة أسبوعين لهشام والأطفال من أجل إخلاء المكان.

تويتر