تامر حسني وعمرو دياب يتصدّران القائمة

فنانون خضعوا للتحقيق بتهمة « الأغاني المسروقة »

صورة

يبدو أن الحالة الثورية التي تعيشها المنطقة العربية مازالت بعيدة إلى حد كبير عن عالم الفن والغناء، وان الأمر لدى كثير من الفنانين انفعال وقتي، أو محاولة لركوب موجة الثورات عبر الغناء الوطني لكسب تعاطف الجمهور، وحماية نفسه من القوائم السوداء. في المقابل، لم تنعكس هذه «الوطنية» في سلوكيات ايجابية تسهم في رفع مستوى الفن والغناء في الوطن العربي، ومازالت الساحة الغنائية تعاني كثيراً من السلبيات التي رافقتها طوال السنوات الماضية، ولعل من أبرز هذ السلبيات الاتهامات التي يتم تبادلها من حين الى آخر بين الفنانين بسرقة الأغنيات أو الألحان من بعضهم بعضاً.

ورغم أن «سوق الكاسيت» عانى في الشهور الماضية حالة ركود نسبية، نتيجة لانصراف الجمهور لمتابعة المستجدات السياسية التي باتت تحمل من الإثارة والتجدد ما يفوق بكثير الأعمال الفنية، إلا ان اتهامات بالسرقات الفنية بدأت تطل من هنا وهناك لتفتح هذا الملف القديم المتجدد، والذي لا يخلو موسم غنائي من حالات جديدة تضاف إليه.

تحقيق مع حسني

ظاهرة عالمية

يبدو أن السرقات الفنية والاتهامات المتبادلة بين الفنانين حول الأغاني ليست ظاهرة عربية فقط، فهي موجودة وبشكل لافت أيضا على الساحة العالمية، حيث اتهم ديفيد بيلامي، قائد فريق «بيلامي براذرز» الغنائي الأميركي مواطنته المغنية بريتني سبيرز بسرقة الجملة الرئيسة لألبومها المصور «هولد إيت أجينست مي» من إحدى أغنيات فريقه. وذكرت مجلة «لكسبريس» الفرنسية أن بيلامي أكد أن الجملة الرئيسة لألبوم بريتني سبيرز مسروقة من أغنية غناها فريقه في .1979

أحدث هذه الاتهامات يواجهها الفنان المصري تامر حسني، الذي تم استدعاؤه الفترة الماضية من قبل نقابة الموسيقيين المصرية للتحقيق معه في اتهامات منسوبة إليه بسرقة أغنية «بتعصب عليكي»، وهي ملك للفنان الصاعد محمد خيري، بعد ان تقدم المنتج محمد حامد، مدير شركة «توب ميوزيك» للإنتاج الفني، ببلاغ لنقابة الموسيقيين يتهم فيه تامر حسني بسرقة الأغنية، وهي من كلمات أمير طعيمة وألحان عزيز الشافعي وتوزيع توما.

أما الفنان عمرو دياب الذي طرح، أخيراً، ألبومه الجديد «بناديك تعالي»، وحقق نسبة توزيع عالية مقارنة بألبومات فنانين آخرين، فقد تعرض عبر المواقع الالكترونية لهجوم شرس من جمهور الفنان تامر حسني اتهمه فيها بسرقة لحن أغنية «أنا عمري»، التي طرحت ضمن الألبوم الجديد ولحنها عمرو دياب بنفسه، من لحن أغنية تامر حسني «أجمل هدية» التي صدرت في ألبومه الأخير «اللي جاي أحلى»، وهي من تلحين تامر علي.

باسكال ووردة

الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني التي انشغلت في نهاية 2011 بمولودها الاول؛ لم تسلم هي أيضا من الاتهامات، حيث اتهمها الفنان التونسي هادي التونسي في تصريحات إعلامية له لبرنامج «ممنوع ع الرجال»، الذي يبث على قناة نسمة، بسرقة أغانيه دون منحه حقوقها، مشيراً إلى أنه فوجئ بسرقة باسكال لألحان عدة من أغانيه، خصوصا كلمات وألحان أغنيته «صور صور يا المصور»، التي حققت نجاحاً كبيراً للفنانة. في المقابل، ورداً على هذه الاتهامات؛ أكدت مشعلاني أنها لا تعرف الفنان التونسي، ولم يسبق لها أن غنت أياً من أغنياته، ولم تأخذ أي لحن تونسي طوال مشوارها الفني سوى أغنية واحدة، وهي «أنا حبيتو»، ولاقت كثيراً من النجاح في تونس والوطن العربي، وهي أغنية من التراث التونسي القديم، ويحق لكل فنان أن يغنيها ويأخذ حقوقها.

أما أغنية «وخاصمتك يا حبيبي»، فقد كانت موضوع مشكلة أخرى حول الاغنيات وحقوق ملكيتها بين الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية والفنانة المغربية ليلى غفران، حيث كان من المقرر ان تغني وردة الأغنية ضمن ألبومها الجديد، لكن الجميع فوجئوا بإعلان غفران اختيار الأغنية لتقديمها في ألبومها، وفي تعليقها على هذا الخلاف أشارت ليلى غفران إلى انها وخلال تسجيل أغنيتها «شكراً يا جرح»، طلب منها الموزع رفيق عاكف الاستماع الى أغنية «وخاصمتك ياحبيبي»، وبالفعل سمعتها وأعجبتها جدا، وسألته عن صاحب هذه الأغنية، فأخبرها انها ليست ملكاً لأحد، فطلبت من المؤلف محمد عوف بيعها لتحصل منهما على عقود التنازل. وأضافت «فوجئت بالمؤلف محمد عوف يخبرني أن هذه الأغنية كانت قد اختارتها الفنانة وردة وأعجبتها كثيراً، وكانت قد قررت أن تكون الأغنية الرئيسة في ألبومها الجديد، لكن حدثت مشكلات بين المؤلف والمسؤولين في شركة روتانا، ولذلك تراجع عن التعامل معهم ولم يمنحها للفنانة وردة. فشددت عليه أن يكون واثقاً من موقفه وينهي بالفعل كل ارتباطاته بأي جهة أخرى، قبل ان أحصل على الأغنية، لأنني لا أرغب في المشكلات، ولن أقبل أن يحدث خلاف بيني وبين الفنانة وردة، وبالفعل تنازل لي عن الأغنية واشتريتها بعقود وأوراق سليمة، وبذلك أصبحت من حقي فقط».

«الإتيكيت»

أغنية «الإتيكيت» التي قدمتها الفنانة اللبنانية دوللي شاهين، لاقت انتقادات كثيرة لما تحمله من ايحاءات، إلا ان الأغنية نفسها أيضا كانت سبباً لتغريم شاهين 10 آلاف جنيه مصري، بناء على ما قضت به محكمة جنح الاقتصادية، بعد إدانة الفنانة اللبنانية بسرقة كلمات وألحان الأغنية المملوكة للمطربة سماح عبدالفتاح التي ذكرت أنها قامت بشراء هذه الأغنية من المؤلف محمد عبدالله والملحن علاء غنيم، وأرفقت بدعواها المستندات التي تثبت تنازل كل من المؤلف والملحن عن الكلمات واللحن لها، وتم توثيق التنازل بالشهر العقاري، إلا أنها فوجئت بغناء دوللي شاهين للأغنية، وتصويرها فيديو كليب وإذاعتها على قناة مزيكا. وبناء على ذلك تمت إحالة كل من محسن جابر ودوللي شاهين إلى محكمة جنح الاقتصادية، فصدر الحكم ببراءة محسن جابر، بينما تم تغريم شاهين مبلغ 10 آلاف جنيه.

«الناس الرايقة»

كذلك أغنية «الناس الرايقة» التي جمعت بين اللبناني رامي عياش والمصري أحمد عدوية، ولاقت نجاحاً كبيرا، كانت موضوع خلاف حاد نشب بين صناع الأغنية، وفريق أغنية «الحب بييجي في ثانية» للفنانة أمنية سليمان، الذي اتهم صناع «الناس الرايقة» بسرقة لحن الأغنية، وهدد باللجوء للقضاء، بينما أنكر الطرف الثاني هذه الاتهامات، وهدد بتقديم شكوى لنقابة الموسيقيين، ورغم ان هذه المشكلة شغلت مساحة كبيرة من الاهتمام في وسائل الاعلام المختلفة، وإعلان الطرفين عن لجوئهما للقضاء، والمطالبة بتعويضات مادية قد تصل إلى مليون جنيه، بحسب ما تداولته وسائل اعلام، إلا ان الأمر لم يتجاوز حيز الاعلام، ولم يلجأ أي من الطرفين إلى جمعية المؤلفين والملحنين.

تويتر