البطولة استعادت تقاليد استخدام البندقـــــــــية التراثية على مدار 4 أيام

إماراتية تكسر الســــيطرة العمانية فــي «فــــزاع للرماية»

صورة

بمهارات أبهرت الجمهور ولجنة التحكيم، استعاد هواة عمانيون معظم ألقاب بطولة فزاع للرماية للجنسين، التي استضافها على مدار أربعة أيام متتالية، ميدان الرماية الجديد لشرطة دبي في منطقة الروية، مستعيدة تقاليد استخدام البندقية التراثية المعروفة بـ«السكتون»، التي لايزال يتم توظيفها في مناطق من دول الخليج لأغراض الصيد والدفاع الشخصي، قبل أن تتمكن الإماراتية فاطمة الخوار الكعبي من تصدر البطولة الخاصة بالسيدات، لتمثل استثناء إماراتياً في بطولة تشهد سنوياً منافسة حادة بين هواة من مختلف دول الخليج عموماً، وبصفة خاصة بين الإماراتيين والعمانيين.

ومثلت مهارة السيدات والناشئين خصوصاً مفاجأة لمتابعي البطولة، التي جمعت أيضاً الرجال في منافسة خاصة، حيث نجحت البطولة في استقطاب جماهير غفيرة، سعوا إلى معايشة المنافسات في «الميدان». وعلى الرغم من أن الوجود العددي كان جيداً من قبل هواة هذه المهارة التي تدخل ضمن نطاق الموروث الثقافي الإماراتي في مختلف فئات المسابقة التي ضمت السيدات والرجال والناشئين، سواء من الإمارات أو غيرها.

مهارات خاصة

 

وصف رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة الرماية العميد محمد عبيد المهيري، قدرة هواة استخدام البندقية التراثية المستخدمة في بطولة فزاع للرماية، والملقبة بـ«السكتون» بالمهارات الخاصة، مضيفاً «لا يمكن تطبيق قواعد مهارات الرماية السائدة ذاتها، مع هذه البندقية التي ارتبطت بتاريخ وإرث شعوب منطقة الخليج عموماً».

وعزا المهيري تقلص الحضور الإماراتي هذا العام في منصة التتويج، بصعوبةالمنافسة مع الهواة العمانيين، مضيفاً «(السكتون) لايزال يستخدم على نطاق واسع في سلطنة عمان، وهذه البندقية التقليدية لاتزال جزءاً من النمط المعيشي للمواطن العماني، أما الهاوي الإماراتي فهو غالباً ما يحتاج لإعداد ووقت محددين من اجل التدريب وتجويد مهارة استخدام (السكتون)».

ورأى المهيري أن التعديلات التي أدخلت على النسخة الخيرة من البطولة، وأهمها زيادة عدد المحاولات قد أسهمت في مضاعفة الإثارة والمنافسة، مضيفاً «البطولة جماهيرية في المقام الأول، لذلك فإن الحلول المثلى تتمثل في مزيد من الإثارة الجاذبة للجمهور، فضلاً عن احتضان هواة هذا الجانب المهم من الموروث، في منافسة الكل رابح في ختامها».

وتوجت الإماراتية فاطمة هلال راشد الخوار الكعبي بطلة لكأس «فزاع» للرماية المفتوحة التراثية للجنسين ،2012 التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي بطولات «فزاع» التراثية، وذلك بعد ان حصلت على مجموع 143 درجة، بينما توج العماني كثير بن مسلم بن نقل الكثيري بطلاً لمسابقة الرجال، كما توج مواطنه محمد بن احمد بن مسلم المعشني بطلاً لمسابقية الناشئين دون 16 عاماً، وجاء كل من كثير بن مسلم بن نقل الكثيري، ومحسن سعيد دول الكثيري في المركز الاول لمسابقة اسقاط الصحون في بطولة «فزاع» للرماية المفتوحة التراثية للجنسين .2012

وعبر منافسة استعراضية شارك فيها كل من اللواء أحمد ناصر الريسي، وسالم الكثيري، واللواء الدكتور جاسم محمد بالرميثة، ومحمد بن عبيد المهيري، جاء الإعلان عن انطلاق البطولة، في جولة الحكم فيها عبدالله حمدان بن دلموك، وهو الاستعراض الذي كان إيذاناً بانطلاقة منافسات اليوم الأول بمشاركة نحو 400 ناشئ، قبل أن تتواتر منافسات الرجال، وصولاً إلى منافسات السيدات في اليوم الأخير من المسابقة.

وبسبب تزايد عدد المشتركين، وتقارب مستويات المتأهلين إلى الجولات النهائية وما يستتبعه من جولات إعادة، سواء من الفرق، او الافراد من رجال وسيدات، تأخر توقيت الكشف عن النتائج النهائية، قبل أن يعلن رئيس اللجنة المنظمة للبطولة العميد محمد عبيد المهيري، نتائج المنافسات بحضور مدير بطولات «فزاع» عبدالله حمدان بن دلموك، ورئيس قسم البطولات خالد راشد السويدي، ورئيس المكتب التجاري العماني بدبي سالم بن مسلم الكثيري، ورئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة العميد محمد عبيد المهيري، والعقيد شرطة متقاعد عدنان هزاع، وحشد كبير من محبي هذه الرياضة التراثية.

وبالإضافة إلى الإنجاز الإماراتي الأهم الذي تمثل في تصدر فاطمة الخوار الكعبي لبطولة السيدات، فقد حصلت الإماراتية عفراء البادي على المركز الخامس في المسابقة نفسها، فيما ذهبت المراكز الأخرى كافة للعمانيات، حيث جاءت نوال بنت خميس بن سعيد المقبالي في المركز الثاني، تلتها فاطمة بنت خميس بن سعيد المقبالي، ثم حلت موزة بنت سالم بن محمد الكعبي في المركز الرابع. وفي مسابقة الرجال جاء في المركز الثاني سالم بن محمد بن سهيل الحمر، وفي المركز الثالث جاء عبدالله بن سالم بخيث الحمر، وفي المركز الرابع جاء ناصر بن محمد بن سلطان بن حمد الخمييي، وفي المركز الخامس جاء مهدي بن سعيد بن عبدالله الحمر الكثيري، مسابقة الناشئين شهدت أيضاً منافسة عمانية خالصة على المراكز الأولى، إذ حل أفي المركز الثاني طويرش مسلم خويدم المسهلي، وفي المركز الثالث جاء مسلم محمد عشجان الشعشعي، وفي المركز الرابع جاء شامس بن علي بن سالم، وفي المركز الخامس جاء عبدالله سالم حميد المقشوعي، وفي مسابقة اسقاط الصحون جاء في المركز الاول كل من كثير بن مسلم بن نفل الكثيري ومحسن سعيد دول الكثيري.

اهتمام جماهيري

أشاد بن دلموك بتنامي الاهتمام الجماهيري بصفة خاصة بهذه البطولة، رغم خصوصية منافساتها، واعتمادها على أسماء ربما لا تكون ذات استقطاب جماهيري ملحوظ، على حد وصفه، نظراً إلى كونها تعتمد على قاعدة متجددة من المتسابقين، لافتاً أيضاً إلى كثافة إقبال هواة هذا النوع من الرماية، وهو ما تجلى في ارتفاع أعداد المشاركين قياساً بالعام الماضي في الفئات كافة.

وأكد بن دلموك متابعة وتوجيه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لآليات بطولات فزاع التراثية عموماً، وبطولة الرماية خصوصاً، في ضوء رؤية سموه الداعمة للمحافظة على الموروث الإماراتي، ودعم ممارسته محلياً وخليجياً بصفة خاصة. وأشاد المهيري بالمشاركة النسائية في دورة هذه العام، منوهاً بأهمية الميدان الجديدالذي جاء بمكرمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهددبي راعي بطولات «فزاع» التراثية، لافتاً إلى أنه سيكون مركزاً مهماً للتدريب واقامة اكثر من مسابقة خلال العام الجاري.

وقال مدير ادارة العمليات في شرطة دبي اللواء الدكتور جاسم بالرميثة،ان شرطة دبي تهتم كثيراً بهذه البطولة التي تقام سنوياً تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وإن شرطة دبي تسخر كل امكاناتها لنجاح هذه البطولة سنوياً، من خلال تجهيز الميدان، وتوفير المحكمين للبطولة، ومتابعة المشاركين، ما يساعد على نجاح البطولة، وأن تكون في تقدم من عام لآخر. وأضاف بالرميثة ان شرطة دبي تتابع دائما فعاليات البطولة، وتقديم الارشادات المستمرة للمشاركين من خلال اتباعهم لتعليمات الحكام، والتأكد من تراخيص الأسلحة المشاركة في البطولة.

تويتر