احتفالات ..2012 العالم يتناسى همومه

انطلقت الألعاب النارية وعروض الضوء والأجراس احتفالاً بالعام الجديد، الليلة قبل الماضية، إذ طرح الكثيرون مشكلات عام ،2011 من الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والتظاهرات المطالبة بالحرية والديمقراطية، وراء ظهورهم.

وفي حدث خارج نطاق الأرض، دخلت مركبة الفضاء الأولى من بين مركبتين أرسلتهما وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المدار حول القمر، أول من أمس، ليبدأ العام الجديد بمهمة جديدة لكشف أسرار القمر الداخلية. وفي برلين، تجمع مئات الآلاف من الأشخاص في العاصمة الألمانية لاستقبال العام الجديد في بوابة براندنبرغ الشهيرة بتلك المدينة. وساعد الطقس المعتدل آلاف الأشخاص على الخروج إلى شارع «17 يونيو» الذي يصل طوله إلى كيلومترين، وتمت تهيئته في وسط المدينة للاحتفالات، إذ جرى إنشاء ثلاث منصات لاستضافة حفلات موسيقية وعروض بألعاب نارية. وبذلت الشرطة وفرق الإطفاء في برلين جهوداً لتلبية أكثر من 1000 نداء استغاثة وإخماد حرائق سببتها الألعاب النارية.

وفي حين بدأت الاحتفالات في برلين، كان أول أيام العام الجديد في نيوزيلندا ممطراً، فبعدما اصطفت حشود على الشواطئ وحول أحواض السفن لاستقبال العام الجديد، تقلص حجم واحدة من أكبر الحفلات الموسيقية التي تقام في الهواء الطلق عند جبل مونجانوي، بعد هطول أمطار وهبوب رياح.

وظل رواد الحفلات الموسيقية في مهرجان «كوموراندل» الموسيقي يتعافون بعد إصاباتهم بكسور جراء الانزلاق في الطين. وذكرت صحيفة «هيرالد» امس، أن مسؤولي المستشفى استعانوا بخرطوم إطفاء لغسل المصابين قبل دخولهم للعلاج.

أما في اسطنبول وأنقرة، فرقص المحتفلون ورددوا الأغاني في الشوارع المليئة بالمحال الراقية والمطاعم، كما شهدت ثالث أكبر مدن تركيا، أزمير، عرضاً مذهلا للألعاب النارية فوق خليجها، وفي ديار بكر، عاصمة المنطقة الكردية جنوب شرق تركيا، أعلنت المطاعم والملاهي الليلية برامج احتفال هادئة، احتراماً لأرواح 35 مهرباً كردياً قتلوا قبل ثلاثة أيام في ضربة جوية.

وفي مدينة وان شرق تركيا، التي تعرضت لزلزالين في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، نظمت السلطات حفلات وعروض ألعاب نارية لآلاف الأشخاص الذين مازالوا يعيشون في خيام. بينما في العاصمة الروسية موسكو، شاهدت الجماهير المحتشدة انطلاق نحو 1000 من الألعاب النارية فوق الكرملين وسط دفء غير معتاد تزيد درجة حرارته على الصفر. وخرج نحو أربعة ملايين شخص من سكان المدينة وزائريها إلى الشوارع للاحتفال، وحالت إجراءات الأمن المشددة حول ساحة «الميدان الأحمر» من دون دخول العبوات الزجاجية والكحوليات.

وافتتحت الاحتفالات بالعام الجديد في آسيا، إذ احتشد أكثر من 1.5 مليون شخص في ميناء سيدني لمشاهدة احتفالات العام الجديد بعرض ضخم للألعاب النارية. وانطلق الأسترالي توم دينيس، صباح أول من أمس، من دار الأوبرا في ماراثون فردي، هو بطله الوحيد للجري لمسافة 29 ألف كلم، في مسعى لتحقيق رقم قياسي ينضم به إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية. ويجوب دينيس (50 عاماً) 25 دولة خلال رحلته التي تعادل 700 ماراثون في 700 يوم.

وكسرت العاصمة الصينية بكين التقاليد، وانضمت إلى الاحتفالات بالعام الجديد للمرة الأولى، باستعراض رقمي بالأضواء اتسم بالفخامة حول معبد هيفن، الذي اعتاد الأباطرة الصلاة فيه من أجل موسم حصاد جيد. لكن بخلاف المدن الغربية لم تحظ احتفالات بكين بالمتابعة سوى من بضعة آلاف، وذلك يرجع إلي أن الحديقة المحيطة بالمعبد لم تكن كبيرة بما يكفي.

وامتدت الاحتفالات إلى الفضاء، إذ قرر رواد محطة الفضاء الدولية ـ الذين تشرق عليهم الشمس وتغرب 16 مرة خلال اليوم الواحد ـ الاحتفال بالعام الجديد بتناول الكافيار والفواكه والخضراوات الطازجة والشوكولاتة والمكسرات.

وفي ضريح ميجي في طوكيو، استقبل رهبان شينتو العام الجديد بأداء صلوات التطهير بمناسبة انتهاء العام، ويقوم نحو ثلاثة ملايين شخص من اليابانيين بزيارة الضريح احتفالاً بالعام الجديد للصلاة من أجل صحتهم وثروتهم.