المرأة والطفل.. أولويات المسرح العربي في 2012

(يمين) إسماعيل عبدالله و محمد بن جرش. من المصدر

العام الجديد سيحمل تغييراً جذرياً في معطيات معادلة حضور المرأة والطفل، سواء في ما يتعلق بالإبداع على خشبات المسارح العربية، أو مناقشة قضايا وثيقة الصلة بخصوصية عوالمهما في المعالجات الدرامية، هو الوعد المنبثق من تزامن فعالتين، أقيمتا أمس في الشارقة، الأول تمثل انطلاق أعمال الدورة الثانية لملتقى مسرح الطفل العربي، تحت شعار «إضاءات تاريخية وحاجات آنية» في قصر الثقافة، بتنظيم من مجموعة مسارح الشارقة، فيما تمثلت الثانية في تأكيد الهيئة العربية للمسرح خلال مؤتمر صحافي في مقرها بالشارقة أيضاً، بأن عام 2012 سيكون عام المرأة في المسرح العربي بامتياز.

وفيما أكد مدير عام مجموعة مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش لـ«الإمارات اليوم» أن هناك توجهاً أصيلاً في استراتيجيات «المجموعة» يسعى إلى تكريس كل الطاقات والإمكانات للنهوض بمسرح الطفل، سواء في ما يتعلق بالقضايا التي تخص عوالم الطفولة كشريحة ذات أهمية قصوى في حاضر المجتمع وغده، أو على صعيد الإبداع عبر تخصيص فعاليات مسرحية مهمة يشاركون في إقامتها، فإن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله أكد من جانبه أن قضايا المسرح النسوي كلها قائمة ولازمة، والمسكوت عنه فيها يتوجب البوح به الآن وليس غداً، مؤكداً أن «الهيئة» ستمنحه الأهمية القصوى في العام المقبل كي ندفع بمجتمعاتنا ومؤسساته إلى منهجية متنورة، وتثبيت واحد من مراسي استقرار مجتمعاتنا وانطلاقها نحو ترسيخ الملامح الحضارية الإيجابية لأمة تتبوأ المرأة فيها المكانة اللائقة في صنع التاريخ والحضارة. وأوضح عبدالله أن هذا المشروع جاء نتيجة للتوصية التي خلصت إليها سيدات المسرح العربي اللواتي اجتمعن في ملتقى الاستراتيجية الثاني الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان في يونيو 2011 بعنوان «المرأة في المسرح» حيث أقرت اللجنة العليا، المنتقاة من الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، لدراسة ومناقشة مقترحات الأمانة العامة في خطة العمل لعام المرأة في المسرح العربي ،2012 وإقرارها.

وكشف عبدالله عن أن الهيئة قررت إقامة ثلاث ورش في مهرجان المسرح العربي الرابع الذي سيقام في عمان يناير المقبل في فنون «الأداء - الإخراج - الكتابة - السينوغرافيا» في ثلاث مناطق عربية هي الأمسّ حاجة لها، وهي على التوالي قطاع غزة - موريتانيا - اليمن، وإقامة ورشة مركزية واحدة متخصصة في الشارقة تشمل مشاركات من مختلف الدول العربية، فضلاً عن فتح باب تقديم مشروعات ورش من بلدان عربية أخرى على أن تراعي هذه الورش العنوان المقترح وهو «الصورة المغايرة للمرأة في الثقافة العربية»، وضمن فعاليات عام المرأة في المسرح كشف عبدالله أنه سيتم تخصيص حصة وافرة من نشر الكتب في الهيئة لعام 2012 مخصصة لإنجازات المرأة في المسرح، فضلاً عن تكريم عدد من المبدعات العربيات في المجال المسرحي مع إصدار كتيب عن كل مبدعة منهن، ودعوة كل فنانة مسرحية بالعالم العربي للعمل علىتحضير سيرتها الذاتية مرفقة بصورها الفوتوغرافية واعمالها المصورة على أقراص مدمجة وإرسالها إلى الهيئة العربية للمسرح ليتم توثيقها.

وإضافة إلى عرض مسرحية «عودة الشمس الغائبة» التي ستعرض في ملتقى مسرح الطفل، شهدت الجلسة الافتتاحية تكريم جمعية المسرحيين في الإمارات كأفضل راعٍ لمسرح الطفل خلال العام الجاري، وتسلم رئيس جمعية المسرحيين، اسماعيل عبدالله، درع الملتقى، وشكر مجموعة مسارح الشارقة على اختيارها للجمعية، وأكد أهمية الملتقى في تطوير مسرح الطفل من خلال الأفكار والأبحاث المختلفة للمسرحيين المشاركين، فيما شهدت قائمة أعماله أمس أربع جلسات، وقدم الدكتور محمد يوسف في الجلسة الأولى ورقة حول تجربة مسرح الطفل في الإمارات، وأضاء عبدالناصر حسو على تاريخ مسرح الطفل في سورية، وتحدث الدكتور محمود الماجري حول تجربة هذا المسرح في تونس، وأدار الجلسة عبدالإله عبدالقادر، وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور حسين مسلم قراءة حول تاريخ مسرح الطفل في الكويت، بينما تناولت الدكتورة سامية حبيب التجربة المصرية، وسلط الباحث سالم اكويندي الضوء على تجربة مسرح الطفل في المغرب، وأدار الجلسة الدكتور هيثم الخواجة.

«حاجات الطفل العربي المسرحية والفنية والأدبية» هو ما تطرقت إليه الجلسة الثالثة، حيث قدم الدكتور بطرس روحانا من لبنان، ورقة بعنوان «العلاقة بين التخصصاتت الفنية المهتمة بالطفل»، أما ورقة الدكتور يوسف قرقوي منالجزائر فتناول فيها «أهمية مسرح الطفل في تكوين شخصية الطفل» وأدار الجلسة المسرحي عمر غباش من الإمارات، أما الجلسة الرابعة فقدم فيها عبدالعزيز اسماعيل من السعودية ورقة بعنوان «مسرح الأطفال لعبة الخيال والتعلم الخلاق»، بينما تناولت ورقة الدكتور ماهر بهلول من تونس مفهوم «التعلم عن طريق الفنون»، وأدار الجلسة الدكتور علي الحمادي من الإمارات.

مَعين واحد

حدثان لجهتين مختلفتين من حيث المظلة الإدارية والتنظيمية، يقيمان فعاليات تكاملية تتعلق بعوالم «المرأة والطفل» في توقيت واحد، أحدهما «ملتقى مسرح الطفل» وثانيهما «إعلان عام 2012 عاماً للمرأة في المسرح العربي»، الرابط بينهما، حسب تصريحات منظميها، هو وجود جهة تدعم الإبداع المسرحي وتظلله برعايتها وتمثل بالنسبة لهما معين استراتيجيتهما وموجهها، هي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ أثمر اهتمامه بالمسرح، ليس على النطاق المحلي فقط بل العربي أيضاً، حيث يقول الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله «شُرفت (الهيئة) بحاكم عربي استثنائي بادر بتأسيسها ووقف على رعايتها وحضانتها وتمويلها وهو رئيسها الأعلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتضطلع بدور كبير في مشروع الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، الذي تبناه سموه في صياغة جديدة لمستقبل أفضل لمسرح عربي جديد ومتجدد».

هذا التنويه الذي جاء من عبدالله تلاقى مع تنويه آخر في مستهل الدورة الثانية للمسرح العربي، في كلمة مدير عام مجموعة مسارح الشارقة محمد حمدان بن جرش، الذي أضاف: اهتمام «المجموعة» بمسرح الطفل ينبع من الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لدور المسرح وأهميته، وقال بن جرش «نحن في مجموعة مسارح الشارقة ننطلق في عملنا من الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمسرح، تلك الرؤية التي تنظر إلى المسرح بوصفه فعلاً حضارياً وتغييرياً، فالمسرح ليس فناً عادياً، إنه لغة الفكر والجمال معاً، وعندما يتعلق الأمر بمسرح الطفل فإن المسرح يأخذ أكثر من دورٍ، وأكثر من مهمة».

 

تويتر