في معرض بـ «ميلينيوم أبوظبي»

11 فناناً يعرضون تجارب من الحياة

المعرض ضم 32 عملاً تشكيلياً. تصوير: إريك أرازاس

اتجاهات شتى، وأساليب فنية متباينة؛ تلاقت في المعرض الفني الذي افتتح، اخيراً، في فندق ميلينيوم أبوظبي، وضم لوحات وأعمالا لـ11 فناناً من مختلف الجنسيات جمع بينهم الشغف بالفن والتشكيل، بالإضافة إلى الإقامة في الإمارات، ليشكلوا، مع آخرين «فرقة أبوظبي للفنون» التي تكونت في .1999

وضم المعرض الذي يستمر حتى الثالث من نوفمبر المقبل؛ 32 عملا غلب عليها الأعمال التشكيلية، مع حضور محدود للنحت الذي جسّدته أعمال الفنان التونسي محمد بن دمير، والتي تنوعت في أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة، واعتمدت في الغالب على المعدن الذي شكل منه دمير مجسّمات عبرت عن موضوعات مختلفة قد يكون من الصعب للمعدن ان يعبر عنها، مثل عمله «شروق الشمس»، أما في أعماله الأكبر حجماً فكان التوازن بين الكتلة والفراغ جزءاً اساسياً من تكوين العمل.

«راعٍ أفغاني»

جاءت لوحات الفنان الباكستاني علي حمد، بعيدة عن الصيغة التجريدية الظاهرة، والألوان والتعبيرات الصارخة التي حفلت بها لوحات هيردن، إذ مالت أعمال حمد إلى الكلاسيكية، التي عبرت من خلالها عن مشاهد من الحياة والطبيعة، مثل لوحة «راعٍ افغاني»، و«مها عربية»، وغيرهما من اللوحات التي اتسمت بالدقة والاهتمام بالتفاصيل، وبألوانها المتوازنة.

مشاهدات

الفنانة الإيطالية جوفانا ماجولياني حملت لوحاتها بورتريهات لأشخاص قابلتهم في حياتها وتأثرت بهم، أو مازالوا يشكلون جزءا من حياتها، بحيث يبدو كل وجه جسدت ملامحه في لوحاتها كأنه يحكي حكاية مختلفة عن الآخرين، حتى ان بعض الشخصيات تكررت في أكثر من لوحة، وفي كل منها كانت تعطي انطباعا مختلفا، وترسل رسالة مغايرة، بينما كان للألوان دور لافت في منح الشخصيات نبض الحياة.

في حين كانت المدن هي موضوع لوحات الفنان الإنجليزي، أندرو فيلدز، الذي عمد في لوحاته إلى رصد وتجسيد مشاهد من الدول التي زارها وعاش فيها، وفي لوحاته التي ضمها المعرض كانت شواطئ أبوظبي حاضرة بزرقة مياهها الصافية، ورمالها الذهبية التي تشكل حالة من التناغم اللوني الذي يبث في النفس حالة من الارتياح.

ولكن فيلدز لم يقتصر في لوحاته على رصد الجمال، فرصد أيضا تعديات الانسان على هذا الجمال، وما يسببه في كثير من الأحوال من تلوث وإساءة للبيئة، بهدف التوعية بهذه التعديات والتصدي لها، وهو هدف طالما سعى الفنان لتحقيقه في لوحاته الفنية.

ألوان حارة

من الفنانين المشاركين أيضا في المعرض الذي افتتحه مدير إدارة الثقافة والفنون بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عبدالله العامري، بحضور المدير العام لفندق ميلينيوم أبوظبي، معين قنديل، الفنانة الجنوب إفريقية شانتال فان هيردن، والتي جاءت لوحاتها دفقات ساخنة من المشاعر التي عبرت عنها الألوان الحارة التي استخدمتها الفنانة.

وترى هيردن ان لوحاتها تشبه قصائد مرئية «اعبر من خلالها عن معاني ومشاعر تجول بداخلي، أو ارسم بها ملامح تجارب اعيشها من الحياة اليومية الحالية، أو تجارب نختزنها من الماضي»، لافتة إلى ان اللوحات التي ضمها المعرض هي جزء من مجموعة تحمل عنوان «مواسم التغيير»، عبرت فيها عن تجربة انتقالها من وطنها الأم إلى بلد ثانٍ (الإمارات) يختلف تماما عن كل ما اعتادته في حياتها.

أعمال لافتة

من الاعمال اللافتة في المعرض، والتي تميزت بفنية عالية، أعمال الفنانة الألمانية إيفان نيس، إذ جسّدت نيس في لوحاتها ذات الحجم الكبير مشاهد من الطبيعة لبحيرة وفتاة تجلس على حافتها تتأمل ما حولها، وتميزت أعمال الفنانة بالدقة وبألوانها الهادئة التي منحت اللوحات صبغة تأملية لافتة.

بينما تنوعت مشاركة الفنانة الهندية سومياجيت شاود هوري بين اللوحات التشكيلية والمشغولات اليدوية التي حملت طابعا تقليديا واضحا.

في حين تميزت أعمال الفنان الأوغندي سعيد علي بالجمع بين المدرسة التكعيبية والتجريدية، مع الاستعانة بمفردات واقعية، مع الاهتمام الواضح بالألوان التي جاءت صريحة وزاهية.

أما الفنانة كيم روبيرتسون، فقد اتخذت من فن الـ«وابي سابي» الياباني وسيلة لرؤية الطبيعة والمشاهد من حولها بطريقة مغايرة استمدتها من مفهوم هذا الفن الياباني العتيق، والذي يقوم على البحث عن الجمال في عمق التشوهات وإيجاده وابرازه، ولذا عمدت الفنانة إلى اعادة اكتشاف جماليات مشاهد تبدو عادية مع اعتياد البصر عليها في الطرق العامة، وأشجار النخيل، والحارات الضيقة، مشيرة إلى ان هذه الأماكن تصخب في الإمارات بحياة اجتماعية لا مثيل لها مع تجمع العائلات والأسر لتقدم صوراً حية لبيئة متغيرة ومدن دائمة التجدد.

بينما ترى الفنانة في جبل حفيت بتكوينات صخوره وتعرجاته فرصة نادرة لتطبيق مفهوم الـ«وابي سابي»، إذ تمنحها فرصة التحرر من الواقع، وخلوة هادئة من العالم المادي وعلاقاته المتشعبة بما يشكل قيمة حقيقية أخرى من قيم الفن الياباني القديم.

تويتر