رحيل صاحب التفاحة المقضومة التي أذهلت العالم

ستيف جوبز الرجل الذي غيّر العالم

صورة

توفي، أمس، ستيف جوبز، أحد مؤسسي «آبل»، والذي يعد واحداً من الذين غيروا العالم، وأحد أهم المبتكرين الأميركيين، عن 56 عاماً، جرّاء إصابته بالسرطان.

وأعرب الرئيس باراك أوباما في بيان عن «حزنـه» لوفاة ستيف جوبـز، «الذي كان أحـد أهم المبتكرين الأميركيين، وكان يملك من الشجاعـة ما يكفي ليفكر بطريقـة مختلفـة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن أن بوسعـه تغيير العالم، ومن الموهبـة ما يكفي لتحقيق ذلك».

وأعلن رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، أن «الولايات المتحدة خسرت نابغة سيبقى في ذاكرتنا مثل أديسون وآينشتاين، نابغة ستحدد أفكاره شكل العالم لأجيال مقبلة عدة».

وقالت رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد: «كل واحد منا محاط في حياته اليومية بمنتجات ابتكرها هذا العبقري، ليس من المبالغة القول إنه غيّر العالم».

وقال المدير العام الحالي للمجموعة، تيم كوك، في رسالة إلكترونية وجهها إلى موظفي «آبل»، ونشر نصها، إن «(آبل) فقدت رجلاً صاحب رؤية ومبدعاً عبقرياً، والعالم فقد إنساناً عظيماً».

وقد تصدرت صفحة الاستقبال لموقع «آبل» الإلكتروني صورة كبيرة بالأبيض والأسود لستيف جوبز، مع نظارتيه الدائريتين والكنزة السوداء بياقة عالية التي اشتهر بهما.

وأعرب مؤسس «مايكروسوفت»، بيل غيتس، عن «عميق حزنه»، معتبراً أن تأثير جوبز في العالم سيستمر «لأجيال عدة».

فيما أعلن رئيس مجموعة «والت ديزني» العملاقة، روبرت إيغر، أن «العالم خسر شخصاً فريداً نادراً».

وكان مجلس إدارة شركة «آبل» أعلن قبيل ذلك وفاة جوبز، الذي شارك في تأسيس المجموعة عام ،1976 وأطلق أهم منتجاتها من كمبيوتر «ماكنتوش» إلى جهازي «آي بود» و«آي باد».

وفي بيان منفصل، قالت عائلة جوبز إن «ستيف توفي بسلام اليوم محاطاً بعائلته». وأضافت: «في حياته العامة عرف ستيف رجلاً صاحب رؤية.. وفي حياته الخاصة كان يحن على عائلته».

ولد ستيف جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير ،1955 وكان يعاني منذ سنوات عدة مشاكل صحية، بعدما أُصيب في 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس، وخضع في 2009 لعملية زرع كبد. وامتنع عبدالفتاح جندلي الأب البيولوجي لستيف جوبز عن التعليق على وفاة ابنه الذي لم تكن له علاقة به.

وكان جندلي «80 عامًا» وهو أميركي مسلم من أصل سوري، وأستاذ متقاعد في العلوم السياسية، أبدى في وقت سابق ندمه على التنازل عن ابنه وعرضه للتبني.

ويأتي امتناع جندلي عن التعليق على وفاة ابنه، بعدما أعرب في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» في أغسطس، عن رغبته في لقاء ستيف. وقال في حينها: «إنه يعيش على أمل أن يتصل ستيف به قبل فوات الأوان». وأضاف أن «تناول فنجان قهوة، ولو مرة واحدة معه، سيجعلني سعيدًا جدًا». وكان جندلي طالباً سورياً من حمص يدرس العلوم السياسية في الولايات المتحدة، حين أنجبت له جوان كارول شيبل زميلته في الدراسة ابنهما خارج إطار الزوجية في عام .1955 وتبنى الطفل الزوجان بول وكلارا جوبز من ولاية كاليفورنيا فسمّياه ستيفن بول.

وأمام متجر «آبل» على الجادة الخامسة في نيويورك وضع أنصار علامة «التفاحة المقضومة» الشهيرة، باقات الزهر حسب ما أفاد أحد صحافي وكالة «فرانس برس». وتم تسجيل 35 مليون مدوّنة صغيرة عند ظهر يوم أمس، بالتوقيت المحلي في الصين، تناولت مؤسس «آبل» على خدمة المدوّنات الصغرى الرئيسة في البلاد «سينا ويبو».

وأشاد رئيس مجموعة «سامسونغ إلكترونيكس» الكورية الجنوبية العملاقة، ج.س. شوي، بمنافسه الكبير، معتبراً أنه «أدخل تغيرات ثورية كثيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وكان مقاولاً كبيراً».

وفي اليابان اعتبر رئيس ملجس إدارة شركة «سوني»، هاورد ســـترينغر، أن «الحقبة الرقمية فقدت نجمـــها، إلا أن حس ستيف جوبز الابتكاري والمبدع سيستمر في إلهام أجيال الحالمين والمفكرين».

وكان ستيف جوبز أسس شركة« آبل» في مرآب للسيارات في 1976 مع ستيف فوزنياك. وقد استقال في 1985 إثر خلاف داخلي على السلطة، وتداعت المجموعة إلى أن عاد إلى قيادتها في .1997

ومذاك سطع نجم «التفاحة المقضومة» الرسم الذي تتخذه «آبل» شعاراً لها، مع إطلاق الشركة منتجات اكتسحت الأسواق من جهاز كومبيوتر «ماكينتوش» في 1998 إلى جهاز «آي باد» اللوحي في ،201 مروراً بجهاز الموسيقى الجوال «آي بود» (2001)، والهاتف المتعدد الوظائف «آي فون» (2007).

في عام 2011 أصبحت «آبل» مرحلياً أكبر شركة في العالم مع 350 مليار دولار في البورصة، وهي تتنافس منذ ذلك الحين على هذه المرتبة مع شركة «آكسون موبيل» النفطية العمقلاة. وعرضت «آبل» الثلاثاء الماضي الجيل الجديد من هاتفها الذكي «آي فون 4 إس» الأكثر قوة والمجهز بتحديثات عدة، من بينها التوجيهات الصوتية.

تويتر