المخرج الأردني اعتبر الدراما الإماراتية تتجه بسـرعة نحـو الازدهار

الدباس: «الربيع العربـي» أرض خصـبة للمبدعيــن

شعلان الدباس: أرفض تقييد المخرج بلون محدد. تصوير: تشاندرا بالان

يرى المخرج الأردني شعلان الدباس أن «الربيع العربي»، والثورات والأحداث التي شهدتها المنطقة العربية، أخيراً، ستكون أرضاً خصبة للكثير من كتّاب السيناريو والمبدعين، إذ بإمكانهم تناولها برؤى ووجهات فنية مختلفة مستقبلاً، نافياً أن تكون قلة المعروض من المسلسلات العربية هذا العام، وتعطّل بعضها، بعدما مرت به المنطقة من أحداث، فرصة للدراما الخليجية التي وصفها بأنها متميزة منذ فترة «لأنها نتاج سنوات من الجهد والعمل المتواصل الذي يحاكي واقعها المعاش، والذي أسفر عن باقة منوعة من الأعمال المتميزة، التي مازالت تحظى بحضور جماهيري كثيف حتى الآن»، مشيراً إلى أن المسلسلات الخليجية ليست بحاجة إلى تعطل نظيراتها العربية حتى تجد فرصة للظهور، والإعلان عن نفسها.

وقال الدباس الذي يخوض ثالث تجربة مع الدراما الإماراتية، من خلال مسلسل «وديمة»، الذي يعكف حالياً على تصوير مشاهده في قرية الحيل بالفجيرة، قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «الدراما الإماراتية تتجه بسرعة كبيرة نحو النمو والازدهار، بشكلٍ أقصر من أي وقت يستلزمه تطور أي دراما، وبشكلٍ يوازي نظيرتها الكويتية صاحبة الريادة والسيادة في هذا المجال، الأمر الذي يبرهن عليه زيادة عدد شركات الإنتاج وحجمه وغزارته، والذي يصل هذا العام إلى نحو 12 عملاً درامياً، علاوةً على زيادة عدد الممثلين».

«وديمة»

أكد المخرج الأردني شعلان الدباس أن تصوير المسلسل الإماراتي التراثي «وديمة»، الذي يعكف حالياً على تصوير مشاهده في قرية الحيل في الفجيرة يحاكي التصوير السينمائي، إذ لكل مشهد عدسات وإضاءة خاصة به، الأمر الذي يتطلب اتفاقه المسبق مع مدير التصوير لتحديدها، دون الدخول في حيثيات التصوير. وتدور أحداث «وديمة»، من تأليف الكاتب الإماراتي سعيد الضنحاني، في فترة الخمسينات إلى السبعينات من القرن الماضي داخل حدود قرية من القرى الإماراتية وفي أطراف أخرى من المدن الإماراتية التي يقصدها بعض شخصيات المسلسل الذي تشارك فيه نخبة من نجوم الإمارات والخليج.

تجارب

حول تجربته الجديدة، أضاف الدباس «أخوض ثالث تجربة لي في الدراما الإماراتية، من خلال إخراج مسلسل (وديمة) الذي سيعرض في رمضان المقبل، تزامناً مع عرض مسلسل (طماشة 3)، هذا إلى جانب أول تجربة لي، وهو مسلسل (الغافة) الذي عرض العام الماضي على شاشة أبوظبي الفضائية».

وذكر أن تلك الأعمال والتجارب أسهمت في اكتشافه طبيعة الممثل الإماراتي، الذي يملك مواهب فنية لا يحب أن تحتجز في كوادر ضيقة، مفضلاً أن يطلق لها العنان، كما لو كانت على المسرح، وليتم التعبير عنها بشكلٍ طبيعي، سامحاً بذلك للكاميرا بأن تلتقط انفعالاته عن كثب، الأمر الذي أسهم بشكلٍ كبير في إدراك آلية التعامل معه، والتي تعتمد على البساطة بعيداً عن التعقيد، على حد تعبير المخرج الأردني الذي تابع «رغم التشابه الكبير ما بين البيئة الإماراتية والأردنية، في العديد من الجوانب والأمور، إلا أنني أحرص على التشاور في عملية اتخاذ بعض القرارات أثناء عملية الإخراج مع فريق العمل، خشية الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تشوهه، وضماناً لتحقيق الدقة المطلوبة فيه».

ورفض الدباس الذي عرف باللون البدوي تقييد المخرج بلون محدد، وحصره في نوعية معينة من الأعمال «لا يجب حصر المخرج في جانبٍ محدد، حتى وإن زاد إنتاجه فيه، فعلى الرغم من أنني عرفت باللون البدوي، وقدمت أعمالاً كثيرة في هذا الجانب، لا أحب أن أحصر فيها، فقد خضت في الوقت نفسه أعمالاً ذات طابع ولون مختلف، كالمسلسل الأردني (دائرة الظلام)، والإماراتي (طماشة3)».

الدراما العربية

حول الدراما العربية عموماً، قال الدباس، إنها «شهدت ثورة فنية حققت لها نقلة نوعية في مسيرتها، بدأت مع المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور في مسلسل نهاية رجل شجاع، وما تلاه من أعمال كـ(اخوة التراب) وغيرهما، إذ قدمت في تلك الفترة، أعمال قوية حققت صدى واسعاً في الساحة الفنية، إلا أن مشكلة هذه الدراما بشكلٍ عام، تكمن في التكرار بهدف استقطاب الجماهير دون تقديم جديد، الأمر الذي بات واضحاً، لاسيما في الأعمال الرمضانية، ورغم أنني خضت تجربة إصدار الأجزاء، وذلك في الجزء الثاني من مسلسل (غليص)، إلا أنني أقف ضدها في حال جاءت دون جديد يذكر، ودون هدفٍ بالتطوير». وأضاف الدباس حول الأمنيات التي يسعى لتحقيقها في مشواره الفني «أسعى لخوض تجربة الأعمال البوليسية، بشكلٍ أوسع، تفوق تجربتي في (دائرة الظلام) الذي لم يسلم من مقص الرقيب، والذي آمل أن تتحرر الأعمال الدرامية من قبضته، إذ يقف في كثير من الأحيان حائلاً دون مناقشة الكثير من الموضوعات المهمة التي لابد أن تتطرق اليها الدراما لحاجة الجمهور الماسة للتعرف إليها، الأمر الذي لا يقتصر على الدراما الخليجية فقط، بل يتعداها للعربية كذلك، وقد واجهته في مسلسل (دائرة الظلام)، وسبع حلقات من المسلسل الإماراتي (طماشة)».

وشدد على أن الدعوة الى التحرر من مقص الرقيب لا تعني التمرد على القيم والعادات والتقاليد التي جبل المجتمع عليها، والمطالبة بها مشروطة بالحفاظ عليها.

تويتر