مسلسل إماراتي يصور وسط جبال الفجيرة.. ويُعرض فــي رمضان

أحمد و«وديمة».. قصـّة حب لم تكتمل

رؤى الصبّان تلعب دور «وديمة» في المسلسل. تصوير: تشاندرا بالان

في جنوب غرب الفجيرة، وتحديداً في قرية الحيل، وسط سلسلة من الجبال الشاهقة، وفي ظل ظروفٍ جوية قاسية تصل حرارتها إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية، يعكف فريق المسلسل الإماراتي التراثي «وديمة»، على مواصلة تصوير مشاهد حلقاته التي ستعرض خلال شهر رمضان الكريم، على إحدى القنوات المحلية.

وتتلاءم تضاريس قرية الحيل بجبالها وحصونها وبيوتها القديمة، مع الفترة التي تروي أحداث المسلسل التراثي، التي تدور في الخمسينات وتستمر لغاية السبعينات من القرن الماضي، داخل حدود إحدى القرى الإماراتية. وتتلخص قصة المسلسل الذي ألفه الإماراتي محمد سعيد الضنحاني، في 30 حلقة، في الكشف عن أحداث عصفت بحياة أناس داخل قرية، تحفل بالمتناقضات والمفارقات وشتى أشكال التشويق والإثارة، إلا أن الخط الرئيس والفاصل فيها، يتمثل في قصة الحب الجامحة بين أحمد ووديمة، بطلي المسلسل، المثيرة للجدل، إذ يتضح في نهايتها أن هذا الحب الذي نما ونضج في أجواءٍ من الطهر والنقاء، محرمٌ شرعاً، ولن يكتب له النجاح، ليسدل الستار في ليلة الزفاف التي لم تتم.

نخبة

«الإمارات اليوم» التقت فريق «وديمة» أثناء عمليات تصوير مشاهد المسلسل الذي تشارك فيه نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية. وتلعب دور الشخصية الرئيسة «وديمة»، المذيعة في قناة سما دبي والفنانة الواعدة رؤى الصبان، في ثالثة تجاربها التلفزيونية.

جنود مجهولون

قال مخرج المسلسل التراثي الإماراتي «وديمة»، الأردني مشعل الدباس إنه «يقف وراء كل عمل جنود مجهولون لا يعرفهم الجمهور، باستثناء الممثلين الذين يظهرون أمام الشاشة، لذا حرصت على التقاط صورة جماعية مع فريق العمل، بمن فيهم الجنود المجهولون، في محاولة لتعريف الجمهور بهم، وتقديراً لجهودهم الكبيرة في نجاح العمل».

وقالت رؤى عن الفتاة التي تلعب شخصيتها: «تعيش وديمة الفتاة الطيبة البريئة، البالغة من العمر نحو 20 عاماً، قصة حبٍ مع ابن خالتها (أحمد)، في جوٍ يتسم بالنقاء والطهارة بعيداً عن أي عوامل مادية تلوثه، إلا أنهما يقعان ضحية ظروفٍ تسفر عن وأد هذا الحب وإسدال الستار عليه»، مشيرة إلى أن شخصية وديمة تتشابه مع شخصية نورة، التي قامت بتأديتها كأول دور بطولة لها في مسلسل «الغافة» الإماراتي، العام الماضي، إذ تجمعهما الطيبة والبراءة، ولم يتحقق مبتغاهما في النهاية، نتيجة الظروف التي تحيط بهما.

وأضافت الفنانة الشابة «رغم تشابه الشخصيتين (وديمة ونورة)، والبيئة التي ينتميان إليها، وهي البيئة الإماراتية التراثية القديمة، إلا أنني ارتأيت تأدية دور وديمة، نتيجة لجمال القصة رغم قسوة تفاصيلها، كما أن إيماني بحب الجمهور للأعمال التراثية دفعني إلى ذلك، باستثناء ظروف الجو القاسية، التي كادت أن تحول دونه».

معاناة

من جهتها، قالت الفنانة الإماراتية فاطمة الحوسني، عن دورها في «وديمة»: «أجسد في المسلسل دور (فاطمة)، ذات الشخصية الطيبة التي تنجب الإناث فقط، على خلاف شقيقتها التي تنجب الذكور، وتتحمل بناءً على ذلك قسوة أم زوجها (غانم) التي تمارس معها أبشع أنواع التعامل، والتي تهددها بزوجة ثانية لغانم ما لم تنجب الولد، وذلك على الرغم من حب غانم الشديد لفاطمة، إلا أنه يغالي في احترامه وانصياعه لأوامر والدته». وما إن تنفذ أم غانم تهديدها حتى تشتعل الأحداث، نتيجة نيران غيرة فاطمة من الزوجة الثانية، لتكون بمثابة الشرارة الأولى التي تخلق مأساة أحمد ووديمة التي تكشف بعد أن يقع الحب بينهما.

أما الفنانة البحرينية شيماء سبت، التي تلعب دور شقيقة فاطمة (بدرية) فقالت، إن «شخصية بدرية تتميز بطيبتها الزائدة وحبها لأهلها وزوجها، والتي تدفع زوجها إلى العمل على التغير للأفضل، إيماناً من أنه لن يجد من يشبهها في طيبتها، محسناً بذلك مستوى معيشتهم لظروف أفضل، وعلى خلاف شقيقتها فاطمة، تحظى بدرية بإنجاب الذكور، الأمر الذي يلعب كذلك دوراً محورياً في المسلسل، وتحديداً في مسار قصة البطلين أحمد ووديمة، التي لا يكتب لها أن تكتمل».

تشابه

من جانبه، قال مخرج المسلسل، الأردني مشعل الدباس، الذي يخوض في «وديمة» ثالثة تجاربه في الدراما الإماراتية إن أحداث المسلسل تدور في فترة الخمسينات إلى السبعينات من القرن الماضي، داخل حدود قرية إماراتية، وفي أطراف أخرى من المدن الإماراتية التي تقصدها شخصيات من المسلسل، إذ ينتقل العمل من فترة ما قبل الاتحاد ومروراً بما بعده، مستعرضاً التغييرات التي طرأت على المجتمع الاماراتي بشكل عام، والمراحل التي انتقل فيها، وكل ذلك من خلال شخصيات العمل، التي تجمع نخبة من الفنانين الإماراتيين والخليجيين».

وأضاف الدباس «رغم التشابه الكبير ما بين البيئة الإماراتية والأردنية التي جسّدتها في مجموعة من الأعمال البدوية، في العديد من الجوانب والأمور، وقيامي بإخراج مسلسل (الغافة) الإماراتي، إلا أنني أحرص على التشاور في عملية اتخاذ بعض القرارات أثناء عملية الإخراج مع فريق العمل، خشية الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تشوهه، وضماناً لتحقيق الدقة المطلوبة فيه».

تراث

أما الفنان الإماراتي عبدالله الراشد، الذي يلعب شخصية مبارك في المسلسل، والذي قام بالإشراف على ملابس فريق عمل «وديمة»، كما هي الحال في تجربته مع مسلسل «الغافة» الإماراتي، فقال: «تطلب الأمر مني بذل مجهود كبير، تمثل في عمليات بحث متواصلة، استعنت خلالها بالصور الأرشيفية، التي توثق التراث الإماراتي التقليدي الخاص بالنساء والرجال على حد سواء، في مختلف الفئات، لاسيما أن المسلسل يجسد أكثر من مرحلة زمنية، وقد ساعدني رواج الأزياء التقليدية في هذا الوقت، وعودتها كموضة دارجة في الأزياء المعاصرة، بشكلٍ كبير في عملية توفيرها لوديمة».

وأضاف «رغم حرصي الكبير على تمثيل الزي التقليدي بمراحله الزمنية، إلا أنني سعيت إلى حجب بعضها، وإبراز بعضها الآخر، في محاولة لتأكيد التنوع الذي كان يشهده المجتمع، فضلاً عن انفتاحه على الشعوب المجاورة، الأمر الذي قد يطرح التساؤلات لدى المشاهدين، وهنا تكمن قيمة العمل».

وحول شخصية مبارك، قال الراشد: «رغم بساطة دور مبارك، إلا أني أحببته كثيراً، لاسيما أنني أعشق المسرح بأدواره المركبة، ووجدت ذلك في مبارك، المعالج، والمصلح بين أفراد قريته».

بينما أكد المخرج المسرحي والفنان الإماراتي عبدالله الملا أنه رغم بساطة الدور الذي يلعبه في «وديمة» من خلال شخصية صالح، إلا أنه سعيدٌ به، مضيفاً «أشعر أن الدور قريب من طفولتي، التي غاب فيها والدي نتيجة لظروف عمله، إلا أن الاختلاف يكمن في تحمّل صالح مسؤوليات أسرته عوضاً عن والده حين يكبر في السن، في حين تحمّل أخي الأكبر مسؤوليتنا في غياب الوالد». وتابع الملا «سعيد بتكرار تجربتي مع المخرج الدباس في مسلسل (وديمة)، بعد (الغافة)، لاسيما لما تحمله أحداث المسلسل من قصص ستترك ردود فعلٍ كبيرة لدى المشاهدين».

تويتر