معرض يحتفي بــ «الياه سات» في أبوظبي

«قمرنا فخرنا» يُـلهم طلبة الإمارات

صورة

معاني الفخر والاعتزاز بلحظة فريدة في تاريخ الإمارات والمنطقة جسّدتها أنامل صغيرة في لوحات بسيطة في مظهرها، لكنها ثرية بأفكارها، وبما تحمله من مشاعر صادقة، وضمها معرض «قمرنا فخرنا» الذي افتتح صباح أمس في السوق المركزي بأبوظبي برعاية شركة الياه سات ومجلس أبوظبي للتعليم.

ضم المعرض ما يقرب من 30 لوحة صممها طلبة من المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم من جنسيات مختلفة، وتتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و18 عاماً، عمدوا خلالها إلى التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم التي واكبت إطلاق قمر Y1A، والتي اختلفت وتنوعت ولكن جمعها الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز المهم. وكان مشهد إطلاق الصاروخ الحامل للقمر الاصطناعي هو الأكثر تكراراً في اللوحات المشاركة في المعرض، وان اختلفت تفاصيل المشهد ودرجة دقته باختلاف عمر صاحب اللوحة، فاكتفى البعض برسم اللحظة مجردة، بينما أضاف إليها آخرون لمسات فنية مختلفة، كميجان ماثيو التي زينت خلفية مشهد إطلاق القمر الاصطناعي بأعلام لمختلف دول العالم، في إشارة إلى التأثير الواسع للحدث في منطقة الشرق الأوسط، واهتمام مختلف دول العالم به، بينما رسم متسابق آخر لحظة إطلاق القمر وأسرة إماراتية وقفت تهلل فرحاً بالحدث، في حين قام محمد أحمد بتقسيم لوحته إلى أربعة أقسام تتبع فيها مراحل إطلاق القمر.

تحكيم

من المقرر أن تنعقد لجنة تحكيم تضم كلا من الفنانة الدكتورة نجاة مكي والفنانة الإماراتية نور السويدي، بعد انتهاء فترة المعرض لاختيار الأعمال الفائزة، وسيتم تقسيم الأعمال بين فئتين عمريتين من ستة أعوام إلى 12 عاماً، ومن 13 إلى 18 عاماً، على أن يتم تكريم العملين الفائزين بالمركز الأول بعرضهما على جدران غرفة التحكم في أبوظبي. وأخذت إدارة شركة الياه سات في الاعتبار المستوى الرفيع لكل الأعمال الفنية المشاركة، وقررت عرضها جميعاً في ردهات مركز التحكم الخاص بأول قمر اصطناعي متعدد الأغراض، فضلاً عن تخصيص يوم لجميع المبدعين الصغار للتجول داخل أروقة المركز والتعرف إلى مهامه المختلفة.

مشهد

وكان مشهد القمر الاصطناعي بعد أن اتخذ مكانه في الفضاء، هو المشهد المفضل لكثير من المشاركين في المعرض الذي يستمر حتى 27 من الشهر الجاري، من بينها لوحة وقف في مقدمتها طفل إماراتي بلباسه الوطني يشير بفخر إلى «الياه سات» في الفضاء، داعياً صديقه الأجنبي لمشاهدة القمر الإماراتي، واتجه البعض في لوحاتهم إلى رسم القمر الإماراتي يزين السماء تحيط به أعلام مختلف الدول، وربط آخرون بين القمر وبين جامع الشيخ زايد للتعبير عن روح وهوية القمر والإمارات.

أما الطالبة امارة تسنيم فاختارت ان ترسم القر الاصطناعي في مداره ولونت لعب الصاروخ الذي أطلقه بألوان علم الإمارات لتعبر عن الحيوية التي تتمتع بها الإمارات في مجال التقدم التقني والإنساني.

بين الأعمال التي قدمها الطلبة برزت بعض الأعمال كلوحة نيراجا راجكومار التي صورت الكرة الأرضية محمولة بحرص بين يدين، بينما يبدو قمر الياه سات كخاتم أنيق يزين إحدى اليدين، بينما تلونت الأظافر فيهما بأعلام مجموعة من الدول الكبرى في الشرق الأوسط والعالم.

وكذلك لوحة نعمان بن يحيى الذي رسم القمر الاصطناعي في السماء يخرج منه شماغ خليجي رمزاً لهويته، بينما حملت لوحة حميد حبيب العديد من الرموز، إذ اعتبر إطلاق القمر الاصطناعي ياه سات بمثابة البوابة التي تنتقل منها الإمارات من مرحلة إلى أخرى، فظهر في الجانب الذي يشير للمرحلة الحديثة في حياة الإمارات شوارع أنيقة ومبان شامخة ومترو للأنفاق، ووسط هذا التطور كان لمراكز الثقافة والتراث والمتاحف حضورها الواضح.

وقريباً من هذه الفكرة جاءت لوحة جورج زخاريا التي عبرت عن النقلة الكبيرة التي يمثلها إطلاق القمر، مشيراً إلى مراحل عدة تبدأ من الحياة البدائية التي رمز إليها بيدين تضربان حجرين لإحداث شرارة لإشعال النار، واللافت أنه اختار يد رجل ويد امرأة دليلاً على التعاون بينهما.

رمزية

مالت لوحة ماديسون جرانت إلى رمزية تتناسب مع عمرها لترمز لـ«الياه سات» بامرأة إماراتية ترتدي الحجاب، في حين عكست لوحة عثـــمان يحــيى ما لديه من معلومات وخلفية فنية، إذ استخدم الاسلوب التكــــعيبي متأثرا بالفنان العالي بيكاسو، بينما استلهم ألوان اللوحة من الفنان فرانـــز مارك، بحسب ما أوضح.

من جانبه، عبر الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات جاسم بوعتابه الزعابي، عن سعادته باللوحات الفنية التي أبدعها هؤلاء الفنانون اليافعون، مشيرًا إلى ان «إطلاق القمر كان انجازاً كبيراً بالنسبة للإمارات، ونجح هؤلاء المبدعون في ربط هذا المنجز الحضاري الكبير بجذورنا الثقافية والتراثية والعقدية، الأمر الذي يعد مدعاة لفخرنا أيضاً، إذ شجعنا هذا المستوى الراقي التي ظهرت به تلك اللوحات على اتخاذ قرار عرض كل الأعمال الفنية الأصلية على جدران مكاتبنا».

تويتر