استقطب أكثـر من 70 ألف زائر.. ومبيعات يومية بلغت 250 ألف درهم

«ليوا للرطب».. قصص الأشجــار الباسقة

صورة

أيّام 10 مرّت وليوا الواقعة في المنطقة الغربية مشغولة بأخبار النخيل، تستقطب ضيوفاً جاؤوا يكتشفون عوالم الرّطب، ويسمعون قصص الأشجار الباسقة التي تهب أنبل الثمار، لكن لابدّ دائماً من نهاية للحكاية، والجميل أنّ نهاية حكاية الرّطب في ليوا لهذا العام كانت سعيدة كما كلّ عام، حيث شهد مهرجان ليوا للرّطب نجاحاً وتألقاً عبر تفاصيل يوميّة سردتها أيّامه الـ.10 فمن مسابقات وما تخلّلها من تشويق وتسارع في دقات القلوب، وضحكات فوز وابتسامات أمل، عبر مسابقته الرئيسة «مزاينة الرّطب» بفئاتها «الفرض»، و«الخلاص»، و«الخنيزي»، و«بومعان»، و«الدباس»، و«النخبة»، وغيرها من المسابقات المتنوّعة بما فيها مسابقة أجود أنواع المانجو والليمون التي استحدثت هذا الموسم، وكذلك مسابقات «أجمل عرض تراثي»، التي أقيمت بهدف التعبير عن العادات والتقاليد الإماراتية، والكشف عن الملامح التي ميّزت البيئة المحلية القديمة وأبرز تفاصيلها، إضافة إلى مسابقة «أكبر عذج»، و«أجمل مائدة رطب» التي تنافست فيها المشاركات على تقديم أشهى الأطباق المصنوعة من الرطب، حيث فازت غبيشة سعيد المرر بالمركز الأول في المسابقة التي أقيمت برعاية أدنوك وحصلت على جائزة قدرها 3000 درهم، وحلت روضة محمد الهاملي في المركز الثاني وحصلت على 2500 درهم، وجاءت العنود علي المالكي في المركز الثالث وحصلت على 2000 درهم، وفاطمة فري المنصوري بالرابع وميثاء راشد المزروعي بالخامس.

وأوضح رئيس لجنة التحكيم جورج جبرايل أن «الطبق الفائز تميز من ناحية طريقة العرض والتحضير والطعم، مضيفاً أن تقييم المشاركات تم بحسب جملة من الشروط تشمل المنظر العام للمائدة، ومدى الصعوبة في الوجبة المقدمة، ومزاياها الصحية ودرجة التناسق، اضافة إلى شرح تقوم به السيدة المشاركة للطبق الذي تقدمه على أن تدرس اللجنة في ما بعد امكانية ادراج الطبق الفائز في قائمة الطعام في بعض الفنادق».

استعراضات

أقيمت أيضاً ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب استعراضات للفرق الشعبية الشهيرة، وعروض موسيقية متنوّعة قدّمتها الفرقة الموسيقية للقيادة العامة في شرطة أبوظبي، وعروض الشرطة النسائية التي نظّمتها مديرية شرطة المنطقة الغربية بالتعاون مع مدارس الشرطة التابعة لشرطة أبوظبي.

ابتكارات لطيفة، وإضافات طريفة أضافها المهرجان لهذا العام، منها استعراضات لكلاب مدرّبة على كشف النخلة المصابة بسوسة النخيل، وعرض أكبر حصير مساحة وطولاً في العالم مصنوع من سعف النخيل، وبلغ طوله 24 متراً و30 سم، بعرض متر واحد و75 سم، وطرح أنواع جديدة من العصائر المصنوعة من التمر، وابتكار أطباق يدخل التمر مكوّناً أساسياً فيها، وصنع حقائب للمحمولات والأجهزة الأخرى من وحي التصاميم التراثية كي يتم المزج بفنية بين ما هو عصري وتراثي.. وغيرها من الابتكارات ما يجعل من مهرجان ليوا للرّطب 2011 مميّزاً.

وكان من شأن الفعاليات العديدة التي تخلّلت أيام مهرجان ليوا للرّطب 2011 أن تشرك فئات المجتمع كافّة، مواطنين، ومقيمين، وسيّاحاً، ومؤسسات حكوميّة، وشركات خاصّة، في فعالية احتفالية واحدة، باتوا ينتظرونها من عام إلى آخر، كي تعود عليهم بالمتعة والفائدة.

يذكر أنّ إمارة عجمان تستضيف للمرّة الأولى «مهرجان ليوا-عجمان للرّطب» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وبتنظيم من دائرة الثقافة والإعلام في عجمان أيام 27 و28 و29 يوليو الجاري.

وأكد مستشار شؤون الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، رئيس اللجنة العليا المنظّمة للمهرجان محمد خلف المزروعي، أنّ مهرجان ليوا للرّطب بات كرنفالاً تراثيّاً وسياحيّاً فريداً يعدّ الأوّل من نوعه في المنطقة في ما يخصّ الرطَب والتمور. وأشاد بمستوى التنظيم، وتنوّع المشاركات والفعاليات التي شهدتها الدورة السابعة من المهرجان الذي يأتي تنفيذاً لاستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث القاضية بالحفاظ على تراث أبوظبي والإمارات بصورة عامة، خصوصاً النخيل الذي يشغل مساحة كبيرة من التراث الإماراتي الأصيل، والذاكرة الإنسانيّة لمجتمع الإمارات.

وأكّد عضو اللجنة العليا المنظمة، مدير مهرجان ليوا للرطَب عبيد خلفان المزروعي ،2011 أن المهرجان شهد هذا العام زيادة بارزة في مساحته الإجمالية بلغت نحو 20٪ حرصاً من إدارة المهرجان على تمكين الأجنحة المشاركة من زيادة المعروضات، واستيعاب عدد أكبر من الزوّار، مشيراً الى أن عدد الزوار تجاوز 70 ألف زائر، وهي نسبة مقاربة لنسبة زوّار المهرجان في الدورة الماضية. وصرّح المزروعي بأنّ عدد المشاركات في مسابقة «مزاينة الرطب» انخفض قليلاً لهذا العام، بسبب حرص إدارة المهرجان على الارتقاء بجودة المشاركات، والتركيز على النوع أكثر من الكمّ. وأشار مدير المهرجان إلى أنّ الدورة السابعة تميّزت بإقبال مشهود من جانب السياح والزوار الذين أبدوا اهتماماً فائقاً بالحصول على الرطب الشهية، والمنتجات اليدوية التي عرضها المهرجان، حيث بلغ معدّل المبيعات اليومي نحو 250 ألف درهم.

تميّز مهرجان ليوا للرّطب لهذا العام بمشاركة أكثر من 50 جناحاً، مثّلت عدداً من المؤسسات الحكومية، والشركات الخاصة، منها جناح «أدنوك» ومجموعة شركاتها التي قدّمت الرعاية الرئيسة للمهرجان، الذي حظي بإقبال كبير من قبل زوّار من أعمار مختلفة وجنسيات عدّة، حيث أبدوا إعجابهم بمبادرات الشركة وجهودها المتواصلة في مجال تنمية المنطقة الغربية، مستمتعين بمشاهدة معرض متميّز يضمه جناح أدنوك يعرض مجموعة متميّزة من الصور القديمة التي تسجل فترات مهمة من تاريخ المنطقة.

ويعود حرص «أدنوك» على دعم المهرجان تقديراً لمكانته البارزة باعتباره حدثاً تراثياً وسياحياً متميزاً يسهم في تعزيز روح المنافسة والتوعية بجودة التمور بين أبناء الوطن، والتعريف بهذا المنتج الوطني الذي تتوغل جذوره في تراث مجتمع الإمارات. وتأتي رعايتها له امتداداً لالتزامها بالمشاركة المستمرّة في مثل هذه الفعاليات ضمن مسؤوليتها المجتمعية، ودورها الرائد في تنمية المجتمع بقطاعاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كافّة.

وتميز جناح مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي قدّمت الرعاية البلاتينيّة للمهرجان، بإقبال بالغ من الجمهور للتعرّف إلى أهمية البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وفوائده الاقتصادية والاجتماعية للدولة بشكل عام والمنطقة الغربية بشكل خاص. وحرصت المؤسسة على رعاية المسابقات المقدّمة للجمهور في المهرجان من خلال هدايا وجوائز نقدية رمزية. وقام مركز خدمات المزارعين في أبوظبي من خلال جناحه في المهرجان بتقديم تخفيضات بنسبة 10٪ على أسعار بيع مستلزمات الإنتاج الزراعي من البذور والأسمدة وغيرها من مستلزمات الإنتاج الزراعي، وقدّمت «الجامعة للنخيل» حسماً بلغ 15٪ طوال أيام المهرجان لكلّ من يشتري 50 فسيلة على الأقل.

وشاركت هيئة صحة أبوظبي من خلال جناح صحي تثقيفي للتواصل مع شرائح المجتمع جميعها، خصوصاً مواطني المنطقة الغربية. وكثفت مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي ممثلة في قسم مرور المنطقة الغربية برامج التوعية المرورية الصيفية لرفع مستوى الثقافة المرورية بين زوّار المهرجان من خلال توزيع مطبوعات توعوية وإرشادية. فيما أقام مركز الإحصاء بأبوظبي حملة واسعة للتوعية بالمشروع الوطني «تعداد أبوظبي 2011» تحت شعار «نحصي الحاضر.. لنحصد المستقبل». واستعرضت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الإعاقة في جناحها في المهرجان نشاط المؤسسة وجهودها لتقديم خدمات الرعاية الإنسانية والاجتماعية للفئات المشمولة برعايتها من ذوي الإعاقة وفاقدي الرعاية الأسرية على مستوى أبوظبي. وجاء السوق الشعبي ليحفّز على مزيد من الإقبال، حيث ضمّ نحو 160 محلاً عرضت منتجات ومشغولات يدوية متنوّعة مستمدّة من النخيل والتمور، إضافة إلى خيمة الأطفال التي جرت فيها المسابقات التراثيّة والشعبيّة المتنوّعة.

تويتر