«حيسة وعفيسة».. حـوار بين جيلين

قال الفنان الكوميدي سالم العيان، إن العمل المسرحي الجديد لمسرح أم القيوين الوطني «حيسة وعفيسة» يحمل العديد من القيم المقدمة في إطار فني كوميدي، مشيراً إلى أن المسرحية التي تعرض مساء غد وبعد غد على مسرح قصر الثقافة في الشارقة، تتألف من فصلين متداخلين في 90 دقيقة من الفكاهة الهادفة.

وأكد العيان خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، تحدث خلاله وفريق العمل عن رؤيتهم المسرحية، أكد حرصهم الكبير على رفد الميدان بالمزيد من الأعمال المسرحية في المستقبل، وبالولوج الدائم لأبوالفنون عبر أعمال مميزة، موضحاً أن النص يروي بطريقة كوميدية حكايات أربعة من المسنين، تربطهم صداقات الحي القديمة، والاسفار البعيدة أيام الغوص والتجارة البحرية، ويتناقشون عن حياتهم، وما آلت إليه وكيف كانت، وتربية الاجيال بين اليوم والأمس، كيف اختلفت وتطورت وتدخلت فيها الكثير من المتغيرات الجديدة.

هوية

تدعو المسرحية الآباء الى يقظة حقيقية عاجلة، وانتباه سريع لما يدور حول أبنائهم، من استدراج للانحراف والمخدرات، وسعي الى مسخ هويتهم وعقيدتهم من خلال تشجيعهم على التقليد الأعمى للغرب في كل شيء، حسب مؤلفها ومخرجها العيان الذي أضاف «من خلال هذا العمل المسرحي الكوميدي نريد ان نقترب أكثر من الجيل الجديد، الذي اهتزت علاقته بجيل الآباء والأمهات، محاولين البحث عن عوامل باعدت بين الجيلين، وكذلك الدعوة إلى التواصل بينهما، لنحاول إعادة اللحمة المفقودة».

وعن اختياره الصيف لإنجاز العمل، قال العيان «مرت علينا مناسبة دولية اجتماعية مهمة هي اليوم العالمي لمكافحة الاستخدام الخاطئ للمخدرات التي نبهتنا أكثر في حملتها التوعوية إلى أهمية تضافر أبناء المجتمع للتصدي لهذه السموم الفتاكة بالشباب خصوصاً، وبالمجتمع عموماً، لنبدأ المكافحة من خلال التوعية الكوميدية، والتقرب من الشباب بروح مسرحية ناهضة تدعو الى تكاتف جميع الأدوار وتعاونها معاً».

وتنطلق المسرحية بحوار بين الآباء، ودخول شخصيات أخرى، فيما يجتمع الشباب في الفصل الثاني متسامرين، وتنتهي بهم الأحداث في مركز للشرطة، لتلقي المسرحية الضوء على ظواهر وقضايا الشبابية، أبرزها تعاطي المخدرات، والمعاكسات الهاتفية، والتقليد الأعمى للغرب.

ويشير العيان إلى أن المسرحية من فصلين مربوطين بمشاهد عدة يتغير خلالهما الديكور الذي تم إنجازه بورشة داخلية في المسرح وبرؤية عصرية شبابية تعكس البيئة التقليدية السكنية القديمة لجيل الآباء والاجداد في أحد الاحياء، والذي أنجزه الفنان محمود حسن القطان.

وشكر العيان فريق العمل لالتزامه أولاً ببروفات المسرحية وهي الخطوة الأولى في نجاح انطلاقة أي فنان، ثم حرصهم على التعلم والاستفادة من الورشة المسرحية التي نظمها مسرح ام القيوين منذ فترة لدعم هوايتهم واكتساب المزيد من الدراية المسرحية.

وأشاد النجم الكوميدي سالم العيان بتعاون مسرح أم القيوين الوطني وتبنيه للعمل المسرحي الجديد له بعد سلسلة من الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، معبراً عن اغتباطه بالجيل الجديد من الشباب المسرحيين المشاركين بالعمل معه، وهو يركز عليهم بصفتهم الطاقة الداعمة لمستقبل المسرح الإماراتي.

ومعنى اسم العمل، وهو باللهجة الإماراتية، «حيسة وعفيسة»، أي ما يمثل تداخل الأمور، واختلاط الحابل بالنابل، إذ تداخلت الأفكار والسلوكيات والأخلاقيات والعادات. ويشارك في العمل قرابة 20 شاباً وفتاة يسعون من خلاله إلى إبراز موهبتهم المسرحية ورغبتهم الحقيقية في العمل المسرحي.

رسالة

من جانبه، أكد الفنان سالم القرص الذي يشارك في العمل، أن المسرحية تنقل رسالة اجتماعية بأسلوب كوميدي هادف راق، يسعى لتشجيع الشباب لاستثمار طاقاتهم وفراغهم بما هو مفيد، مشيراً إلى أن المسرحية تمثل بالنسبة إليه إضافة جديدة خاصة في العمل مع المخرج والفنان الكوميدي سالم العيان الذي تمثل كل بروفة معه مسرحية جديدة يتعلم منها الجديد، على حد تعبيره، مضيفاً أنه يؤدي دور شاب يلهث خلف الموضة، ويحب التجديد كحال كثير من الشباب الذين يقومون بذلك و«للاسف احياناً فوق عاداتهم وتقاليدهم بل وأخلاق المجتمع».

مدير الانتاج والممثل في المسرحية محمود القطان قال إنه يقدم شخصية سويلم، المسن الذي يغفل أحياناً، ليصحو بعبارة قوية صادقة، تعبر عن حال المجتمع وسبل الخلاص من مشكلاته، ليكون الوحيد الذي يقدم النصيحة طوال العمل، فيما يعتبره من حوله غافلاً، ويستهينون به.

وأضاف «اشتغلت مع المخرج العيان بتجربة ناجحة في مسرحية (زلة عمر) في مهرجان الشباب في دبي، واستطعنا ان نفوز بثلاث جوائز في تلك المسرحية، وهذه ثاني مسرحية كوميدية جماهيرية أشارك فيها».

فيما تقدم العنصر النسائي الوحيد في المسرحية الفنانة حنان البلوشي دور الزوجة عطيات، بقالب فكاهي مشوق. من جهته قال الممثل صلاح القيواني الذي يقوم بدور الهندي (كومار) بائع الأعشاب في محل للأعشاب الشعبية «أتاح لي النجم الكوميدي سالم العيان فرصة عظيمة في هذه المسرحية، ما جعلني أسعى لتطوير قدراتي، وبالفعل حصلت على افضل ممثل دور ثان في مهرجان الشباب الأخير في مسرحية (زلة عمر) التي كانت انطلاقتي الأولى»، مشيراً الى انه وزملاءه الشباب بحاجة الى دعم إخوانهم الفنانين الكبار ووقوفهم معهم.