الإمارات تحتفي بتسجيل العين على قائمة «اليونسكو»

الــتراث.. حـكايـة وطـــن

سلطان بن طحنون آل نهيان خلال المؤتمر الصحافي. تصوير: إريك أرازاس

أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الاعتراف العالمي بمدينة العين وتسجيلها في قائمة «اليونسكو للتراث العالمي»، سيسهم بلا شك في تطوير الوعي بأهمية صون التراث وتعزيز السياحة الثقافية والاقتصاد المحلي. معتبراً ان تنويه لجنة التراث العالمي في اليونسكو بالخطة الاستراتيجية التي اعتمدتها الإمارات لصون مواقعها الثقافية، وتطوير برامجها الأثرية والتراثية، وحماية الموارد الهيدرولوجية الخاصة بالأفلاج، دليل واضح على ان دولة الإمارات تسير بخطى واثقة في عصر السياحة الثقافية الذي يميز الزمن الراهن.

واعتبر الشيخ سلطان في الكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس، في قصر الإمارات، بمناسبة إدراج منظمة اليونسكو مدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية، إنّ «كبرى التحديات الذي نواجهها اليوم هي المحافظة على التوازن بين التراث والحداثة. ولا شك في أنّ مدينة العين تشكل منصة مثالية لتقديم إنجازاتنا للعالم، بوصفها ركناً رئيساً في تراثنا وحضارتنا العريقة». وتقدم سموه بالتهنئة والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة هذا الإنجاز الذي يعود الفضل الأول فيه إلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة. مثمناً الجهود المميزة لكل من المجلس الوطني للسياحة والآثار، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التي انطلقت من خلال التعاون المثمر مع منظمة اليونسكو، وتوقيع مذكرة تفاهم معها في هذا الصدد عام ،2003 من قبل الهيئة العامة للتطوير الاقتصادي والترويج السياحي بالعين آنذاك.

17 موقعاً و 4 فئات

أوضح مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، أن مدينة العين قفزت بمواقعها الثقافية والتراثية إلى اللائحة العالمية لمنظمة اليونسكو، بعدما نجح وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في اجتماعات الدورة الـ35 للجنة التراث العالمي بباريس في تحقيق إنجاز غير مسبوق، تمثل في اعتماد المجموعة المرشحة باسم مدينة العين من 17 موقعاً تم توزيعها ضمن أربع فئات، هي:

1- جبل حفيت، في جنوب العين (ويشمل الموقع متنزه جبل حفيت الصحراوي، ومدافن جبل حفيت الشمالية، ومدافن متنزه العين للحياة البرية، ومدافن الجرف الغربي في حفيت، وجرف النقفة).

2- منطقة الهيلي، في شمال شرقي المدينة (وتشمل متنزه الهيلي الأثري، والهيلي ،2 ومدافن الهيلي الشمالية (أ) و(ب)، وموقع الرميلة).

3- بدع بنت سعود، وهو على مسافة 14 كيلومتراً شمالي الهيلي.

4- الواحات التي نشأت من حولها المدينة الحديثة (وهي واحة العين، واحة الهيلي، واحة الجيمي، واحة القطارة، واحة المعترض، واحة المويجعي).

وقد دافع الملف بكفاءة ومهنية عالية عن ملف مدينة العين ومواقعها الثقافية، كما أجاب وفد دولة الإمارات عن أسئلة المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية ICOMOS وهو المنظمة التي تقيّم الممتلكات ذات القيمة الثقافية المرشحة للإدراج على قائمة التراثي العالمي.

مزايا متعددة

اعتمدت القيمة العالمية البارزة التي حازتها مدينة العين على مبررات متعددة، هي:

1- تطوير نظام «الفلج» كعمل هندسي بارع.

2- حضارة الهيلي مع نظامها المتطور لإدارة المياه، ومبانيها السكنية المحصّنة، وعادات الدفن فيها.

3- موقع جبل حفيت الثقافي مع مواقع الدفن التي تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ونظام «الفلج» الذي يعود إلى العصر الإسلامي، ومستوطنات الواحات فيه.

4- واحات العين المتنوعة مع مساجدها ومزارعها ومبانيها التاريخية الأخرى.

5- ازدهار ممارسة الصقارة (الصيد بالصقور) وتجارة الهجن وسباقاتها.

6- الكثبان الرملية الحمراء في صحراء العين، والتراث الطبيعي لجبل حفيت

7- جبل حفيت لأهميته الإيحاثية.

8- جبل حفيت لقيمته الاستثنائية النابعة من أهميته الجيولوجية والأثرية والتاريخية، وكذلك من أهميته البيولوجية والطبيعية، إذ إنه يحتوي على 70٪ من مجمل التنوع الحيواني في إمارة أبوظبي. يبلغ ارتفاع هذا الجبل 1200 متر، ويمتد لمسافة 13 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب.

9- جبل حفيت لغناه بالنباتات والحيوانات، التي تتضمن أنواعاً عدة مهددة بالانقراض.

وأوضح الشيخ سلطان أن المواقع الأثرية في منطقة العين وأبوظبي عموماً تزخر بنماذج بالغة الأهمية عن العادات السكنية والجنائزية من العصرين البرونزي والحديدي، بما فيها تلك التي تعكس ثقافتي جبل حفيت وأم النار. بما يجعلها تمثل قيمة عالمية متميزة، لأنها الشاهد على تقاليد ثقافية مميزة تبلورت عند ملتقيات الطرق التجارية التي ربطت ما بين حضارات المنطقة قديماً. بالإضافة إلى كون هذه المواقع هي النماذج المُتبقية من ثقافة تميّزت بقدرتها على التغلب على بيئة طبيعية قاسية بكل ما فيها من تحديات ومصاعب، باعتماد موارد محدودة جداً. لافتاً إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أطلقت مبادرات استراتيجية عدة ذات أهمية كبرى، من بينها مبادرة تهدف إلى إعادة إحياء الواحات ودورها في منطقة العين، واستحداث البرامج التي تسهم في إغناء البنية التحتية الثقافية. كما تمّ إطلاق مبادرات بحثية مختلفة لإدماج الواحات في البنية الحضرية والاجتماعية للمدينة، وفي الوقت ذاته الحفاظ عليها وصونها كقيمة تراثية، ومن ذلك التعاون الأكاديمي مع جامعة هارفرد بدءاً من عام 2009 لدراسة واحتي القطارة والجيمي. «ونظراً لوجود عدد كبير من المباني التاريخية والمواقع الأثرية في مدينة العين مُعرضة للتدهور والانهيار وتستدعي حالتها معالجة فورية، فقد أطلقت الهيئة عام 2008 برنامجاً مكثفاً لأعمال ترميم الطوارئ، بهدف تأمين سلامة هذه المباني الأثرية».

وأضاف «مع انتهاء المرحلة الأولى من برنامج الترميم، تم تنفيذ أكثر من 140 مهمة في أكثر من 25 موقعاً تاريخياً مهماً في مدينة العين، وتم بهذه الأعمال ضمان سلامة المباني واستقرارها على المدى القريب، وتهيئتها للمرحلة التالية من الترميم على المدى البعيد، كما بدأت في نهاية العام الماضي (2010)، أعمال الترميم للأجزاء المتهدمة في واحة الجيمي. وضمن استراتيجية تفعيل الدور الثقافي والسياحي لمدينة العين، فقد تمّ في نهاية مارس الماضي، افتتاح مركز القطارة للفنون الذي يقع في حصن تاريخي قديم تم ترميمه وفق معايير عالمية تراعي القيمة التراثية والتاريخية، فيما أصبحت قلعة الجاهلي منذ نهاية عام 2008 منارة ثقافية للمنطقة، وحصلت على جائزة أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010». مشيراً إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تواصل وضع المشروعات الهادفة إلى ترميم وإعادة استخدام المباني التاريخية، فإنها تدعو كل الجهات المعنية لاستكشاف هذه الموارد وتقديرها والمساعدة في الجهود المبذولة لدمجها في عملية التطوير والتنمية بشكل عام. وحرص وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عبدالرحمن العويس، على رفع التهنئة إلى حكام الإمارات وشعبها بمناسبة هذا الإنجاز الكبير. وأضاف «يكفي أن تكون العين، وهي قرة عين الإمارات، في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وليس هناك أجدر منها لتكون على هذه القائمة، فعندما نتحدث عن العين نعود بالذاكرة إلى سنوات بعيدة مع بداية القرن الماضي، وقوافل المصطافين تتوافد إلى العين من أبوظبي، إذ المناخ المعتدل والحدائق والأفلاج وغيرها من المظاهر التي تجعلنا ندرك عمق علاقة هذه الأرض بأسباب الحياة. كما كانت علاقة العين بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي عاش فيها قبل تسلمه حكم أبوظبي، وكان اهتمامه الكبير بها دليلاً على توافر عناصر الحياة في هذه الأرض، ثم جاء إنشاء جامعة الإمارات عام 1977 لتكون منارة للعلم تشرق من العين».

وعبّر العويس عن شكره للجهود التي قام بها القائمون على هذا الملف، والجنود المجهولون الذين عملوا في السنوات الماضية لتحقيق هذا الإنجاز. معرباً عن أمله بأن تتواصل الجهود لتسجيل المزيد من المواقع التراثية على قائمة اليونسكو. وأشار مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المؤسسة المكلفة الحفاظ على ثقافة وتراث إمارة أبوظبي وتعزيزهما، تتبع معايير قانونية دولية في تعاملها مع أولوية الحفاظ على التراث المادي، وذلك لضمان مواءمة مشروعات التطوير العمراني داخل الإمارة، مع مجهودات حماية التراث الثقافي. وفي هذا الصدد، تمّ جرد المواقع الثقافية والمباني التاريخية في مدينة العين للمحافظة عليها ولترميمها، من خلال استراتيجية تعتمد أحدث المنهجيات ووسائل التقنية. موضحاً ان مشروعات الترميم تعتمد منهجيات مختلفة للحفاظ على القيم الأصيلة للمباني سواء القديم منها أم الحديث، بما يلائم ظروف كل مبنى على حدة. «ونحرص في هذا الصدد على التعاون مع الجهات المعنية لضمان أن تكون عملية التطوير العُمراني مُراعية المنظر الطبيعي العام في الإمارة ومواردنا التراثية الثقافية، والغاية من هذه المبادرات هي تحديد حجم الموارد التراثية وتقييم دلالاتها، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتأمين وقايتها وإدارتها السليمة. مع الحرص على إشراك طلبة المعاهد والجامعات في تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الإماراتي».

"تويتر": http://twitter.com/#!/emaratalyoum

<p>و</p>

"فيس بوك": http://www.facebook.com/profile.php?id=1830040557

تويتر