صاحب «أسرار القبور» أكد تعرضه لتهديدات وسيعرض فيلمه خارج الدولة

ماهر الخاجة: لم أكســر «التابوهات»

ماهر الخاجة: «أسرار القبور» يحتوي على مشاهد لكنها غير محظورة لمن هم دون الـ.18 من المصدر

«لا أعيش حالة مزاجية سيئة، بل أصبحت أكثر تصالحاً مع ذاتي، لأنني قدمت ما أؤمن به في (أسرار القبور)، فقد سحبت عرض الفيلم من مهرجان الخليج السينمائي، لتأكدي أن الظروف الحالية في الإمارات لا تسمح بعرضه الآن، لكنني سأكمل نمط الإبداع، حتى إن اضطررت لعرض بعض أعمالي في الخارج، وهو ما يتم حالياً، إذ سيعرض في مهرجان (نيويورك السينمائي) في سبتمبر المقبل». هذا هو التصريح الأول للمخرج الإماراتي ماهر الخاجة، الذي أكد لـ«الإمارات اليوم» تلقيه تهديدات صريحة، بعد أن قام مجهولون بتحطيم سيارته، رابطاً ذلك بردة فعل جماهيرية غاضبة، فهمت رسائل الفيلم بشكل مغلوط.

وفي موازاة ذلك، يكفي كتابة اسم المخرج الشاب أو عنوان أحدث أفلامه، ليتم الوصول إلى انطباع بأن هناك حالة عامة من السخط الجماهيري حول الفيلم الذي لم يتم الكشف عنه تماماً، سوى بعرض خاص بالإعلاميين، لكن المخرج حرص على تسريب مشاهد عدة منه عبر موقع «اليوتيوب»، أعطت انطباعاً بأنه مملوء بالمشاهد الساخنة غير المقبولة على الشاشة الإماراتية، فضلاً عما تم اعتباره تشويهاً لصورة رجل الدين، ودعاية سيئة للمجتمع الإماراتي، من خلال التركيز على قضيتي اغتصاب الأطفال، وزنى المحارم من قبل رجل دين.

ضجة 

أكد مخرج فيلم «أسرار القبور»، ماهر الخاجة، الذي تعرض لانتقادات لاذعة، منذ كشف لقطات من الفيلم على صفحات «يوتيوب»، أن الفيلم بالفعل يحتوي على مشاهد وصفها بـ«شبه الخليعة»، لكنه استدرك، هناك أفلام سعودية مشابهة تعرض في المهرجانات، كما أن البون شاسع بين ما يتم إنتاجه للسينما، وما يصور للعرض التلفزيوني. واعترف الخاجة بأنه سعى للوصول إلى «ضجة إعلامية»، تخدم الأغراض التجارية للفيلم، مضيفاً: «قصة الفيلم حقيقية، وترصد معاناة سيدة تدعى سيلفيا، أشرفت بنفسها على مشاهد الفيلم، تعرضت لاغتصاب شبه يومي من أبيها، منذ أن بلغت عامها العاشر ، حتى وصولها سن الـ،18 لتصبح مريضة نفسية غير قادرة على التعامل مع الرجال، لكنها بعد أن أنهت متابعة تصوير الفيلم قامت بتحريك دعوى قضائية ضد أبيها».

واستهجن المخرج الذي شغل الرأي العام فترات سابقة لتقمصه شخصية الراحل مايكل جاكسون، مهاجمة البعض بطلة فيلمه نادين الفهد، بسبب المشاهد التي وصفها بـ«شبه الخليعة»، مضيفاً : «قامت الفهد بدور تلك الابنة التي انحرفت بعد ذلك لتصبح فتاة ليل، وانخرطت في نشاط إحدى شبكات ممارسة الجنس والرذيلة، ولشروط فنية كان من الطبيعي أن تكون ملابسها على تلك الشاكلة التي ظهرت بها في الفيلم».

وأضاف الخاجة: «ما يؤكد نجاحي (خارج الدولة)، هو موافقة الشركة المنتجة للفيلم الأميركي العالمي (الخارق للطبيعة) على منحى حق تصوير نسخة عربية له، وستكون نادين الفهد أيضاً بطلته الرئيسة، لكنني هذه المرة لن أحمّل العمل أي رسائل اجتماعية».

قرار جريء

أوضح الخاجة أنه اتخذ قبل إخراج الفيلم قراراً جريئاً، وهو معالجة عدد من أهم القضايا المجتمعية. وقال إن «قصة الفيلم واقعية، بل تكاد تتكرر بشكل يحولها إلى ظاهرة، فهناك أعداد كبيرة من البنات قد أصبن بعقد نفسية جراء تحرش أو اعتياد اغتصاب أحد أفراد أسرهن لهن، وهو أمر ينطبق أيضاً على الأطفال، دون أن ننسى حوادث مشابهة حدثت، مثل القضية المعروفة بـ«طفل العيد» وغيرها، وعندما صورت بأن من يمارس الرذيلة مع ابنته بأنه رجل دين مزيف، كنت أوجه رسالة تحذير من رجال الدين المزيفين أو المنافقين، وبعض الذين يستغلون الدين، وهم قلة، لكنهم شديدو الخطورة على المجتمع، لأنهم يستثمرون ثقة من حولهم بتدينهم، لدرجة أن طريق الشرطة كان مسدوداً بالنسبة للابنة بسبب الثقة العمياء برجال ينتسبون للدين والأخير منهم بريء».

وأضاف الخاجة «وصل عدد زوار موقعي الرسمي على القناة الذي قمت بإنشائه بوساطة «يوتيوب» 20 مليوناً، وهذا يؤكد حقيقة أن (أسرار القبور) هو أول فيلم يحقق نجاحاً قبل عرضه، لكن النجاح الأهم هو أنه أيضاً سيصبح أول فيلم سينمائي إماراتي يعرض في نيويورك، إذ طلبت اللجنة المنظمة للمهرجان أربع نسخ من الفيلم لعرضه في أربع دور عرض مختلفة، بعدها سأتوجه إلى مهرجان «يو كيه السينمائي» في بريطانيا في نوفمبر، ليكون آخر العروض له خلال العام الجاري في شهر ديسمبر، ضمن أفلام مهرجان كندا السينمائي، فضلاً عن أنني تلقيت عروضاً من شركات عدة لعرض الفيلم في كل من مصر والجزائر وغيرهما».

إقصاء

باستياء شديد، اعتبر مخرج «أسرار القبور» أنه واجه إقصاء وتهميشاً إعلامياً متعمداً لم يسمح له بمناقشة ودحض قائمة الاتهامات الطويلة التي لحقته وأسرة العمل، مضيفاً «تم اتهامنا بأننا مجموعة من عبدة الشياطين، أو أننا مدعومون من أميركا وإسرائيل لتشويه صورة الإسلام ومهاجمته، إلى الحد الذي شعرت معه بأن سلامتي الشخصية أضحت معرضة للخطر، لاسيما بعد أن تجاوزتني التهديدات ووصلت إلى والدتي، وذهب البعض إلى الترويج بأنني أصبحت على قائمة الممنوعين من مغادرة البلاد، تمهيد لإجراء قانوني ضدي، ما جعلني أتعمد القيام بالسفر من أجل تكذيب هذا الادعاء فقط». وحول قصة الفيلم، يقول الخاجة إنه انفعل بها بعد أن وصلته من إحدى الشخصيات الحقيقية، مضيفاً: «العمل يعد اجتماعياً ـ دينياً ضمن سلسلة أفلام الرعب التي بدأتها بفيلمي (الغرفة الخامسة)، و(لعنة إبليس)، لكن (أسرار القبور) موجه بشكل أكبر للغرب، في معرض الدفع ضد دعاوى ربط الإسلام بالإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، من خلال التفريق بين المسلم ومن يتظاهر بالإسلام». وأضاف الخاجة: «القصة الاجتماعية تدور حول أختين توفيت أمهما بعد أن اكتشفت أن زوجها اعتاد أن يغتصب إحدى ابنتيها، وهو ما ألقى بظلاله على تلك الطفلة التي شوهها نفسياً اعتياد أبيها اغتصابها، فتركت الإسلام بعدما نضجت وراحت تمتهن الرذيلة، لكن يبقى النموذج الآخر المشرق ممثلاً في أختها التي تمثل أنموذجاً للفهم الصحيح للإسلام وتعالميه».

واستغرب الخاجة اعتبار الفيلم تشويهاً للمجتمع الإماراتي، مضيفاً: «أحداث الفيلم تُظهر أن أم البنتين بريطانية، وأباهما من إحدى الجنسيات العربية، رغم أن رسالتي الرئيسة وضحت بشكل أكبر في مشهد ينتقص من دعوة قس أميركي لحرق القرآن الكريم، وكذلك ختام الفيلم الذي يؤكد في رسالة واضحة أننا نحذر من لا يفكر في عذاب القبور، وتأكيد مكتوب يوضح مباشرة أننا لا نهاجم الدين الإسلامي بقدر ما ننفي اتهامه الأعمى بالإرهاب، واستغلال البعض عباءته من أجل مدارات سواءاته وأمراضه الفكرية والسلوكية».

تويتر