أطباء ومهندسون يبحثون عن الشهرة في «نجم الخليج»

الرميثي: دبي مدينة عالــمية للإنتاج التلفزيوني

«البرنامج» في نسخته الجديدة يصور في بيروت وسط إقبال لافت علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى المشاركة. أرشيفية

ما الذي يدفع تلفزيون دبي إلى اتخاذ قرار تصوير برنامج يعنى باكتشاف المواهب العربية المبدعة في الغناء باللهجة الخليجية، في بيروت، وليس في دبي، بعد ثلاث نسخ ناجحة تم تصويرها في ظروف إنتاجية جيدة داخل استوديو «سي»، بمقر مؤسسة دبي للإعلام، هذا السؤال كان فاتحة النقاش مع مدير قناة دبي الفضائية علي الرميثي، حول النسخة الجديدة من البرنامج التي يتم التجهيز لها بهدوء وروية شديدين، في مرحلة تصفيات وصلت أمس الأول إلى دبي، بعد محطتين سابقتين في كل من الكويت وقطر.

الرميثي الذي التقته «الإمارات اليوم» في كواليس التصفيات التي استضافها فندق كراون بلازا بدبي، قال إن «دبي مدينة عالمية للإنتاج التلفزيوني» موضحاً أن استمرار التصوير في بيروت هذا العام يأتي تنفيذاً لعقود سابقة ابرمتها المؤسسة، مشيراً إلى أن أسباباً إنتاجية بحتة هي ما دفعت إلى هذا القرار، لكنه كشف في السياق ذاته عن استراتيجية إنتاجية، تساير فيها دبي وضعها العالمي في سائر المجالات المختلفة، لتغدو مدينة إنتاج درامي وتلفزيوني باستديوهات عالمية، مضيفاً أن «مؤسسة دبي للإعلام في طور إنشاء استوديوهات تلبي شروط الإنتاج المعاصرة بمعايير تنافسية، وهو أمر من دون شك سيعضد مكانة دبي لتصبح مدينة عالمية للإنتاج الدرامي والتلفزيوني».

رسالة إعلامية

قال مدير قناة دبي الفضائية، علي الرميثي، إن البرامج الترفيهية على أهميتها في خارطة أي دورة برامجية، لا يتبلور هدفها حول الهدف الترفيهي المحض للمشاهدين، أو حتى نظيره التسويقي والدعائي في ما يتعلق بقناة دبي الفضائية، مضيفاً «هناك دائماً أغراض ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر الرسالة الإعلامية، وعلى رأسها إتاحة الفرصة لبعض ممن يتمتعون بمواهب خاصة للإطلالة على الجمهور، الذي يظل دائماً صاحب صك التميز والإجادة من عدمه».

وأكد الرميثي أن برامج المؤسسة عموما، وبرنامج «نجم الخليج» خصوصاً لا تنشغل أسرته بمعايير المقارنة مع برامج مناظرة، مضيفاً: «الأهم من ذلك هو الانسجام الحقيقي مع التقاليد المجتمعية، وتقديم برنامج يمثل إضافة حقيقية سواء للمشاهد أو للمتسابق، على نحو يتماشى مع معايير الجودة والتميز التي تنشدها مختلف قنوات مؤسسة دبي للإعلام».

المنتجة مزنة السركال التي التقتها «الإمارات اليوم» في مناسبات سابقة كانت تسيطر عليها مخاوف التجارب الأولى، أصبحت الآن خلف كواليس «نجم الخليج» أكثر ثقة بأدواتها، مبررة الانتقال من العمل في برامج ذات طابع اجتماعي إنساني مثل «قريب المنال»، لأخرى منوعة وترفيهية، كما هو الشأن في «نجم الخليج»، بقولها : «العمل الإعلامي في جانب منه يصبح بمثابة مهام تكليفية، وعلى الإعلامي الجيد، خصوصاً في المجال الفني تطويع أدواته حسب كل مهمة».

وأشار الرميثي الذي التقى عدداً من المواهب الغنائية، وتابع آلية اختبار المتسابقين، ومن بينهم أطباء ومهندسون، إلى أنه «ليست الكعكة الإعلانية التي يحصدها (نجم الخليج) ومؤشرها الإيجابي على ارتفاع نسبة مشاهدة البرنامج هو فقط ما يقف وراء قرار تحوله إلى ماركة مسجلة ذات موقع ثابت على الخارطة البرامجية للقناة، بل أيضاً القاعدة الجماهيرية العريضة التي تتسم بالتنوع الشديد سواء في ما يتعلق بالشرائح العمرية، أو القطرية، إذ تؤشر المسوحات إلى أن البرنامج مشاهد بشغف شديد في مختلف الأقطار العربية، فضلاً عن الجانب المتعلق بجوهر الرسالة الإعلامية وبعدها المجتمعي المتعلق بإيلاء فسحة مناسبة من وقت البث لأصحاب المواهب الحقيقية».

ولفت الرميثي إلى أن «البرنامج يقفز على إشكالية مهمة متعلقة بهذه النوعية من برامج المسابقات، إذ تحرص إدارته على انسجام محتواه التام مع التقاليد المجتمعية العربية والمحلية، فضلاً عن أنه لا يقف من حيث الناحية الفنية عند حدود اكتشاف المواهب، بل يصل إلى حدود تبنيها ودعمها، وفق آليات مختلفة، منها انتاج أعمال فنية، وترشيحها للوجود في مناسبات إعلامية متعددة على مختلف قنوات تلفزيون دبي، ما يسهم في دعم مشروع صناعة نجوم تمتلك مواهب حقيقية».

وأشار الرميثي إلى أن الخطوات الإنتاجية موزعة في الوقت الحالي بين دبي وبيروت، في الوقت الذي استوعب فيه البرنامج الكثير من الخبرات المواطنة، والتي أصبحت قادرة وفق تواتر سياسات الشراكة الانتاجية، لقيادة مشروعات إنتاجية جديدة، فضلاً عن تناقل وتبادل الخبرات داخل أسرة القطاع نفسه في مؤسسة دبي للإعلام.

ورغم أن مزنة السركال تألقت بشكل خاص في برنامج ذي طابع اجتماعي إنساني جمعها منتجة منفذة مع الرميثي مقدماً، هو «قريب المنال»، إلا أن السركال التي تقوم بالإشراف على البرنامج بدت متأقلمة بشكل واضح مع آلية العمل في تصفيات البرنامج الغنائي «نجم الخليج»، وانضمت السركال التي عُرفت بانها أحد الوجوه الشابة التي مارست العمل الإنتاجي بكل ما يتطلبه من خبرة وحنكة في سن مبكرة، إلى لجنة التحكيم التي تتخذ قرار استمرار كل متسابق على حدة في التصفيات من عدمه.

وحسب السركال، فإن المعايير الفنية المرتبطة بالصوت والذي يقوم بالحكم عليه الملحن العراقي وسيم فارس، ليست وحدها التي تمثل عامل الحسم في تأهل المتسابقين الذين بلغ عددهم في دبي 26 متسابقاً، في مقابل رقم مقارب في كل من قطر والكويت على حدة، لتتبقى جولات عدة أخرى تقود إلى مدن عربية مختلفة، مشيرة إلى أن المعايير تمتد لتشمل أيضاً الثقة بالنفس، والالتزام والطموح وغيرها من مؤهلات النجومية، التي تتماشى مع طبيعة البرنامج.

وأشارت السركال إلى أن أعضاء اللجنة لا ينشغلون فقط بعوامل تتعلق بقبول أو استبعاد المتسابق لمرحلة التصفيات التالية، بل أيضاً تضع في اعتبارها مصلحة المتقدمين أنفسهم، بما فيها توجيههم سواء في ما يتعلق بالنصائح الفنية المرتبطة بالأداء الغنائي، أو حتى اكتشاف مواهب أخرى يمتلكونها بشكل أقوى من الغناء، مثل التمثيل، وربما التقديم التلفزيوني، وهو أمر تكرر مع بعض المتسابقين.

من جانبه، أشار الملحن العراقي، وعضو لجنة الاختيار وسيم فارس إلى أن هناك قفزة هائلة في ما يتعلق بطبيعة المواهب مقارنة بالأعوام السابقة، مشيراً إلى أنه لمس حالة من النضج الفني لدى عدد كبير من المتسابقين على نحو يؤشر إلى أن البرنامج سيشهد تصاعداً في وتيرة المنافسات هذا العام، مشيراً إلى أن هناك سقفاً أعلى من الثقة بات يستحوذ على معظم المتقدمين، ووعياً أكبر بشروط البرنامج.

ومثّل وجود متسابقين يحملون تخصصات علمية ظاهرة ملحوظة بالنسبة للمتقدمين للتصفيات الأولى، ظاهرة لافتة رصدتها «الإمارات اليوم»، خصوصاً من فئة خريجي كليات الهندسة بتخصصات مختلفة، وكذلك الطب، والمحاسبة وإدارة الأعمال، ورغم تعدد تنوع جنسيات المتقدمين سواء كانوا من دول مجلس التعاون الخليجي، أو سائر الأقطار العربية، فإن إجادة اللهجة الخليجية ممارسة، وليس كلون غنائي فقط، مثلت رابطاً أصيلاً بينهم.

«التخصص العلمي لا يعني غياب الموهبة الفنية»، من هذا المنطلق تقدم المتسابق السعودي سلطان الشردي، الذي يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة أبوظبي، محملاً بطموح النجومية عبر الوصول إلى مرحلة التصفيات النهائية، إذ قدم الشردي أغنيتين هما «الأماكن» لمواطنه فنان العرب محمد عبده، و«تبغي قلبي» للقطري سعد الفهد، فيما قدم السوري المقيم بدبي منير حارث الأغنية الأولى أيضاً التي كانت خياراً شبه ثابت للمتسابقين، وانسجاماً مع المنظومة العلمية للمتسابقين فإن منير يدرس الهندسة المعمارية في الجامعة الكندية، فيما يدرس مواطنه خالد حجار تخصص طب الأسنان، لتتسع قائمة المتسابقين، شاملة مواهب متعددة وتخصصات متفاونة أيضاً في الحـياة المهنية.

تويتر