دانست ودوجاردين خطفا ذهبية التمثيل.. والجائزة الكبرى مناصفة بين بيير وجيلان

«شجرة الحياة» أفضل فيلم في «كان»

صورة

فاز المخرج الأميركي تيرنس ماليك، أول من أمس، بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي لعام ،2011 عن فيلمه «شجرة الحياة» (تري أوف لايف)، الذي يروي قصة أسرة من الغرب الأوسط الأميركي في خمسينات القرن الماضي. وجاء إعلان الجائزة في ختام المهرجان الذي استمر من 11 وحتى 22 مايو الجاري، وشهد طرد المخرج الدنماركي لارس فون ترير، بعدما أدلى بتعليقات في مؤتمر صحافي، قال فيها مازحاً إنه نازي ومتعاطف مع الزعيم النازي أدولف هتلر، وجرت منافسة بين 20 فيلماً، من بينها الفيلم الفائز بالجائزة التي تعد إحدى أرفع الجوائز في المجال السينمائي. وقال الممثل الأميركي روبرت دي نيرو، الذي ترأس لجنة التحكيم التي تضم تسعة أعضاء «لقد شعرنا بأن حجم وأهمية ومغزي ( الفيلم ) تتلاءم مع منحه الجائزة».

لكن المخرج الأميركي ماليك، الميال الى العزلة، والبالغ من العمر 67 عاماً، لم يكن حاضراً لتسلم الجائزة اليوم، ونادراً ما كان يقبل ماليك إجراء أي مقابلات صحافية معه خلال مسيرة حياته المهنية الحافلة بالأعمال السينمائية، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود.

وقال بيل بوهلاد، أحد منتجي الفيلم الذي تسلم الجائزة بالنيابة عن ماليك خلال حفل تسليم الجوائز «أعلم أنه يشعر بسعادة غامرة بهذه الجائزة، مثلنا جميعاً». وأضاف قائلاً إن ماليك «خجول للغاية». أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الممثلة الأميركية كريستين دانست، عن دورها في فيلم «الحزن الاكتئابي» للمخرج فون ترييه، ويروي قصة امرأة تدهورت حالتها النفسية إلى أن فقدت عقلها مع اقتراب نهاية العالم. وكان قد تفجر في الأيام الأخيرة خلاف هز أرجاء المهرجان، وأحدث أصداء قوية جراء تصريح للمخرج الدنماركي لارس فون ترييه، قال فيه مازحاً إنه يتعاطف مع النازية.

وقرر مجلس مديري مهرجان كان بعد اجتماع طارئ عقب تصريح المخرج الدنماركي لارس فون ترييه، فرض حظر على المخرج. وأصدر المجلس بياناً قال فيه إن «مهرجان كان طالما سعى إلى أن يكون منبر تعبير حراً، لكن لا يسعه إلا أن يشجب التصريحات التي أدلى بها المخرج بشدّة، ويدينها، ويعلن أن لارس فون ترييه شخصية ممنوعة، وهذا القرار نافذ منذ هذه اللحظة». وهذه هي أول مرة يواجه فيها مهرجان كان مثل هذا المأزق على مدى تاريخه الذي يمتد 64 عاماً. وكان المخرج صرّح قائلاً إنه نازي يتفهم الآن موقف هتلر وسياسته: «لقد ولدت ألمانيا واكتشفت أنني كنت نازياً وهذا منحني بعض السعادة.. ماذا أستطيع أن أقول؟ أتفهم هتلر وأتعاطف معه قليلاً».

وحصلت كريستن دانست على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ميلانخوليا» للمخرج ترييه، وقالت دانست فور تلقيها الجائزة «ياله من أسبوع مثير» .

وأشادت الممثلة الأميركية بفون ترييه قائلة «أريد أن أشكر لارس لمنحي الفرصة لأكون جريئة للغاية وحرة في هذا الفيلم». وكان آخر الأفلام الاميركية التي فازت بجائزة السعفة الذهبية المرموقة هو الفيلم الوثائقي الساخر للمخرج مايكل مور «فيهرنهايت 11/ 9»، وذلك في عام .2004

أخرج ماليك خمسة أفلام فقط منذ ظهوره في عالم السينما العالمية عام ،1973 بدءاً بفيلم الاراضي الوعرة «بادلاندز» الذي نال إشادة كبيرة ويروي قصة زوجين يتورطان في موجة من جرائم القتل. وفي عام ،1979 فاز ماليك بجائزة أفضل مخرج عن فيلم الثاني «أيام من السماء» الذي تدور أحداثه في أوائل القرن الـ20 في تكساس. وفي مؤتمر صحافي، أكد أعضاء فريق لجنة التحكيم أن التشكيلة القوية للأفلام خلال المسابقة الرئيسة للمهرجان أدت إلى وجود مناقشات عميقة للغاية حول توزيع الجوائز.

وتقاسم المخرجان البلجيكيان جان بيير ولوك داردين، والمخرج التركي نوري بلجي جيلان «الجائزة الكبرى»، وهي ثاني أرفع جوائز المهرجان. وحصل الشقيقان البلجيكيان على تلك الجائزة عن فيلمهما «الطفل ذو الدراجة» الذي يتناول معاناة فتى يبلغ عمره 12 عاماً، ويريد أن يرى والده الذي تركه في أحد الملاجئ، وتنشأ لدى الطفل مشاعر متناقضة بين الغضب الشديد والحب الشديد. كما شاركهما المخرج التركي جيلان تلك الجائزة عن فيلمه «حدث ذات مرة في الأناضول»، عن قصة ضباط شرطة يتتبعون آثار جريمة قتل، غير أن أحداث الفيلم لا تتعلق كثيراً بقصة القتل قدر تعلقها بإلقاء الضوء على الاهتمامات الراسخة التي تسيطر على الحياة السياسية في مدينة صغيرة بتركيا.

اشتدت حدة المنافسة كذلك في مهرجان هذا العام على جائزة أفضل ممثل وأفضل ممثلة. وفاز الفرنسي، جان دوجاردين، بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الفنان» للمخرج ميشال هازانافيشاس، عن قصة نجم سينمائي في عصر السينما الصامتة، تعذر عليه التأقلم على أفلام السينما الناطقة في العصر الحديث. وفاز المخرج الدنماركي، نيكولا ويندينج ريفن، بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «القيادة» (درايف).

كما فاز المخرج جوزيف سيدار بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه «الحاشية» (حيرات شولايم) عن قصة منافسات بين أب أكاديمي وابنه.

وفازت الممثلة الفرنسية التي اتجهت إلى العمل في الإخراج مايوين لو بيسكو، بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم «بوليس» الذي يسلط الضوء على الضغوط اليومية الواقعة على وحدة حماية الطفل التابعة لشرطة باريس. وذهبت جائزة «الكاميرا الذهبية» للأفلام الروائية الطويلة إلى بابلو جورجيلي، عن فيلم «لاس أكاسياس»، الذي تم تصوير مشاهده في ضواحٍ باراغواي.

تويتر