السينما العراقية في صدارة المشهد الخليجي.. والسعودية تغيب عن الجوائز

المخضرمون لا يغيبون عن «الخليج السينمائي»

صورة

على الرغم من أن معظم أعماله تتسم بأنها شبابية، سواء في ما يتعلق بالإخراج أو السيناريو أو حتى التمثيل، إلا أن حصاد الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي، التي اختتمت فعالياتها في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، في فندق «انتركونتننتال» في دبي، وسبقها الإعلان عن جوائزه، أكد أن المشهد الجديد يشي بوصال عملي بين خبرات الشباب من جهة وأصحاب الخبرات والفنانين المخضرمين، إما عبر أعمال شهدت بالفعل مشاركة بعضهم في إنجازها، أو الاستفادة المباشرة من خبراتهم، سواء كانوا منتمين إلى المشهد الخليجي مثل د. حبيب غلوم الذي شارك في بطولة أحد الأفلام القصيرة، أو غير ذلك، وهو ما التفتت إليه إدارة المهرجان فسعت إلى توفير التواصل بين المبدعين الشباب وعدد من أصحاب الخبرات السينمائية الإقليمية والعالمية، مثل الإيراني عباس كايروستومي، والفرنسي جيرار كوران، بل إن بعض هؤلاء الشباب مثل الإماراتي عبدالله الكعبي قام، بجهد ذاتي، بإخراج فيلم استفاد فيه بخبرات سينمائيين إيطاليين وفرنسيين.

وفي ما يبدو له صلة بهذه الثنائية التي لا تصل فقط بين جيلين بل أجيال عدة، أصبح مبدأ تكريم فنانين مخضرمين أحد الثوابت التي سار عليها المهرجان في دوراته المختلفة، لكن الإشكالية تتمثل في توجيه دعوات لبعض الفنانين الذين لا يلبون دعوة المهرجان للحضور لأسباب مختلفة، بعضها يتعلق بحالة الصحية، ما يحرم المخرجين الشباب تواصلاً مفترضاً، وفي ظل غياب الفنان السعودي محمد السنعوسي عن كواليس المهرجان، بعد أن تخلف لأسباب صحية عن حفل الافتتاح، كان استدعاء الفنان الكويتي محمد المنيع الذي حظي بتكريم خاص، فرصة إضافية لتعميق هذا الحوار السينمائي بين الأجيال.

مؤشر

عكست جوائز المهرجان مؤشراً إلى استمرار تربع السينما العراقية على صدارة المشهد السينمائي الخليجي، فيما حصدت الإمارات حصة الأسد من الجوائز في ما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي، التي نالت جميعها جوائز بنسب متفاوتة باستثناء المملكة العربية السعودية، التي كان غيابها عن مشهد التتويج شاذاً في هذه الدورة، ومن المؤكد أنه سيكون محل متابعة للمهتمين بهذه السينما الناشئة التي انطلقت بعدد من الأفلام الروائية المهمة مثل «كيف الحال»، و«مناحي» و«ظلال الصمت»، بل إن بعضها شهد اهتماماً جماهيرياً في دور العرض الخليجية عموماً، لا سيما «كيف الحال» الذي أنتجته شركة «روتانا» للإنتاج الفني.

وقدم المهرجان خلال الحفل الختامي، الذي أقيم في فندق« إنتركونتننتال»في «دبي فيستفال سيتي»، جوائز «تكريم إنجازات الفنانين» لدورة هذا العام إلى كل من الممثلة الإماراتية مريم سلطان، والمخرج السعودي محمد فوزي قزاز، والمخرج والمنتج الكويتي محمد السنعوسي، إضافة إلى تكريم الممثل الكويتي الكبير محمد المنيع، بجائزة تقدير خاصة.

كما جرى تكريم المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، الذي تولى إدارة أول دورة تدريبية اختصاصية من نوعها في دبي، التي شارك فيها 45 سينمائياً؛ والمخرج الفرنسي التجريبي جيرار كوران، الذي عرضت مجموعة من أبرز أفلامه ضمن برنامج « تحت الضوء».

جائزة خاصة

مرحلة جديدة

قال مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمر الله، إن الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي ستشهد ما يمكن التعامل معه على أنه مرحلة جديدة في الحراك السينمائي المحلي والخليجي، لافتاً بشكل خاص إلى الخبرة التي بات يكتسبها السينمائيون الشباب، مع تعاقب دورات المهرجان المختلفة.

ولفت أمر الله بشكل خاص إلى العلاقة الجديدة التي استطاع أن يقيمها «الخليج السينمائي» مع جمهور السينما عموماً، مضيفا «الثقافة السينمائية الراسخة لم تكن تخدم الفيلم الخليجي الناشئ، لكن خصوبة إبداعات الشباب، والمواهب الحقيقية التي يتمتعون بها، فضلاً عن التطويع المثالي للتكنولوجيا، والاهتمام بالاستفادة من الخبرات، وحالات التواصل وفرص اكتساب الخبرات التي يوفرها «دبي» و«الخليج» السينمائيان، كانت عوامل شديدة التأثير في تغيير المحيط، ليصبح أكثر قابلية لحضور سينما خليجية واعدة.

إلى جانب تكريم السينمائيين الفائزين بمختلف فئات المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، شهد حفل الختام تقديم جائزتين خاصتين من «أكاديمية نيويورك للأفلام ـ أبوظبي» لسينمائيين اثنين من الطلبة المتمّزين الذين شاركوا في المهرجان. وتتضمن الجائزة منحة تعليمية تتيح للفائزين حضور دورة تدريبية في مجال التمثيل أو الإخراج على مدى أربعة أسابيع في الأكاديمية.

وحصل على جائزة أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي، كل من سرمد الزبيدي ـ عمان، والإماراتي حمد صغران، وفي المسابقة الدولية للأفلام القصيرة تم منح شهادة تقدير خاصة للفيلم الفرنسي سباق باريسي للمخرجين اليكس دجوا، الكسندر ولفروم، جيوفري ليرس، لويك برامول، مهدي علوي، وذهبت الجائزة الثالثة للفيلم الإيراني «ولا شيء غير ذلك» للمخرجة رقية توكلي، وحصل الفيلم الإسباني قانون الأشياء للمخرجين هوزيه اسبتان اليندا وسيزار استبان اليندا، على الجائزة الثانية وذهبت الجائزة الأولى للفيلم اليوناني «سبب الحرب» للمخرج يرغوس زواس.

قصير وطلبة

في المسابقة الخليجية للطلبة ـ الأفلام القصيرة، تم منح شهادة تقدير خاصة للفيلم القطري «دمى بلية» للمخرج فيصل آل ثاني، وحصد الفيلم الإماراتي «آخر ديسمبر» للمخرج حمد الحمادي الجائزة الثالثة، وذهبت الجائزة الثانية للفيلم العماني «حادث» للمخرج سرمد الزبيدي، ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم العماني «قبل الغروب» للمخرج عيسى الصبحي، ونال الجائزة الأولى الفيلم الكويتي «نورة» للمخرج عبدالرحمن السلمان. وفي المسابقة الخليجية للطلبة ـ الأفلام الوثائقية، ذهبت الجائزة الثالثة للفيلم الإماراتي «شعوب وقبائل» للمخرجة ميسون العلي، ونال الجائزة الثانية الفيلم العراقي «غني أغنيتك» للمخرج عمر فلاح، وذهبت الجائزة الأولى للفيلم العراقي «فحم ورماد» للمخرج حسين محسن.

وفي المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة تم منح جوائز تقدير خاصة للفيلم العماني «بهارات» للمخرج عامر الرواس، والفيلم الإماراتي «موت بطيء»للمخرج جمال سالم، وحصلت الكويتية هيا عبدالسلام على جائزة تقديرية لدورها في «ماي الجنة»، وكذلك حصل العراقي علي محمد جاسم على جائزة تقديرية خاصة عن مونتاج فيلم « نصف مضاء» ونال الإماراتي وليد الشحي جائزة تقديرية خاصة أيضاً عن تصوير فيلم «ريح»، ونال الفيلم الإماراتي «سبيل» للكاتب محمد حسن أحمد جائزة أفضل سيناريو، ونال الفيلم البحريني «سلاح الأجيال» للمخرج محمد جاسم الجائزة الثالثة، وجاء الفيلم العراقي « فريم »للمخرج لؤي فاضل ثانياً، ونال الفيلم العراقي «ألوان» للمخرج عقيل أحمد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ونال الجائزة الأولى الفيلم الإماراتي «سبيل» للمخرج خالد المحمود. وفي المسابقة الخليجية للأفلام الوثائقية نال الفيلم العراقي «وداعاً بابل» للمخرج عامر علوان الجائزة الثالثة، وجاء ثانياً الفيلم العراقي «كولا» للمخرج يحيى حسن العلاق.

لجنة التحكيم

نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم العراقي «الأنفال ـ شظايا من الحياة والموت» للمخرج مانويل خليل، وحصد الفيلم الإماراتي «حمامة» للمخرجة نجوم الغانم المركز الأول، وفي المسابقة الخليجية للأفلام الروائية الطويلة حصد الجائزة الثانية الفيلم العراقي «حي الفزاعات» للمخرج حسن علي محمود، وجاء في المركز الأول الفيلم الإماراتي العراقي البريطاني المشترك «الرحيل من بغداد» للمخرج قتيبة الجنابي. وعرض المهرجان على مدى فترة إقامته 153 فيلماً من 31 دولة، وكانت جميع عروضها مفتوحة مجاناً أمام الجمهور. وشهدت هذه العروض حضوراً قوياً من قبل عشاق السينما. وكان من بين الأفلام التي عرضت 114 فيلماً من الخليج، بينها 45 فيلماً من الإمارات وحدها. كما شهد الحدث حضوراً قوياً للإبداعات السينمائية من منطقة الخليج والعراق. وإلى جانب الدورة الاختصاصية للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، نظم مهرجان الخليج السينمائي 2011 ورش عمل مجانية للطلبة تحت إشراف نخبة من خبراء القطاع السينمائي و«أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي»، حيث تضمّنت الورش جلسات تدريبية قدّمها كلّ من المخرجة ناديا فارس والمصور السينمائي سافاس ألاتيس.

وتم تكريم لجنتي التحكيم الدوليتين خلال حفل ختام المهرجان، حيث ضمت لجنة تحكيم «المسابقة الخليجية» المخرج المصري المخضرم مجدي أحمد علي، والشاعر والكاتب الإماراتي أحمد راشد ثاني، والمخرج العراقي قيس الزبيدي. أما لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة فتضمنت كلاً من المدير التنفيذي لمهرجان هويسكا السينمائي الإسباني، مونتسيرات غيويو فالس، مع كل من المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان.

تويتر