Emarat Alyoum

«يولة فزاع».. فارس «الميدان» إماراتي

التاريخ:: 10 أبريل 2011
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي
«يولة فزاع».. فارس «الميدان» إماراتي

رغبة الجمهور، أكدت بقاء لقب بطولة فزاع لليولة إماراتياً في الجولة الختامية للمسابقة التي أقيمت مساء أول من أمس، في مسرح العالم بالقرية العالمية في دبي، إذ أقصت ترشيحات الجمهور التي أصبحت المعيار الوحيد للتأهل أحد أهم ممارسي فن اليولة الإماراتية على مدار دورات البطولة، العماني عاصم سالمين الرحيلي، لتبقى المنافسات على اللقب بترشح طلال يوسف الحمادي، وسيف سلطان بن سويلم إمارتية خالصة، حيث توالى عبر الجولات السابقة خروج المتسابقين الخليجيين.

البطولة التي تنقلها حصرياً قناة «سما دبي» عبر برنامج «الميدان»، وتنظمها إدارة بطولات فزاع التراثية في مكتب سمو ولي عهد دبي، وصلت إلى جولتها الختامية فنياً باستعراض المتسابقين الأربعة الذين تمكنوا من الوصول إلى النهائي مهاراتهم أمام الجمهور، سواء الحاضر فعلياً في مدرجات مسرح العالم، أو خلف شاشات التلفاز، فيما انحصر دور أعضاء لجنة التحكيم علي الشوين وأحمد حسين وعلي الخوار بالتعقيب على الأداء، لكن الخوار الذي كان معروفاً عبر الدورات السابقة بارتجال الشعر على خلفية أداء المتسابقين ومدى إعجابه بمهاراتهم، وعد بإبداع قصيدة خاصة لـ«البطل» الذي يتمكن من انتزاع لقب «فارس الميدان» وهو المسمى الذي يطلق على صاحب المركز الأول في البطولة.

مفاجأة الختام

أجمعت شرائح متباينة من الجمهور وممارسي فن اليولة أنفسهم، بأن مفاجأة جولة الختام الإيجابية الأولى تمثلت في المهارة الاستثنائية التي ظهر عليها متسابق جاء من أبوظبي ليشارك للمرة الأولى في منافسات بطولة فزاع لليولة، وهو طلال يوسف الحمادي الذي قدم أداء راقياً دفعت رئيس لجنة التحكيم علي الشوين إلى دعوة الجمهور لمساندته.

وما بين متسابق سقط سلاحه أثناء الاستعراض، وثان سقطت غترته، وهما من الأخطاء التي تستوجب خصم 500 نقطة من رصيد كل منهما، وثالث لم يتمكن من استعراض مهارة رمي السلاح وإعادة استلامه التي تعد أساسية في «فن اليولة» الإماراتية، بدا الانحياز الفني للحمادي مبرراً، لاسيما أنه تغلب على الإشكالية الأهم التي تواجه المتسابقين في الجولة الختامية، وهي «هيبة جمهور الختام».

في المقابل، مثل خروج المتسابق العماني عاصم سالمين الرحيلي الملقب بـ«صاحب الذراع الحديدية» مفاجأة لجمهوره، خصوصاً أن الرحيلي نجح في هذه الدورة تحديداً في التخلص من أخطائه، وبدا عازماً للوصول إلى النهائي للمرة الأولى، لكن الجمهور على ما يبدو أراد المنافسة على لقب فارس الميدان إماراتية خالصة.

هوية «فارس الميدان» ستبقى مجهولة حتى الثامنة من مساء يوم الجمعة المقبل، وهي الحلقة التي ستشهد الكشف عن إحصاءات ترشيحات الجمهور، التي بدأت فور انتهاء منافسات الجولة الختامية مساء أول من أمس، وستستمر حتى الجمعة المقبل، وسط تكهنات كثيرة أثبتت النسخ الماضية من البطولة بأن أياً منها ليس بالضرورة أن يكون صائباً، في مسابقة شهدت فيما قبل تتويج أصغر متسابقيها سناً، فيما شهدت نسخ أخرى انحيازاً لأسماء مشهورة من قبل الجمهور، مثل راشد حارب الخاصوني «مليونير اليولة» ومسلم العامري، أكثر ممارسي اليولة تأهلاً إلى الجولات الختامية.

جولة

جاءت جولة ختام المنافسات التي استضافت في فقرتها الشعرية الشاعر راشد بن غليطة الغفلي وفقرتها الغنائية الفنان محمد الهاملي، تحت شعار «لا مجال لتكرار أخطاء التصفيات»، لكن المتسابق الوحيد الذي نجح في تطبيق هذا الشعار على نحو ملحوظ هو طلال يوسف الحمادي، رغم كونه يشارك في البطولة للمرة الأولى، ما جعل رئيس لجنة التحكيم علي الشوين يدعو الجمهور للتصويت له.

أول المتنافسين استعراضاً لفنياته المتسابق سالم بن حتروش المنصوري، قدم أداء لافتاً في فنون اليولة الأرضية خصوصاً، ورغم تمكنه من استعراض مهارة رمي السلاح رأسياً وإعادة تسلمه ست مرات، إلا أنه فشل في إعادة تسلم السلاح فعلياً في إحداها ما أدى إلى خسارته (500 صوت)، بحسب قوانين البطولة،لكنه قدم في المجمل أداء متطوراً عن أدائه في التصفيات.

وفي مقابل سقوط سلاح بن حتروش المنصوري سقطت غترة المتسابق ربيع محمد بن هويدن الكتبي، رغم تقديمه أداء لافتاً وسط حماسة الجمهور ورميه السلاح أربع مرات.

أما المتسابق الإماراتي سيف سلطان بن سويلم، فجاء دخوله حماسياً إلى درجة كبيرة، مقدماً العديد من الحركات المبتكرة، رغم إصابته في ركبته التي منعته من رمي السلاح، إلا أن استطاع أن يلفت انتباه لجنة التحكيم التي وصفت أداءه بالراقي فنياً، لكن بن سويلم الملقب بـ«شبل اليولة»، نظراً لجمعه بين لقبي بطل بطولتي الناشئين والكبار، وهو في سن صغيرة، قياساً بنظرائه، فاجأ الجميع بأنه سيعتزل المشاركة في بطولات اليولة عقب هذه الدورة للتفرغ للدراسة.

أحدث المتسابقين على الجولات النهائية طلال يوسف الحمادي، جاء أداؤه خالياً تقريباً من الأخطاء، مع أن هذه البطولة هي الأولى له، ونجح في تحقيق ثلاث رميات للسلاح، وهو ما دعا علي رئيس لجنة التحكيم الجمهور إلى التصويت له بشكل صريح.

غناء وشعر

في الفقرة الغنائية اختار الفنان الإماراتي محمد المنهالي أن يبدأ بأغنية من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هي «يا شوق»، معرباً عن سعادته بالمشاركة للمرة الثانية من هذا البرنامج والبطولة التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، متمنياً التوفيق والنجاح لجميع المشاركين، قبل أن يقدم، أغنية «يا ونتي» من كلمات الشاعر سعيد بن سالم الرميثي.

جولة التتويج

ما بين يويل يعد أصغر من حملوا لقب البطولة سناً يعلن اعتزاله المبكر لظروف تتعلق بالدراسة، وآخر ابتسمت له مهارياً جولة الختام، فضلاً عن جماهيرية كل من الكتبي والمنصوري اللذين استحقاها عبر مشاركتهما المتميزة في التصفيات، يبقى التكهن للقب فارس الميدان غير ممكن، لاسيما أن اللقب أصبح لا يعترف سوى بإرادة واحدة تحدد فيها مساره إرادة الجمهور، التي ستحدد هوية اللقب يوم الجمعة المقبل، في ختام يتوقع أن يكون بمثابة حفل كرنفالي لتتويج أصحاب المراكز الأربعة الأولى، وتسليم الجوائز.

لقب «فارس الميدان»مازال حائراً بين 4 كبار.  الإمارات اليوم

فيما استهل الشاعر راشد بن غليطة الغفلي إطلالته الشعرية، مقدماً في البداية قصيدة كتبها خصوصاً للميدان، أتبعها بقصيدة أخرى.

من جانبه، قال مقدم برنامج الميدان سعود الكعبي، إن «الموسم السادس من الميدان يعتبر من أقوى المواسم التلفزيونية من ناحية المتابعة الجماهيرية، ونسب التصويت»، مشيراً إلى التنوع والتجديد في تقديم هذا الموسم، وإلى الوجوه الجديدة من المشاركين الذين تنافسوا للفوز باللقب، الأمر الذي يعد ميزة جديدة للبرنامج الذي حقق الكثير من النجاح والمتابعة، متمنياً التوفيق للمتسابقين الأربعة.

ورأى أن أحد أهم عوامل الإثارة في البرنامج، هو أنه رغم كون اليولة فناً إماراتياً أصيلاً ومن الفنون المتوارثة منذ القدم إلا أنها تشهد تعلق الشباب الإماراتي عموماً والخليجي عموماً به في ظل الرعاية والدعم الكبير الذي يوليه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لهذه المسابقات التراثية المتعددة، ما يعزز وجود هذه الفنون وتواصل الأجيال الشابة معها، متوجهاً بالشكر إلى الجمهور وإلى اللجنة المنظمة، متمنياً التوفيق للمتسابقين.

في السياق ذاته، قال علي الشوين، إن «جولة ختام المنافسات جاءت حماسية ومتطورة فنياً بشكل ملحوظ، لاسيما إذا تمت مراعاة البعد النفسي وعوامل المنافسة بين المتسابقين الأربعة»، مضيفاً «جميع المتسابقين المتأهلين إلى هذه المرحلة يعتبرون من خيرة اليويلة»، مؤكداً أن الجمهور هو الحكم الوحيد لفوز المتسابقين، متوجهاً بالشكر إلى جميع القائمين على هذه البطولة، داعياً الجميع إلى متابعتها وصولاً إلى لحظة تتويج بطل فزاع لليولة.