عشرات المجموعات النادرة في المعرض الخليجي الـ 17 في أبوظبي

الطوابـع البريديـة.. سفيرة التاريخ

المعرض يستمر حتى التاسع من أبــــــــــــــــــــــــــــــــريل الجاري. تصوير: إيريك ارازاس

أيام من التاريخ، أحداث لا تنسى، وشخصيات تركت بصمتها على الزمن، كلها اجتمعت معاً في المعرض الخليجي 17 للطوابع البريدية الذي افتتح أول من أمس في مركز المارينا التجاري في أبوظبي، بتنظيم من بريد الإمارات بالتنسيق مع جمعية الإمارات لهواة الطوابع، ويحفل المعرض بعشرات المجموعات البريدية التي توثق للأحداث المهمة لمنطقة الخليج، ولحكامها وقادتها، ولا تقتصر على الأحداث الرسمية فقط، بل تمتد لشمل الهوايات والأنشطة والرياضات وغيرها من الموضوعات التي تشكل عالما خاصا من المتعة والمعرفة لا يسبر أغواره سوى هواة اقتناء الطوابع.

مقتنيات تاريخية

ليست مجرد هواية

أشار الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات القابضة بالإنابة ثاني بن جرش، خلال افتتاحه للمعرض بحضور وفود وممثلين من المؤسسات البريدية الخليجية كافة، إلى أهمية المعرض الذي يأتي ضمن التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي. موضحاً أن الإمارات كانت ومازالت سباقة في الاهتمام بإصدار الطوابع والبطاقات البريدية، لما تحمله من ثقافة وتراث ومعالم سياحية للبلد، وتعكس مدى تطوره وتقدمه الحضاري. وأضاف «كما أن الطوابع تؤرخ لأحداث تاريخية مهمة تمر بها الدول فهي سفير معبر له». معتبرا أن المعرض فرصة مثالية للتعرف إلى إصدارات الدول الأخرى وفرصة للهواة للمشاركة، وأصدر بريد الإمارات طابع بريد تذكارياً خاصاً بهذا المعرض.

وشدد المدير التنفيذي لبريد الإمارات عبدالله الأشرم على أن هواية جمع الطوابع ليست مجرد هواية، بل تعدت اليوم الى مرحلة التوثيق وأن كثيرا من دول العالم تعتمد على كتابة تاريخها عبر إصدار طوابع خاصة في المناسبات التاريخية والمهمة التي تمر بها. وأشار الأشرم إلى أن المعرض يشتمل على عرض فقرات خاصة للجمهور، فالهدف الأساسي من إقامة هذا المعرض هو تشجيع هواة الطوابع في المنطقة وتعريف الجيل الحالي بأصالة المجتمع الخليجي القديم من خلال أهم الطوابع التي أصدرت على مدار السنوات الماضية. وتم تخصيص زاوية للأطفال لتعريفهم إلى هواية جمع الطوابع، أإضافة إلى منصات بيع لتجار الطوابع والعديد من المطابع الدولية للطوابع.

يستقبل المعرض الذي يستمر حتى التاسع من الشهر الجاري، زائره بجناح له طابع خاص يختلف عن الأجنحة الأخرى، وهو جناح المتحف البريدي، الذي تتوسطه عملة ذهبية ضخمة، وهي صاحبة أكبر رقم قياسي عالمي كأكبر عملة على شكل ميدالية في العالم، وهو ما أهلها لدخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية عام ،2009 بحسب ما أوضح المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عبدالله بن سوقات. مشيراً إلى ان إصدار الميدالية تزامن مع احتفال الجائزة بعامها العاشر، وقام بريد الإمارات بإصدار مجموعة من الطوابع التذكارية للعملة من فئة خمسة دراهم و10 دراهم و50 درهماً. ويبلغ قطر العملة متراً واحداً، وتحمل على أحد وجهيها صورة راعي الجائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بينما تم نقش شعار الذكرى العاشرة للجائزة على الوجه الآخر. إلى جانب العملة التذكارية، ضم جناح المتحف البريدي العديد من الأختام البريدية، والأدوات التي كانت تستخدم في تخليص الرسائل والطرود البريدية والسجلات التي كانت تقيد فيها حركة البريد، وكذلك نماذج لصناديق بريد قديمة، بحسب ما أشارت رئيس قسم المتحف البريدي شيخة العامري. لافتة إلى ان بعض المقتنيات المعروضة يعود تاريخها إلى الـ 100 عام.

عزوف الشباب

أشار رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع عبدالله محمد طيب خوري، إلى أن الدورة الحالية للمعرض هي الرابعة التي تستضيفها الإمارات، والثانية في ابوظبي التي شهدت ولادة الدورة الأولى في عام .1995 قبل أن ينتقل ليقام في مختلف دول مجلس التعاون. لافتاً إلى أن المعرض يضم 18 جناحاً أو منصة عرض، تمثل دول مجلس التعاون، إضافة إلى أجنحة لجمعية هواة الطوابع، وآخر يضم مجموعة من أهم المقتنيات التي صدرت في دول الخليج، ومن أبرزها مجموعة نادرة من الطوابع والمراسلات من سلطنة عمان، وأخرى من أبوظبي، وهي من مقتنيات أحد الهواة المعروفين من بريطانيا. إضافة إلى وجود أجنحة للشركات والجهات المختصة في بيع الطوابع التذكارية. مبيناً أن اختيار المجموعات المعروضة يتم بالتنسيق مع جمعيات الهواة في دول مجلس التعاون، حيث تتولى كل جمعية مخاطبة أعضاءها لتقديم ما لديهم من مجموعات، ثم يجري انتقاء عدد منها مع مراعاة أن تغطي المجموعات المعروضة تاريخ البريد في دول المجلس والمنطقة، وأن تشمل انواع الطوابع وفئاتها كافة، سواء التقليدية أو القرطاسية، مع الحرص على إبراز تلك التي تتضمن أحداثا تاريخية، أو موضوعات مثل الفراشات أو الرياضات المختلفة أو غيرها، حيث تجذب هذه النوعية من الطوابع اهتمام الشباب.

وأفاد خوري بأن الجناح يتضمن مجموعات بريدية تستعرض تاريخ البريد في الإمارات، من بينها مجموعة تضم أول إصدارات بريدية استخدمت في الدولة، وكانت في دبي في عام ،1909 وهي طوابع هندية نظراً لأن المنطقة كانت تحت الحماية البريطانية في ذاك الوقت، وظل هذا الارتباط بين دبي والهند حتى بعد استقلالها، بينما تعود أول طوابع خاصة بالمنطقة إلى فترة الإمارات المتصالحة، حيث قامت كل إمارة بإصدار طوابع خاصة بها فأصدرت دبي وابوظبي في ،1961 والشارقة ،1963 وعجمان وأم القوين في .1964 وعبر خوري عن أسفه لتراجع اهتمام الشباب بهواية جمع الطوابع، خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي وانحسار استخدام البريد التقليدي في مقابل البريد الإلكتروني والانترنت. لافتاً إلى أن إقامة معارض الطوابع في أماكن مفتوحة مثل المراكز التجارية هي محاولة للوصول إلى الشباب في أماكن وجودهم، وجذبهم لهذه الهواية المفيدة.

مزاد

أشار المدير التنفيذي التجاري لمجموعة «بريد الإمارات» القابضة إبراهيم بن كرم إلى اقامة مزاد للطوابع النادرة مساء غد الخميس في فندق ميلينيوم أبوظبي، تعرض خلاله ما يقرب من 1000 مجموعة بريدية ذات قيمة عالية بالنسبة لهواة جمع واقتناء الطوابع، وكلها من إصدارات بريد الإمارات، ومن أهم هذه المجموعات، مجموعة طوابع خاصة بحكام دول مجلس التعاون الخليجي، وأخرى تجسد عملات ذهبية وفضية وبرونزية صدرت منذ أربع سنوات بمناسبة تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي، على أن تبدأ المزايدة من 5000 درهم.

تويتر