بن مسعود استعان بــ «المديح الشعري».. والعامري اختتم بــ «سحر بابل»

الكتبي والمنصوري إلى جولة الحسم في «يولة فزاع»

الجولة قبل الختامية شهدت إثارة ومهارة غابتا عن جولات التصفيات الأولية. تصوير: مصطفى قاسمي

وصلت بطولة «فزاع لليولة» إلى مرحلتها الختامية، ولم يبقَ من منافساتها سوى جولة وحيدة، ستكون بمثابة جولة حسم هوية صاحب اللقب، يوم الجمعة المقبل، التي ستكون آخر جولات منافسات البطولة، والتي ستحتفظ باسم فارس ميدانها لهذا العام رغم ذلك حتى يوم 15 أبريل الجاري، الذي تقرر أن يكون موعداً لإيقاف استقبال ترشيحات الجمهور، الذي ستكون له كلمة الحسم ليس فقط في تحديد وجهة كأس البطولة، بل أيضاً في ترتيب المراكز الأربعة الأولى.

وكشفت اللجنة المنظمة للبطولة قبيل انطلاق الجولة قبل الأخيرة مساء أول من أمس، في مسرح العالم بالقرية العالمية عن تأهل ربيع محمد بن هويدن الكتبي، وسالم بن حتروش المنصوري، ليحافظ كل منهما على حظوظه في انتزاع «السيف الذهبي»، الذي ينقل من يحوزه إلى مصاف أفضل ممارسي فن اليولة الإماراتية على مدار أكثر من عقد من الزمان، هو تاريخ انطلاق البطولة التي وصلت إلى نسختها الـ.11

وشهدت الجولة قبل الأخيرة كثيراً من مظاهر الحماسة والتشويق والإثارة، سواء من قبل الجماهير التي وفدت إلى المدرجات لمؤازرة أحد المتسابقين الستة، أو الجماهير التي تحرص على متابعة الفعاليات منذ انطلاق البطولة، بحثاً عن المتعة التي تحملها تفاصيل إجادة المتنافسين لهذا الفن التراثي الأصيل، عبر البطولة التي تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وبتنظيم من إدارة بطولات فزاع بمكتب سموّ ولي عهد دبي، ومؤسسة دبي للإعلام.

حاجز متكرر

المتسابق العُماني الملقب بـ«صاحب الذراع الحديدية»، نظراً لكثرة اعتماده على مهارة رمي السلاح لأعلى، وهي الحركة المرهقة بدنياً، عاصم سالمين الرحيلي أعرب عن أمله في كسر الحاجز المتكرر له في بطولة «فزاع لليولة»، وهو أعتاب المربع الذهبي، في هذا الموسم لأول مرة.

الرحيلي الذي واظب على مدار ثلاث سنوات متتالية على المشاركة في البطولة، أكد أنه يتدرب بشكل يومي من أجل الحصول على السيف الذهبي، وكأس فزاع، مضيفاً: «الكأس وحده هو الإهداء الأمثل لجمهور ظل يساندني طوال كل تلك السنوات، لكن في كل الأحوال فإن شرف المشاركة في بطولة تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يكفيني على الصعيد الشخصي».

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/376003.jpg


أخطاء الماضي

تخلص كثير من المتسابقين في الجولتين المؤهلتين للختام من أخطاء التصفيات، وبدا معظم المتسابقين في حال إصرار واضح على اجتياز مشكلات قد تفقدهم تعاطف الجمهور، في مرحلة غابت فيها درجات لجنة التحكيم وبقي تصويت الجمهور هو المعيار الوحيد. لجنة التحكيم نفسها بررت ظاهرة «التخلص من أخطاء الماضي القريب»، بشكل سريع إلى اعتياد المتسابقين الاستعراض والأداء أمام الجمهور، فضلاً عن تضاعف عنصري التحفيز والإرادة مع اقتراب الجولة الختامي التي أصبحت «على مرمى حجر» بالنسبة للمتنافسين، على حد التعبير الشائع.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/376011.jpg

الجولة قبل الختامية شهدت إثارة ومهارة غابتا عن جولات التصفيات الأولية.       تصوير: مصطفى قاسمي.

وبعد الوصول إلى المرحلة النهائية تلاشى تماماً دور لجنة التحكيم في تحديد هوية أي من الفائزين، وأصبح تصويت الجمهور فقط هو من يحدد هوية المتأهلين بناء على نسب الرسائل النصية القصيرة، ما يعني أن هوية الصاعدين إلى المربع الذهبي برفقة الكتبي والمنصوري ستتوقف على نسب تصويت الجمهور، التي ستستمر إلى يوم الجمعة المقبل. وشكلت الفقرتان الشعرية والغنائية تكاملاً لثالوث جماليات الجولة ، إذ بدأ الشاعر عيضة بن مسعود، الفقرة الشعرية بقيصدة في مدح سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، قبل أن يعرج إلى بعض قصائده الخاصة التي شهدت تجاوباً ملفتاً من الجمهور، فيما نوع الفنان حربي العامري حضوره الغنائي، بادئاً بأغنية «وينك حبيب» ومختتماً بـ«سحر بابل».

المتسابق العُماني الملقب بصاحب الذراع الحديدية، نظراً لمهارته الاستثنائية في مهارة رمي السلاح بشكل رأسي وإعادة استلامه بسلاسة، عاصم سالمين تيسير الرحيلي، قدم أداءً ملفتاً مع رميتين للسلاح، وتقديم أداء مبتكر وجديد، استحق عليه ثناء لجنة التحكيم لمهارتها المتعددة في فنون اليولة، فيما قدم سالم حمد بن ملهوف أداءً جيداً مع رميتين للسلاح، وسط إشادة عامة من لجنة التحكيم، إذ نوّه عضو اللجنة أحمد حسين، بضرورة التركيز في الإيقاع والانتقال بسلاسة من حركة إلى أخرى.

قبله أطلّ الفنان الإماراتي حربي العامري، صاحب المشاركات الدائمة في برنامج الميدان، مقدماً أولى أغنياته التي حملت عنوان «وينك حبيبي» من كلمات الشاعر علي بن سالم الكعبي، وألحان سعيد الكعبي، معرباً عن سعادته بالمشاركة في الحلقة الأولى من هذا البرنامج، والبطولة التي تقام تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، متمنياً التوفيق والنجاح لجميع المشتركين.

ثالث المتسابقين تقديماً لفقرته الاستعراضية في فن اليولة هو من لُقب في البطولات السابقة بـ«نجم الناشئين»، سيف سلطان بن سويلم، مقدماً أداءً جيداً ورمية سلاح واحدة خرج فيها السلاح خارج مسرح الميدان، وفشل في إعادة استلامه، ما أدى إلى خسارته (500 صوت)، بحسب قوانين البطولة، الأمر الذي برّرته لجنة التحكيم بإصابته في ساقه اليسرى أثناء التدريبات.

وقدم المتسابق الإماراتي طلال يوسف الحمادي، أداءً بارعاً وثلاث رميات للسلاح، في الوقت الذي أشارت لجنة التحكيم إلى ضرورة التركيز في الرمي واستلام السلاح، من دون إغفال أدائه الذي وصفته بالجيد في مجمله.

ومع فقرة الشعر استهل الشاعر عيضة بن مسعود إطلالته الشعرية، مقدماً في البداية قصيدة خاصة إلى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أتبعها بقصيدة أخرى نالت استحسان الجمهور وحماسه، بعد أن توجه بالشكر إلى جميع القائمين على هذه البطولة.

في حين جاء دخول المتسابق الإماراتي الخامس، ناصر علي سيف الجنيبي، حماسياً إلى درجة كبيرة مقدماً ثلاث رميات للسلاح وأداءً ملفتاً تفاعل معه الجمهور لدرجة كبيرة، والذي ظل يصفق له طوال أدائه على إيقاع أغنية الميدان (الله له المنة) للفنان الإماراتي ميحد حمد، كذلك الحال بالنسبة إلى لجنة التحكيم.

فيما اختتم المتسابق الإماراتي عايض حسن الأحبابي، منافسات هذه الحلقة، بعد ثلاث رميات للسلاح وقع في احداها، إلا أن آراء لجنة التحكيم أشادت بأدائه بشكل عام.

بعد ذلك قام الإعلامي الإماراتي سعود الكعبي بالتذكير بالمتسابقين الستة، بانتظار تصويت الجمهور عبر خدمة الرسائل القصيرة ليتأهل إثنان فقط إلى المرحلة الثالثة، بعدها قدمت الفنان حربي العامري أغنيته الثانية «سحر بابل» من كلمات مزون الطف وألحانه.

رئيس لجنة التحكيم علي الشوين من جانبه وصف المنافسات بالحماسية، لافتاً بشكل خاص إلى أهمية قاعدة حسم التأهل في هذه المرحلة الحرجة بناء على رأي وترشيحات الجمهور، مؤكداً أن الجمهور لن يكون دوره فقط مناصراً أو مؤيداً، بل فنياً أيضاً في هذه المرحلة، لاسيما أن متابعة البطولة بشكل أسبوعي يكسب الكثيرين الكثير من الرؤية الفنية، خصوصاً في ظل مناقشات لجنة التحكيم الدائمة.

تويتر