مديرة للأخبار ومقدمة برنامج «نون» على قناة «الآن»

نســرين صـــادق:الإعلامية العربية أثبتت جدارتها عــلى «خطوط النار»

نسرين صادق: «نون» برنامج أسبوعي يقدّم قراءة نسائية للأحداث. تصوير: دينيس مالاري

قالت الإعلامية نسرين صادق، من قناة «الآن»، التي تبث من دبي، إن «الإعلامية العربية أثبتت أنها قادرة على أن تكون على خط النار في منطقتنا العربية التي تغلي بكثير من القضايا والتحولات والمخاضات السياسية والاجتماعية والثقافية»، مشيرة إلى أن الأمية تعد من المشكلات الكبرى التي تعانيها مجتمعاتنا العربية، بنسب متفاوتة، ما يؤثر سلبا في التنمية والتقدم والإبداع. وأضافت «في الوقت الذي تتفاقم فيه مشكلة الأمية، خصوصا بين فئة النساء، هناك نماذج نسوية أبت إلا أن تكون في القمة، اذ يقدمن إضاءات مميزة تثبت انهن قادرات على أن يكن إلى جانب الرجال في المهمات الصعبة».

وقالت نسرين لـ«الإمارات اليوم»، إن «متابعة المحطات الإخبارية، يكشف أنه لا فرق بين مراسل أو مراسلة تلفزيونية، إذ إنهما يقدمان التقارير وفق مقتضيات المهنة الإعلامية، ولكن تبقى الفروق الفردية تمثل اختلاف المستويات، بعيدا عن كون الإعلامي رجلا أو امرأة».

إنجازات على الشاشة

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/374614.jpg

الإعلامية اللبنانية نسرين صادق من تلفزيون «الآن»، حازت جائزة أفضل مديرة لقسم الأخبار لعام ،2010 بقرار للجنة التحضيرية العليا لملتقى الإعلاميين الشباب العرب. وجاء اختيارها بعد متابعة إنجازاتها على الشاشة، ومن أبرزها الحوارات الحصرية التي أجرتها، ومنها حوار مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

تعد نسرين من الإعلاميات المميزات في الوطن العربي، واستطاعت ـ في فترة وجيزة ـ تقديم صورة جديدة ومميزة لنشرات الأخبار. ويأتي توجه إدارة ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الثالث العام الجاري، إلى تكريم المرأة الإعلامية ودورها، إذ تم إطلاق جائزة «أطوار بهجت للمراسل العربي»، تأكيداً على وجود الإعلامية العربية في جميع الأحداث، خصوصاً في مناطق الحروب والكوارث والاضطرابات والثورات. يذكر أن نسرين اختيرت أيضاً «شخصية العام الإعلامية»، ضمن سجلات التميز لدائرة التنفيذيين والمهنيين في الولايات المتحدة الأميركية للعامين 2008 ـ .2009

 

وأشارت إلى أن «عدوان الاحتلال الإسرائيلي، في حربه على غزة ولبنان، سلط الضوء على مراسلات كن في وسط الحرب وتحت وابل القنابل، دون خوف، وشاهدناهن يرتدين الخوذات ويتنقلن بين الدبابات، وفي مختلف المواقع». وأضافت نسرين أن قناة «الآن» عندما قررت أن تختار مراسلا ميدانيا في ليبيا، التي تشهد ثورة شعبية، «عبرت الزميلة جنان موسى عن رغبتها الشديدة في أن تسافر الى ليبيا لتغطية أحداث الثورة، مع أنها تعرضت لمحاولة قتل على يد البلطجية، أثناء متابعتها الميدانية لثورة مصر، لكن جنان أكدت إصرارها، وقالت إنه لم يعد هناك فرق بين الإعلامي والإعلامية، فكلاهما متساوٍ في المهمة».

مهمتان

ليس سهلا أن تقف مذيعة امام الكاميرا تقدم برنامجا تلفزيونيا، وفي الوقت نفسه تكون مديرة في القناة التلفزيونية، فالفصل بينهما فيه تحـدٍ لتقـديم كل مهـمة منفردة، ووفق متطلباتها المهنية، لكن هذا ما حدث مع الإعلامية نسرين صادق، فهي مديرة الأخبار في قناة «الآن»، وفي الوقت ذاته تعمل مقدمة برنامج «نون» في القناة، ما يتطلب أسلوبا خاصا للتوفيق بين الجانبين.

وحسب ما قالت نسرين، فإن «المشكلة ليست عندي، بقدر ما هي في فريق العمل الذي يصر على أن يتعامل معي بصفتي مديرة، وأنا أقدم البرنامج، إذ يشعرون بالحرج من تقديم التعليمات إلي». وأضافت «أنا في الأساس اتبع أسلوب الأخوة في العمل، لذا أحاول ان يكون كل شيء طبيعيا الى حد ما». لكنها اشارت الى أنها اثناء تقديمها البرنامج، يذهب تفكيرها إلى ستوديو الأخبار وأحواله.

«نون» برنامج أسبوعي يقدم قراءة نسائية للأحداث الجارية على الساحة الخليجية والعربية والدولية، تشمل القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية. وقالت نسرين «من خلال البرنامج أعودإلى ذاتي، وأتذكر مراحل مسيرتي المهنية، من الصحافة المكتوبة إلى المرئية، إذ بدأت العمل في الصحف، ثم انتقلت الى التلفزيون الذي تدرجت فيه وظيفيا»، موضحة أنها في عملها التلفزيوني تخاطب جمهورا تصفه بأنه متيقظ، ما يجعلها أمام تحدٍ لإثبات نجاحها في عملها، خصوصا أن نباهة الجمهور تحفزها على المزيد من الإبداع، وفق قولها.

وعن المواقف التي تتعرض لها نسرين، بما أنها تشغل مهمتين في آن واحد، قالت «أحاول الفصل بين مهمتي مديرة للاخبار، وبين دوري مقدمة ومعدة لبرنامج (نون)، إلا أنني أرى نفسي في مواجهة فريق عمل لا يريد أن يفصل بين المهمتين، إذ يصر زملائي على التعامل معي بصفتي مديرة، فلا يوجهون إلي التعليمات اثناء البث على الهواء، مثل طلب الاختصار أو الانتقال الى فقرة جديدة»، مؤكدة «نحن نتعامل بشكل أخوي، وأريد أن اقول لهم إنني فخورة بهم، وعليهم ان ينسوا أنني مديرة اثناء تقديمي البرنامج، لأنهم هم المديرون حينها».

عنوان

عن برنامج «نون»، قالت نسرين صادق «طوال فترة عملي في القنوات التلفزيونية المختلفة، سواء اللبنانية أو العربية الأخرى، كنت أحلم ببرنامج خاص يحمل اسم (نون) النسوة»، مشيرة الى أن هذا العنوان كان يستخدمه برنامج في محطة تلفزيونية أخرى، ما أبعد احتمال تسمية البرنامج الجديد به. لكن بناء على اقتراح من احدى زميلاتها، توصلت إلى عنوان برنامجها، «نحن ديمقراطيون في القناة في اتخاذ القرارات، حتى لو كانت متعلقة بعناوين البرامج، إذ نجري استفتاء، وحسب رأي الأغلبية يكون القرار»، مؤكدة ان «إحدى الزميلات اقترحت عنوان (نون)، الذي أعجبنا به، فاخترناه».

وأضافت نسرين أن «العودة إلى الجلوس امام الكاميرا، في أول طلة لي، كانت تشبه أول مرة في كل شيء وأول عمل، وما يرافق ذلك من قلق»، مبينة أنها حتى الآن تشعر بنوع من الارتباك، وتتسارع دقات قلبها عندما تسمع المخرجة تعطي إشارة العد التنازلي لبدء التصوير. وأوضحت أن «العمل الإعلامي مسؤولية كبيرة، وللتلفزيون خصوصيته، إذ إنني أواجه جمهورا ليس بسيطا، وذلك يشعرني بالخوف من أن أخفق في التواصل مع هذا الجمهور».

نسرين، التي عملت مراسلة تلفزيونية في مناطق عدة عانت من الحرب، قالت إن «سياسة قناة (الآن) موجهة إلى المرأة بشكل عام واهتماماتها، وعنوان البرنامج مستوحى من نون النسوة الخاصة بالنساء أيضا»، موضحة أن البرنامج الذي تقدمه يتناول مختلف القضايا التي يعيشها الوطن العربي، كما أن ضيوفه من الجنسين، يعتبر البرنامج مساحة حرة ليناقشوا ويطرحوا أفكارهم وآراءهم أمام المشاهدين. وأضافت أن «نظام البرنامج يعتمد على التقارير الخاصة والأخبار العامة، ويستضيف ثلاثة ضيوف في كل حلقة، لمناقشة ما يجري بطريقة أقرب إلى حوار الصالونات، الذي يتميز بالبساطة والراحة والتلقائية». وأضافت أن «الأخبار على قناة (الآن) تتميز بأسلوب مختلف، إذ تقدم بطريقة سريعة، مقارنة مع طبيعة الأخبار بشكل عام»، مضيفة «كون القناة موجهة إلى المرأة، لا يعني أن تكون الأخبار أنثوية، لانها في النهاية أخبار، وفي كثير من الأحيان تكون موجعة»، موضحة ان الأخبار في القناة تعتمد على التكثيف، من حيث الصياغة، والموضوعات ذات الأولوية والتعاطي مع الصورة، وتناولت مختلف جوانب الحياة، «نشرتنا ليست محددة بالأخبار السياسية، فهي مزيج متنوع من كل حقل، مع التركيز على الجانب الإنساني».

تويتر