تحويل « المنتدى » إلى مؤسّسة لتخليد ذكرى الشيخ زايد

« السيرة والمسيرة » توثيق لذكـــــــــرى خالدة

أصدر المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، كتابه التوثيقي للدورة الأولى من «منتدى زايد السنوي»، الذي نظمه المركز ونادي تراث الإمارات في الأول والثاني من نوفمبر 2010 في أبوظبي، تحت عنوان «السيرة والمسيرة».

وقال المدير التنفيذي للمكتب حبيب الصايغ، إن «المنتدى سيتحول إلى حدث سنوي متواصل، ليصبح بمثابة مؤسسة تعمل على تخليد ذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع العمل على إكساب المنتدى صيغة دائمة من خلال تشكيل أمانة عامة له». مشيراً إلى أن الاستعدادات قد بدأت للتحضير للدورة الثانية من منتدى زايد السنوي، والتي ستتضمن إضافات تليق بصاحب الذكرى، وستتضمن العديد من الفعاليات المصاحبة التي من المؤمل أن تضيف المزيد عن شخصية الوالد القائد المؤسس، وأن التصورات المبدئية حول هذا الموضوع سترفع قريباُ إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، للتوجيه.

وأوضح الصايغ أن الكتاب الخاص بالمنتدى المقبل لن يقتصر على كونه نتاجاً للمنتدى، أو يتضمن الكلمات والأبحاث التي ستقدم، حيث سيبدأ العمل فيه قبل انعقاد المنتدى بفترة كافية، تجرى خلالها زيارة المتحدثين المرشحين للتحدث والمشاركة في الجلسات، وتوثيق سيرتهم وعلاقتهم بالمغفور له الشيخ زايد، وتضم هذه الأعمال للكتاب إلى جانب الاطروحات التي ستقدم في المنتدى. ولفت الصايغ خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، إلى سعى المركز ونادي تراث الامارات إلى إدخال الكتاب ضمن المناهج الدراسية في مدارس الدولة، كما هناك خطة لتوقيع مذكرة تفاهم بين النادي ومجلس أبوظبي للتعليم.

ذاكرة الوطن

المستشار في وزارة شؤون الرئاسة زكي نسيبه وصف الحديث عن المغفور له الشيخ زايد بأنه حديث عن ذاكرة الوطن، وأن مسيرته هي مسيرة الامة. مشيراً إلى أهمية الكتاب الذي يمثل باكورة نتاجات المنتدى لإتاحة الفرصة للتعرف إلى جوانب مختلفة من شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، وتعريف الأجيال الجديدة بها وبإنجازات الوالد والقائد، وتعريفهم بالصعوبات والتحديات التي واجهت بداية قيام الاتحاد، والتي وصفها مراقبون بالمستحيلة، ولكن بفضل قيادة زايد وحكمته نجحت التجربة وأثمرت عن دولة الاتحاد التي ستحتفل هذا العام بمرور 40 عاماً على قيامها.

أفلام قديمة

أوضح محمد الخالدي المصور الخاص للمغفور له الشيخ زايد، أنه يجرى حالياً البحث لتكوين لجان لنقل الافلام القديمة التي قام بتصويرها للشيخ زايد، رحمه الله، إلى أفلام حديثة بتقنيات متطورة لإتاحة الفرصة للباحثين للاطلاع عليها. لافتا إلى أنه من خلال هذه الافلام والصور التي التقطها كان شاهداً على البذل والعطاء الذي قدمه الشيخ زايد لشعبه ووطنه انطلاقًا من ايمانه بأن المواطن هو الثروة الحقيقية للوطن، وامتد هذا العطاء ليشمل العديد من دول العالم.



وأشار مدير وحدة الدراسات والبحوث في مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات جمعة الدرمكي، إلى أن كتاب «السيرة والمسيرة» يعد وثيقة تاريخية تم استخلاصها عبر روايات لرجال رافقوا المغفور له الشيخ زايد، مبيناً أن الكتاب سيتم توزيعه على المكتبات العامة والخاصة ليكون مرجعا متاحا للجميع. وبين ان الدورات المقبلة من المنتدى ستشهد المزيد من التطوير في منهجيتها مع الحرص على استقطاب اسماء جديدة.

واجب

يقع كتاب «السيرة والمسيرة» في 180 صفحة في طباعة فاخرة، وقسم إلى أبواب عدة متضمنة صوراً لمعالم النهضة والحضارة في الإمارات. ويسجل الكتاب بين صفحاته بالصور كلمات للقائد المؤسس، ووقائع حفل افتتاح المنتدى التي توجت بكلمة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، رئيس المركز الثقافي الإعلامي، وكلمة شخصية المنتدى أحمد خليفة السويدي، ثم وقائع جلسات المنتدى الثلاث وهي «رجال حول زايد» و«زايد والتنمية»، و«زايد وبناء الإنسان». واختتم الكتاب بمجموعة من الصور تحمل عنوان «زايد الرجل الذي صنع الفرق» توضح مدى التقدم الذي أنجز في دولة الإمارات على يد الشيخ زايد رحمه الله.

وفي تقديمه للكتاب أشار المدير التنفيذي للمركز حبيب الصايغ، إلى أن إصدار المركز الثقافي الإعلامي لهذا الكتاب محاولة لنيل شرف الإحاطة بسيرة المغفور له الشيخ زايد، واستبصار الملامح المشرقة والبناءة في مسيرته. وأضاف أن هذا الكتاب تماماً كما المنتدى، يأتي «استكمالاً لواجب في ذمتنا، وديناً في رقابنا تجاه الرجل الذي علمنا كيف يكون الواجب، وكيف يكبر الإنسان بالحق ومع الحق». مشيراً إلى أن أي محاولة للكتابة عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لن تستطيع الإلمام بكل ما في سيرته العطرة من دروس، ولا بكل ما في مسيرته المشرفة من عبر، ولا حتى الإحاطة بجانب من جوانب هذه السيرة، ولا بميل واحد فقط من تلك المسيرة، لكن الأمر يبقى في النهاية مجرد محاولة، لا تنكر حرصنا على نيل شرفها، ولا شك في أن أمثالنا كثيرون وحريصون على ذلك.

وأعرب الصايغ عن أمله في أن يكون هذا العمل إضافة إلى ما يمكن أن يقدم لرجل قّدم كل ما يملك في سبيل بناء دولة الاتحاد، وبناء الإنسان الذي يعيش على أرض هذه الدولة، وأشار إلى أن المنتدى خصص جلستين من جلسات الدورة الأولى لمنتدى زايد السنوي لهذين الموضوعين، الأولى عن «زايد والتنمية» والأخرى عن «زايد وبناء الإنسان».

تويتر