لقاء في البستكية لنقاط التشابه والاختلاف

18 فنـانـاً يـروون حكـايات اللـون والحرف

الأعمال المشاركة تجمع بين الثقافتين الشرقية والغربية. من المصدر

يقدم 18 فنانا من أفغانستان وبنغلاديش وإيران وباكستان، في الثاني من الشهر المقبل، معرضا فنيا بعنوان الخيوط المشتركة في بيت التراث، في البستكية، حول نقاط التشابه والاختلاف بين الفنون في دول المنطقة، والتي تلتقي حسب لوحاتهم من حيث العرق والجذر واللغة والدين، في محاولة لتسليط الضوء على دور المنطقة العربية في العالم، من خلال المجالات الفنية والسياسية والفكرية والاجتماعية كافة، مؤكدين أهمية استفادتهم الشخصية فنيا، من خلال المشاهد في المنطقة التي ألهمتهم أن يتركوا بصمتهم في حكايات عربية إسلامية يروونها، من خلال لوحاتهم ومنحوتاتهم الفنية.

ويشارك في المعرض أفسون، علي أدجلّي، جمال أحمد، إمران شنّا، نيزاكات علي ديبار، سيمين فرحات، زهيد فاروقي، عبدالجبّار غول، محمود كالاري، حسين خسروجردي، إمعان محمود، علي رهبار، أقسى شكيل، زليخة شرزاد، شنكاي ستانيكزاي، أمجد علي تيبور، رحيم وليزادا، وعامر يوسف.

منحوتات ورسوم

من خلال منحوتات الفنانة سيمين فرحات تستشعر التحدي من التصورات الشعبية الموجودة في منطقة الشرق الاوسط، اذ تصر الفتاة على ان تستخدم الحرف العربي القابل للمسايرة، حسب تعبيرها «فالحرف العربي قابل للضغط ومسايرة الشكل الذي اريد بحب، لأنه اقوى من أي فنان، إضافة الى قدرة تأثيره في الايحاءات التي نريد ان نعلن عنها»، فالجانب الفلسفي يظهر بقوة في أعمال سيمين، «فمن خلال الحرف العربي نحكي الشعر الفارسي والأردي المترجم الذي يظهر جمالية المعنى وقوته عند الترجمة، بفضل قوة اللغة العربية».

أما بالنسبة للايرانية أفسون، فمنهجيتها الفنية قائمة على مستويات عدة، وهي تهوى فن الكولاج وهذا يظهر جليا في معظم أعمالها التي تتخللها النصوص والصور، فتعتمد الفنانة في ابتكاراتها على مختلف وسائط الاعلام، بما فيها تقنية الطباعة «لينوكات»، والتصوير الفوتوغرافي، وفنّ اللصق والنقش. وينتج عن ذلك لوحات غنيّة، تتّسم بروح الدعابة والمرح، والهدف منها حسب رأيها اعطاء فرصة للجمهور أن يتفاعل مع الأعمال، ويحاول ان يحاكيها ويفسر معانيها الظاهرة والخفية، وعن الكولاج كمنهجية فنية، قالت افسون «أعتبره أسلوب رسم أكثر مما هو فن، فهو يعتمد على الخامات المتناثرة في الطبيعة، من أوراق وزجاج وأي خردوات تستخدم لإظهار لوحة فنية غير متوقعة، ويعتمد على إلصاق هذه الخردوات على اللوحة المراد الرسم عليها»، وقد استمد هذا الفن اسمه من لفظ «كولاج» وهي كلمة فرنسية معناها اللصق، وبهذا فقد حافظت على أسلوب الكولاج»، أي صناعة لوحة من خليط مواد وليس من مادة واحدة فقط، وهذه المواد من الممكن أن تكون: ورق مناديل، تجاليد، ورق جرائد أو مجلات، بطاقات، معادن، أشياء بلاستيكية، قماشاً، أسلاكاً، صوراً فوتوغرافية، ويمكن استخدام مواد يجدها الفنان، مثل: صدفات، ريش طيور، حصى، ويمكن استخدام مواد خردة مثل ألعاب مهملة، وأدوات مطبخ.

الأرابيسك العربي

من خلال القماش تظهر اعمال المصممة الأفغانية زليخة شرزاد التي تقوم بتقديم تركيب فني يقوم على الظلال والقماش، وتقول «ارتأيت ان أستعين باستراتيجيات التصاميم الفارسية والإسلامية، مثل الأشكال الهندسية المجردة وزخرفة الأرابيسك العربية، التي مازالت تؤثر في طبيعة الحياة في المنطقة، محاولة إدخال تأثير الثقافة الغربية، من خلال هندسة العمارة وتعدد المدارس الفنية الحديثة»، فالأرابيسك الذي تهواه شرزاد امتازت به الحضارة العربية الاسلامية، وهو بالأساس صناعة معمارية الطابع تدخل فى الأثاث غالبا، لكن بروز فن الأرابيسك بدأ خلال الحقبة الماضية من القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، ويشار الى أن حرفيي وفناني الأرابيسك العرب فى مصر وبلاد الشام جلبوا إلى اسطنبول فى القرن التاسع عشر لتزيين قصور السلاطين العثمانية، وقد شهدت حقبة الفنون السلجوقية في المنطقة العربية، قبيل دخول العثمانيين الى البلاد العربية، ازدهارا كبيرا، وقد زينت اعمال الأرابيسك القصور والبيوت والمساجد، لما امتازت به أشغالها من دقة صنعة وبراعة فى التنفيذ، وجماليات تتواءم مع واقع التزيين فى تلك الأزمنة، فقد خلت اعمال الأرابيسك من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وغلبت الأشكال ذات الطابع الزخرفي والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها.

تويتر