نفـت شـائعــات سحب جواز سفرها وعادت لتستقرّ في أبوظبي

رويدا المحروقي:لســـت «روبي الخليج»

رويدا المحروقي: أحمل ملامح تجديد للأغنية الإماراتية. الإمارات اليوم

كل من يقترب من الفنانة الإماراتية رويدا المحروقي لابد أن تتبادر إلى ذهنه تساؤلات عدة حول الحضور المحدود لتلك الفنانة في مختلف وسائل الإعلام المحلية، وندرة وجودها في المناسبات والفعاليات التي تكتسي صبغة جماهيرية. هذه التساؤلات وغيرها أجابت عنها المحروقي «الإمارات اليوم» بصراحة شديدة متناولة عددا من القضايا التي كانت تفضل سابقاً عدم الخوض فيها، من أبرزها نفيها الشائعات التي تم تداولها أخيرا عن سحب جواز سفرها. رافضة لقب «روبي الخليج» أو مقارنتها بالمغنية اللبنانية «ماريا».

وقالت المحروقي إن «روبي فنانة ناجحة، وأصبحت موجودة في أهم الأعمال المصرية السينمائية، لكنني رغم ذلك لا أشبه إلا ذاتي، ولا أعتقد أن ما يلمحون به في ما يتعلق بجرأة الأغنيات التي أقوم بتصويرها صحيح، فأنا أنسجم مع ذاتي ولا أفضل أن أخدع الناس أمام الكاميرا، فالمواطنة ليست شيلة وعباءة، بل إنني أزعم بأنني جديرة بتمثيل الإمارات في مختلف المحافل خارجياً عبر ثقافتي الواسعة وتجددي الفني». وأضافت المحروقي «المغنية اللبنانية ماريا قامت بالغناء في حوض استحمام مملوء بالحليب، أما أنا فلم أقم بالفعل نفسه في حوض مملوء بالشوكولاتة، كما يروجون، بل إن الأغنية المصورة «آي آي» لم تتضمن سوى مشاهد للشوكولاتة على وجهي».

وأشارت المحروقي إلى شعورها بأن هناك دائماً من يتربص بها، لكنها لم تعد تقف كثيراً عند أولئك. وقالت: «منذ انطلاقتي الفنية وأنا أحمل ملامح تجديد وتحديث واضحين للأغنية الإماراتية، حسب من رصدوا تلك المرحلة بدقة، وفي الوقت الذي كان البعض يبدي تحفظاً على هذا النهج، تحول الكثيرون في مراحل مختلفة إلى اتجاه بدأته قبلهم بسنوات طويلة، ما يعني أنني لم أكن مخطئة».

وأضافت «أعلم بأن هناك من يشغل نفسه بتغييب اسمي عن مناسبات تحقق لي مزيداً من الحضور المحلي، وان آخرين يشغلون أنفسهم بتقليص وجودي بداعي المنافسة، لكنني لست مهتمة بذلك، وحتى الوجود في مهرجانات عربية أضحى حكراً على اسماء بعينها، لكنني غير معنية بالبحث في خلفيات مصالح تجمع فنانين بمتعهدي فعاليات أو خلاف ذلك، لأنني واثقة بألا أحد يستطيع أن يخدع الجميع كل الوقت».

جرأة

اعترفت المحروقي بأن معظم أغانيها المصورة تتسم بالجرأة، لكنها ليست جرأة بغرض الإثارة الجارحة، وكل من يقترب مني لن يجدني مختلفة كثيراً عن شخصيتي الفنية، فضلاً عن أنني لم أدّعِ يوماً بأنني أمثل الفتاة أو السيدة الإماراتية في تلك الأعمال، وعندما يكون الأمر متعلقاً بهذا الاعتبار سأبدو فيه بشكل مختلف، لذلك فإنني أزعم أنه في حال توافرت لي فرصة تمثيل بلدي، فإنني قادرة على أن يكون ذلك تمثيلاً مشرفاً، لأنني سعيت طوال مشواري الفني إلى دعم الموهبة الفنية بحصيلة ثقافية واسعة، سواء من خلال الدراسة الأكاديمية المتخصصة والتثقيف الذاتي أو عبر تجويد أدواتي الفنية، وهما العاملان الحقيقيان اللذان يمكّنان الفنان من التمثيل الحقيقي المشرف لبلاده، دون مزايدات».

ودافعت المحروقي عن أغنيتها «آي آي» التي أثارت الجدل، واعتبرت «مخالفة شرعية تمتهن النعمة»،بالقول إن «تلك الانتقادات بدأت حتى قبل أن يتم طرح الأغنية المصورة، ومعظم الصور التي تم تداولها لم يجدها منتقدوها بشكل فعلي في الأغنية، ومعظم الآراء الموضوعية لم تنتقد العمل بعد طرحه، فضلاً عن أنني لم أدّعِ بأن تصوير الأغنية موجه إلى الجمهور المحلي فقط بل العربي بشكل أوسع»، مضيفة ان «الشريحة نفسها التي تبحث عن النقد السلبي، هي من شنت حملة مشابهة معترضة على قبول شخصية كرتونية في المشهد الختامي لأغنية (غريب الطبايع) على نحو يؤكد اتجاه مطلقي تلك الحملات».

تجاهل

أكدت المحروقي أن هناك تجاهلا ملموسا لنجاحاتها المهنية، معتبرة أن هناك منهجية من قبل البعض للتهجم وتصيد السلبيات، وتساءلت: «أين ذهب أصحاب تلك الآراء والأقلام عندما أصبحت أول فنانة خليجية توقع عقد دعاية مع أشهر شركة مشروبات غازية في العالم، وهو أمر اهتمت به الصحافة الخليجية والعربية عندما تم مع مطربات غير خليجيات، وحتى عندما شاركت في بطولة فيلم عربي مهم، لم يتم الالتفات في الإعلام المحلي لهذا الأمر، رغم أن الكثيرين من الفنانين العرب يجدون دعماً غير مسبوق من الإعلام المحلي، وهو الإعلام نفسه الذي انتقد جرأة فنانات عربيات في مرحلة ما ثم عاد للتهليل لهن وتنجيمهن في مراحل لاحقة».

وقالت المحروقي، التي عادت بصحبة ابنها نور لتستقر في أبوظبي بعد إقامة في القاهرة بعد أن التأم شملها الأسري مرة ثانية بزوجها وابنها: «لم أتوقف عن الغناء خلال تلك الفترة التي فقدت فيها حضانة ابني نور، لكنني كنت أراوح مكاني في الوقت ذاته، وامضيت عاماً كاملاً من دون أن أراه، ونحو عام ونصف كانت رؤيتي له على فترات متباعدة».

وكشفت المحروقي عن أنها كانت تستعد خلال الفترة الماضية للمشاركة في عدد من المسلسلات والأفلام وايضاً الفوازير الرمضانية، معظمها من إنتاج تلفزيوني أبوظبي ودبي، وبعض الشركات الخاصة، قبل أن ترجئ الفكرة قليلاً من أجل العثور على العمل المناسب، فضلاً عن تأكيدها أنها شديدة الإيمان بقدراتها الفنية. وقالت: «أزعم أنني أشتغل على أدواتي الفنية باجتهاد نادر في الوسط الفني، ومشواري المقبل سيكون حافلاً بالكثير من المفاجآت، ليس من ضمنها تحديداً التقديم التلفزيوني الذي لا يتوافق مع ميولي».

وجه واحد

استغربت الفنانة الإماراتية رويدا المحروقي اتجاه البعض الى التعامل مع اللباس التقليدي للفتاة الإماراتية على أنه زي فني يلازم الطلة التلفزيونية أو الإعلامية، وقالت: «في حياتي اليومية لا أرتدي هذا الزي، والكثيرات من الإماراتيات لا يرتدينه،لأن قيم المواطنة تتعدى زياً بعينه، فلماذا يتم اختزال كل شرائح المجتمع في ارتداء الشيلة والعباءة. وأضافت «أحد أهم ملامح المجتمع الإماراتي هو قبول الآخر، والتواصل الإيجابي مع ثقافات مختلفة، وهو أمر يلزم الفنان أن يكون أكثر وعياً وانفتاحاً، ومجيداً لآليات ذلك التواصل، وبشكل خاص من خلال اتقانه لغات مختلفة، وهذا هو الأهم».

وقالت المحروقي التي أتاحت لها دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت إطلالة فنية أولى عبر البرنامج الشهير حينها «استوديو الفن»، قبل أن تستقر لفترة في القاهرة: «يجب على الفنان ألا يتخفى وراء أكثر من وجه، وعليه أن يكون أكثر صراحة وتواؤماً مع ذاته من دون تصنّع لأسباب تتعلق باكتساب مزيد من الجماهيرية، وفي المقابل على الإعلام والمجتمع أن يتقبلا خصوصية الفنان، وأن تكون معايير الانتقاد فنية وليست شخصية».

واعترفت المحروقي بأن شركة «روتانا» للإنتاج الفني لم تقدم الخدمات التي كانت تأملها في ما يتعلق بالدعاية وبعض تفاصيل البوماتها الأربعة الماضية، لكنها اشارت ايضاً إلى أن أحد اسباب تأخر إصداراتها يعود إلى تباطؤها الشديد في اختيار الأغنيات. وأوضحت «ألبومي الخامس والأخير في تعاقدي مع (روتانا) سيصدر خلال مارس المقبل، لكنني لست على خلاف شخصي مع القائمين على الشركة، وإنهاء التعاقد أو تمديده ليس محل جدل الآن».

المحروقي التي تأنس بسماع اسطوانات لحسين الجسمي ونوال الكويتية، قالت إنها لاتزال تمارس هوايتها في الرسم التي حصلت من خلالها على جوائز رسمية وهي في سن الثامنة، لافتة إلى أن ممارستها العمل الإخراجي في تلفزيون أبوظبي لسبع سنوات كان مؤثراً أيضاً في مشوارها الفني، لكنها أشارت إلى الدور الإيجابي للرياضة عموماً ولليوغا خصوصاً في حياتها اليومية.

 

تويتر