عروض عالمية في «ليالٍ عربية» لدبي السينمائي

من فيلم «مدينة الموتى». من المصدر

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة التي تنطلق فعالياتها الشهر المقبل، 11 فيلماً تمثل نخبة متنوعة من إبداعات السينما المعاصرة، ما يوفر للمشاهد نظرة من زوايا مختلفة على بعض القضايا والموضوعات ذات الصلة بالعالم العربي. ويتضمن برنامج «ليالٍ عربية»، الذي يعد إحدى الدعائم الأساسية لمهرجان دبي السينمائي الدولي منذ انطلاقته في عام ،2004 خلال هذا العام مجموعة من الأعمال السينمائية الدرامية والكوميدية والموسيقية التي أبدعها مخرجون عرب وعالميون، والتي تصور شرائح مختلفة من الحياة في العراق وإيران وسورية ومصر وتركيا وفلسطين والجزائر وموريتانيا، وتشمل هذه المجموعة الغنية من الأفلام اثنين من الأعمال السينمائية التي تعرض للمرة الأولى على المستوى العالمي، وفيلماً واحداً في عرضه الدولي الأول، وستة أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، واثنين يتم عرضهما للمرة الأولى في منطقة الخليج، ومجموعة واسعة من الأعمال السينمائية التي جاءت ثمرة تعاون مشترك.

ويروي فيلم «عشرون سيجارة»، الذي تدور أحداثه في العراق، حكاية رجل يعود من الموت. ويتمحور الفيلم حول عملية تفجير انتحاري استهدفت عام 2003 مقراً للشرطة في مدينة الناصرية بالعراق، ويحكي قصة «أورليانو آمادي»، شاب طائش يذهب إلى العراق للمشاركة في تصوير فيلم، لكنه يجد نفسه بعد ساعات من وصوله وقد بات هدفاً لانفجار شاحنة عند مخفر الشرطة في الناصرية، لم ينجُ منه أحد إلا هو، بعد أن يصاب بجروح خطيرة جراء الانفجار.

ويعرض برنامج «ليالٍ عربية» أيضاً اثنين من الأفلام الوثائقية، إذ يروي فيلم «مدرسة بغداد للسينما» إنتاج هولندي، ويحكي قصة حقيقية بطلاها المخرجان العراقيان ميسون باجه جي وقاسم عبد، اللذان قررا افتتاح أول مدرسة مستقلة للسينما في العراق، وذلك بعيد التحرير ببضعة أشهر. ويسلط الفيلم الضوء على حياة مجموعة من الطلاب العراقيين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم المتمثلة في صناعة أفلام في بيئة تعمها الفوضى والخوف والموت والصعاب.

وتدور أحداث «الفيلم الأول» للكاتب والمخرج البريطاني مارك كوزينز، في قرية «غوبتابا» الكردية العراقية. ويسجل الفيلم اكتشاف المخرج لهذه القرية ومجتمعها المزدهر، وإن كانت تجثم عليه ذكريات صعبة.

ويلتفت كوزينز في أثناء محاولاته لتسجيل انطباعات ذكريات أهل القرية عن الحرب والمعاناة، إلى الخيال الخصب الذي يتمتع به أطفال القرية ويعمل على إبرازه من خلال عرض مجموعة من الأعمال السينمائية أمامهم للمرة الأولى ليبدأوا بعد ذلك بصنع أفلام قصيرة بأنفسهم.

فيما يروي فيلم «مسافة رصاصة»، الذي تدور أحداثه في كردستان العراق أيضاً، قصة ناشطين في مجال حقوق الإنسان، حين يتحديان حظر التجول لينقذا ابن مترجمهما المصاب بشظية من لغم أرضي. في عتمة الليل الطويل، حيوات تتشظى وأسرار تتكشف وتشابكات تُفضّ، بينما تواجه كل من الشخصيات مصيرها. ولعل فيلم «ورود كركوك» يعد التعاون السينمائي الأول بين إيطاليا والعراق حتى اليوم، وفي هذا العمل يعاكس الحظ الحبيبين «نجلا» و«شيركو» اللذين يعلمان يقيناً أنه ليس بوسعهما الزواج بغض النظر عن قوة مشاعرهما تجاه بعضهما بعضاً، لأن «شيركو» كردي في حين أن «نجلا» تنحدر من عائلة عربية مرموقة.

ويسعى في هذه الأثناء شاب وسيم الطلعة يعمل ضابطاً في الجيش لخطب ودها، ولا يلبث أن يؤدي دوراً أساسياً في مثلث الحب. وفي القاهرة، يسلط المخرج سيرجيو تريفوت الضوء عن كثب على منطقة تتمدد فيها قبور وأضرحة وسراديب أكل الدهر عليها وشرب منذ قرون ويسميها أهل المدينة «القرافة» كناية عن المقبرة. لكن «مدينة الموتى» هذه تعج بالحياة، وتضم ما يقارب المليون شخص من سكان القاهرة ممن يعيشون حياتهم يوماً بعد يوم في شوارع القرافة وممراتها المتشابكة.

ويأخذنا الفيلم الوثائقي إلى قلب حاضرة الموت المزدهرة هذه، ويستطلع النواحي المختلفة للحياة فيها. وتحرص المخرجة نورما مرقص في فيلمها «ملامح فلسطينية ضائعة»، على أن تري صديقها ستيفان كيف يحاول الناس العاديون أن يعيشوا حياة عادية في المناطق غير المحتلة، وأن لفلسطين وجهاً حيوياً لا علاقة له بالتقارير المؤرقة عن العنف والحرب والدماء.

ويقدم المخرج الإيراني طاهر كريمي عمله الدرامي الأول الجميل «جبل القنديل» على خلفية من المشاهد الجبلية الساحرة، ولكن العنيفة الضارية في الآن نفسه، إذ تلتقي حدود إيران وتركيا والعراق عند جبل «القنديل»، ويختار لدور البطولة الممثل المسرحي والسينمائي المخضرم «قطب الدين صادقي»، محاولاً أن يسلط الضوء على الهموم المشتركة التي تربط العرب بالأكراد والأتراك بالإيرانيين.

وقال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله آل علي، إن الأفلام التي تم اختيارها للعرض ضمن برنامج «ليالٍ عربية» خلال دورة هذا العام «تتميز بنهجها المختلف كلياً، فهــناك أفلام أجنبية تم تصويرها في المنطقة، أبطالها من العرب وغير العرب، وأفلام عربية أبطالها ممثلون مشهورون، إضافة إلى أفلام عربية تم تصويرها بالكامل خارج حدود المــنطقة.

وتمثل هذه الأفلام اكتشافات جديرة بالاهتمام، جاءت انعكاساً للتجارب العميقة والمتنوعة التي يمر بها الناس». ومن بين الأفلام الأخرى التي يتضمنها البرنامج فيلم «الأب والأجنبي» للمخرج ريكي توغنازي، فيلم ذو طابع بوليسي من الكاتب «جيانكارلو دي كاتالدو»، الذي أسهم أيضاً في كتابة النص من رواية له تحمل الاسم نفسه، وتدور أحداثه حول رجل أعمال سوري ثري يعيش في روما، ويُقال إنه مطلوب من السلطات لاشتباه تورطه في عمليات إرهابية.

ويروي الفيلم، الذي يشارك في بطولته كل من نادين لبكي وعمرو واكد وأليساندرو غاسمان، قصة موظف بيروقراطي روماني لديه ابن معاق، يلتقي برجل أعمال ثري، وهو أيضاً أب لولد مصاب بإعاقة شديدة، تتوطد بين الاثنين صداقة غير عادية، لتنتهي الأمور بمطاردة ضارية في شوارع روما المزدحمة. وتقام الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي خلال الفترة من 12 الى 19 ديسمبر المقبل بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات.

تويتر