مبدعو الإمارات تصدروا «اختراعات الشرق الأوسط»

إبراهيم عبدالملك يتوسط عدد من الفائزين. تصوير: تشاندرابالان

قال الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب، إبراهيم عبدالملك، إن «الحضور الكبير للفعاليات الرياضية والمنتمين إليها في وسائل الإعلام العربي يُهمّش التفاعل المجتمعي مع المبدعين في مختلف مناحي النشاطات الأخرى، وبشكل خاص الثقافي والعلمي»، مشيراً إلى أن المسؤولية محلياً لا تعفى منها الهيئة العامة لرعاية الشباب نفسها التي ستخصص وقتاً كبيراً من مشروعاتها في الفترة المقبلة، لرأب هذا الخلل، إضافة إلى المبدعين الشباب أنفسهم الذين يلمس من بعضهم عزوف عن الاستمرارية في محيط نشاطه، مطالباً وسائل الإعلام المختلفة بإيلاء مساحات أكبر من اهتمامها للفئة العمرية التي تقع ضمن اهتمامات الهيئة، خصوصاً المميزين والموهوبين منهم».

وأكد عبدالملك خلال لقاء إعلامي أقيم في مقر الهيئة في دبي، أمس، إن «الهيئة توسعت خلال فترة زمنية وجيزة في استحداث عدد كبير من مراكز الشباب والفتيات في مختلف أنحاء الدولة»، مشيراً إلى أن هناك مركزين جديدين تم إنشاؤهما أخيراً في الفجيرة، وأربعة مراكز أخرى ما بين إنشاء وتطوير في كل من رأس الخيمة، وأم القيوين، وفلج المعلا وعجمان، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد اهتماماً خاصاً بالشريحة العمرية التي تقع بين سني 12 و29 عاماً»

وقال لـ«الإمارات اليوم»: هناك الكثير من الشراكات التي ستنجزها الهيئة مع جهات محلية وإقليمية، من أجل دعم المواهب الشابة في مختلف المجالات، وتكوين جسور جيدة بينهم وبين المؤسسات المختلفة، فضلاً عن تسهيل مهام من يمثل منهم الدولة في المحافل الخارجية، وأيضاً القيام بدور الوسيط الإيجابي بين ثمار إبداعاتهم المختلفة والمجتمع».

تسويق ومشاركة

 

قال المخترعون الإماراتيون الثلاثة، الحائزون المركز الأول في فئة الاختراعات، إنهم تلقوا عروضاً كثيرة من شركات أوروبية بشكل عام وبشكل خاص لإبرام تعاقدات تسويقية، مشيرين إلى أن شركات قطرية سعت إلى الحصول على تسويق اختراع روبوت التحكم الآلي الجديد الذي قدمه أحمد المزروعي، الذي لفت إلى أنه تحسب كثيراً من إمكان تسريب فكرة اختراعه الجديد، بعدما فوجئ بتقليد العديد من اختراعات سابقة له في المجال ذاته، وبعد أن طلب منه الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب إبراهيم عبدالملك توجيه كلمة إلى المبدعين الإماراتيين في مجال الاختراعات العلمية، قال المزروعي «خلال مشاركتي في المسابقة لم أصادف شكوى من غياب الدعم سوى من المخترعين العرب، الذين يمثل البحث عن الربح المادي حيزاً كبيراً من اهتمامهم، في مرحلة يحتاج المشروع بالأساس إلى سماع أوجه نظر من نظرائه، وأصحاب التجارب الأكثر نضجاً في هذا المجال، قبل أن يتمكن المشروع من توفير الدعم الذاتي له عن طريق الشركات والمستثمرين الذين تمثل لهم تلك الفعاليات بؤرة شديدة الجذب».

 وكشف عبدالملك أن الوفد الإماراتي حصل على ثلاث ميداليات ذهبية، ودعم مالي مجموعه 35 ألف ريال سعودي وشهادة تقدير، في المعرض الدولي الثالث للاختراعات في الشرق الأوسط بالكويت، والذي ينظمه مكتب جنيف للاختراعات. ما يرشح الفريق نفسه للمشاركة في المعرض العالمي للاختراعات العالمية في جنيف. وأوضح الشباب المخترعون وهم: أحمد المزروعي الذي شارك بجهاز روبوت للتحكم الآلي بقيادة الهجن في السباقات، يعمل وفق آلية جديدة، وفاطمة الكعبي ورشدية الزيودي اللتان اشتركتا بجهاز يعمل على تبريد الهواء داخل السيارة عرضت ملامح جهازيهما أمام وسائل الإعلام المحلية، إذ أشارتا إلى أن جهاز «برد» يعمل من دون الاعتماد على طاقة كهربائية، ومن خلال الاتكاء على خواص محلول ذي سمات كيماوية، يفقد درجة حرارة السيارة الداخلية حتى 15 درجة مئوية ليتعادل بها مع الحرارة خارجها، وبشكل خاص في حالات وقوف السيارة لأوقات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، وهو الاختراع الذي حاز المركز الأول في فئة الاختراعات العلمية بالمسابقة، فيما حصل مشروع «روبوت التحكم في قيادة الهجن» على المركز الثالث في فئة الاختراعات التي شارك فيها 180 مخترعاً يمثلون 38 دولة. وقال الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، خالد المدفع إن «الوصول إلى القمة ليس صعباً، ولكن المحافظة على البقاء في القمة هو الأصعب»، وأكد مدير إدارة الأنشطة الشبابية والثقافية، جمال الحمادي أن «هذا الإنجاز العالمي المميز يستحق الفخر والاعتزاز، ويدعو إلى الاهتمام أكثر بهذه الطاقات التي ترجمت الرؤى الثاقبة لحكومتنا الرشيدة، في المضي قدما باسم الإمارات عالمياً»، مشيراً إلى أن إدارة الأنشطة الشبابية في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تسعى دائما إلى توفير كل وسائل الدعم من أجل إبراز هذه الكواكب الفذة، ورعايتها وتسهيل مشاركتها في الأنشطة العالمية كافة.

وقال رئيس وفد الإمارات، خالد الفيزاري إن «المركز الأول عالميا مع مرتبة الشرف والميداليتين الذهبيتينأ كانتا من نصيب رشدية الزيودي وفاطمة الكعبي اللتين قدمتا جهاز تبريد للسيارة من دون استخدام الطاقة، وتقديرا لهذا الجهد، قدم مكتب براءات الاختراعات في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي لهما جائزة نقدية إضافية قيمتها 25 ألف ريال سعودي، فيما حصل أحمد المزروعي على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف عالمياً و10 آلاف ريال سعودي. يذكر أن المعرض يقام سنويا ويعد ثاني أكبر معرض للاختراعات في العالم، بعد معرض جنيف الذي يشارك فيه العديد من أبرز المخترعين على المستوى الدولي الذين يجتمعون لعرض أحدث الاختراعات التي لم تشارك في معارض عالمية سابقة.

تويتر