42 دولة في الدورة الثانية من «البينالي الدولي لفنون الأطـــــفال»

صغار يرسـمون العالـم في الشارقة

صورة جماعية لعدد من المشاركات في فعاليات «بينالي الأطفال». وام

انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثانية من بينالي الشارقة الدولي لفنون الأطفال الذي يقام في متحف الشارقة للفنون في منطقة الشويهين بمشاركة 42 دولة من مختلف أنحاء العالم ويستمر حتى 31 ديسمبر المقبل. وقالت الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بعد افتتاح فعاليات البينالي: «وجدنا الابداع في كل لوحة، فالموهبة تتجلى في ريش الأطفال وخيالهم، فرسمت أناملهم الطبيعة والبيئة المحيطة بهم، والحياة والبراءة، وأبرزت كم هم سعداء بهذا العالم، وكم نحن سعداء بهم». وأضافت أن سعادتنا تكمن في أن هذا البينالي بلغ عدد الأعمال المشاركة به 4267 عملاً فنياً بمعدل زيادة 70٪ على الدورة السابقة، وبمشاركة فاعلة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين كان لهم نحو 225 عملاً فنياً من إبداعاتهم». وقامت الشيخة عائشة بجولة في أول أجنحة قاعات العرض البينالي، واستعرضت الأعمال الفائزة بمسابقات البينالي وعددها 45 عملا فنياً، وتوزعت على ثلاثة أجنحة في المتحف. وتعرفت الشيخة عائشة الى المشاركة الكبيرة من المبدعين الصغار والفتيات من ذوي الاعاقة، والتي تنوعت أعمالهم في أكثر مسابقات البينالي لتؤكد مواهبهم وغنى تجاربهم الفنية برغم الإعاقة وصغر السن.

حس جمالي

واستمعت الشيخة عائشة خلال الجولة الى شرح من مديرة الإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات بالمجلس رئيسة البينالي، إحسان السويدي، حول أهداف البينالي التي تؤكد أهمية الاطلاع على تجارب الآخرين في الثقافات الفنية المتنوعة لأطفال العالم، وإظهار قدرة الطفل في بناء تكوينات فنية إبداعية بتطويع خامات بيئية ومصنعة، وإثراء الرؤية البصرية للأطفال في مجال الفن التشكيلي، وتنمية ملكة الحس الجمالي والتذوق الفني لدى الاطفال، والاهتمام باللغة التعبيرية للطفل من خلال تكويناته الفنية وقدراته الإبداعية. وتعرفت الشيخة عائشة القاسمي من خلال فنون الأطفال العالمية الى اللغة الفنية وابتكاراتهم وابداعاتهم التي عبروا فيها عن الجماليات التي يرونها في الحياة. وشهدت الشيخة عائشة القاسمي والحضور بعد ذلك حفل تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقات البينالي بجميع مجالاتها.

تسامح

حضور

 

حضر حفل افتتاح الدورة الثانية من بينالي الشارقة الدولي للفنون الذي تنظمه الإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، المديرة العامة للمكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نورة بنت أحمد النومان، والمستشارة في المكتب الثقافي في المجلس الاعلى لشؤون الأسرة، صالحة غابش، والأمينة العامة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة مريم سعيد، ومديرة إدارة شؤون الفتيات بالإدارة العامة لمراكز الأطفال خولة عبدالرحمن الملا. وعضو اللجنة العليا المنظمة للبينالي، مديرة إدارة شؤون الأطفال بالإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات، عائشة حمد مغاور، وعضو لجنة التحكيم في البينالي الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، وأمينة متحف الشارقة للفنون ذكريات المعتوق، وعدد من زوجات القناصل المعتمدين لدى السلك الدبلوماسي بالدولة للدول العربية والأجنبية المشاركة بمسابقات البينالي الفنية.

وأشادت الشيخة عائشة بتوجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي راعية الطفل والطفولة، التي تسخر جميع البرامج والمشروعات لبناء شخصية الطفل ليصبح في المستقبل عماد الوطن، وثمنت جهود الإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات ولجان التحكيم والمشرفين والقائمين على نجاح هذا البينالي. وقالت إن الطفل الذي يمتلئ بالتسامح يتسامى عن العداءات، والذي يقدس السلام لن يشعل عوداً من ثقاب، والذي تغشاه نفحات المحبة سيكون خير جليس للأتراب»، وأضافت «هذه غايات التربية وهذه مقاصد الحق ومنابت الخير التي يستلهم روحها هذا البينالي العظيم الذي أصبح يحقق من التقدم ما يجعله يقترب كل يوم في مسيرة تحقيق الأهداف النبيلة، وها هي الدورة الثانية يزداد فيها عدد الأعمال الفنية المتنافسة ويزداد عدد الدول المشاركة، في إشارة الى الاهتمام الدولي بهذا الصرح الذي يوحد لغة الأطفال، ويحتضن إبداعاتهم، ويشجع حلم الطفولة بحياة أفضل في كل مكان». وأكدت أن «المزيد من الجهود ستبذل لترسيخ وتعزيز تجربة البينالي بريادته وسبقه في منطقتنا الخليجية قاطبة، والمضي به إلى أقصى درجات الإتقان».

وقالت السويدي: «اليوم تتفتح فينا إبداعات الأطفال ورسوماتهم من 42 دولة عن أجمل دعوة الى المحبة والسلام، بل تتفتح عن أمنيات لتعيش الطفولة في هناء ونعيم وأمان. ليست هي رسومات فحسب، بل هي أفكار عالية ومعانٍ سامية تتوشح في حلم الأطفال الموشى بعبق البراءة وأنفاسها». وأكدت أن العالم مطالب بأن يعير هذه النداءات بعضاً من اهتمام، فعالم يحتفي برسوم الأطفال وألوانهم، ثم يلتفت الى نداءاتهم هو عالم جدير بالأطفال، فالفنون تظل لغة للمشاعر والتفاهم، فلنحملها أنبل الرسائل والمعاني ليكون العالم أكثر أمناً من أجل الأطفال، ومن أجل ذلك فلنرتقِ بالفنون ولنعلم أبناءنا معنى السلام ودلالات المحبة والإخاء.

فيلم

وعرض ضمن فقرات الحفل فيلم يوثق نشاط الفنون في مراكز الأطفال والذي يعد نشاطاً محبباً لدى الأطفال والفتيات، لذلك قامت إدارة المراكز بتزويد المراكز بكل ما يحتاج إليه الطفل من رعاية أكثر ممن سواه، ليكون مواطنا صالحا ذا سلوك عالي المستوى.

وأبرز الفيلم أن البينالي يعكس اهتمام المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الذي تتبعه إدارة مراكز الأطفال والفتيات بكل شرائح المجتمع، حيث سبقته عام 2004 مسابقة ألوان الطفولة العربية، لتؤكد نشاط الفنون بالمراكز واهتمامه بدعم المواهب وصقل شخصية الأطفال وتنمية الذوق الجمالي، إضافة الى مشاركتهم في المحافل الدولية والمحلية ضمن إطار المسابقات والمعارض الفنية لترسيخ الاستمتاع بالقيم الجمالية.

وفي ختام الحفل كرمت الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي الفائزين من المشاركين بمسابقات البينالي في مجالات الرسم والتصوير، والخزف والتشكيل. وقامت بتوزيع دروع وهدايا المراكز الأولى على الفائزين من الأطفال والفتيات والمعاقين، كما سلمت عدداً من زوجات القناصل للدول العربية والأجنبية جوائز الفائزين المشاركين من دولهن عبر قارات العالم.

تويتر