أنجز مسلسلاً جديداً يعرض قريباً.. وانتصر على «إشكـالات التمويل»

حيدر محمد: «شعبية الـــكرتون» مستمر بقرار «جُمهوري»

حيدر محمد: الكرتون أنجع من الدراما في إيصال الرسائل الاجتماعية. تصوير: أسامة أبوغانم

ارتياح كبير ساد أسرة المسلسل الكرتوني الإماراتي «شعبية الكرتون» عقب ردود الفعل الإيجابية التي صاحبت انتهاء عرض جزئه الخامس خلال شهر رمضان المبارك، معتبرين أنه الموسم الأصعب على الإطلاق لأبطال الشعبية، ومتذكرين إلى حد كبير الانطلاقة الصعبة التي صاحبت بداياته، وهو ما أرجعه مبدع فكرة المسلسل فنان الكاريكاتير حيدر محمد إلى «صعوبات مالية أثرت في سوية العمل في بعض مراحله»، مؤكداً في الوقت ذاته أن (شعبية الكرتون) مستمر طقساً إبداعياً رمضانياً متى ما أراد الجمهور ذلك»، معتبراً أن الجمهور هو صاحب قرار إيقاف المسلسل من عدمه.

وقال حيدر الذي كشف عن إنجازه مسلسلاً جديداً مُرشحاً لأن يرى النور قريباً عبر قناة محلية، فضل عدم الإشارة إلى اسمها «مؤشرات المتابعة وردود فعل الجمهور كانت شديدة الإيجابية بالنسبة لنا، على الرغم من الصعوبات المادية الكبيرة التي تعرضنا لها هذا العام، وتسببت في اضطرارنا إلى القبول بوجود بعض الثغرات الفنية في العمل، التي تعود لعدم التزام الشركة المنفذة ببعض الاشتراطات الفنية»، كاشفاً عن أنه انتهى تقريباً من قوام أول شركة إماراتية متخصصة في تنفيذ الرسوم الثلاثية الأبعاد، مضيفاً أن مقر الشركة الجديدة التي ستكون في مدينة دبي للإعلام ومقوماتها الفنية فضلاً عن تخصصها في تنفيذ وإنتاج الرسوم ثلاثية الأبعاد «سيشكل دفعة قوية لصناعة الكرتون في الإمارات».

وكشف حيدر الذي يرى أن «الكرتون أوسع قدرة من الدراما التقليدية على استيعاب الرسائل الاجتماعية» متابعته بشغف شديد ردود افعال الجمهور والإعلام حول الجزء الخامس من «الشعبية»، على الرغم من اعترافه بوجود بعض الخلل الفني «لم أكن راضياً تماماً من حيث الشكل الفني، لكن المضمون كان أكثر نضجاً هذا العام بسبب التنوع الشديد في السيناريو الذي استعين فيه بجهود سبعة مؤلفين، ما أضفى نكهة جديدة على المسلسل، فضلاً عن الاتجاه الملحوظ لتخفيف جرعة الفكاهة المجردة، والتشبث بالموقف الكوميدي الدال والحافز باتجاه سلوك إيجابي».

على الرغم من ذلك توقع حيدر أن يكون العام المقبل بمثابة قفزة نوعية جديدة في «شعبية الكرتون» بسبب وعود وتأكيدات بتوفير ميزانية مناسبة للعمل، مضيفاً «لا أبالغ إذا أكدت أن الموسم المقبل قد يكون البداية الحقيقية لـ(شعبية الكرتون) ليس بسبب التلبية المتوقعة للميزانية التي يتطلبها العمل، بل بسبب انجاز المسلسل بالكامل داخل الدولة في سابقة جديدة لصناعة الكرتون الإماراتي، وهو ما يعني أن كل الأمور الفنية سنكون مسؤولين عنها بالكامل وستنجز بما يلائم المحتوى والرؤية الفنية بشكل أكثر نجاعة»، مشيراً إلى أنه سيواصل تقليص عدد شخصيات «الشعبية» عبر الجزء المقبل من العمل.

ودافع حيدر عن فكرة اقتصار بث شعبية الكرتون في شهر رمضان المبارك، مضيفاً «إنتاج مسلسلات كرتونية على مستوى تقني عالٍ يحتاج إلى وقت طويل، واختفاء الشعبية على هذا الأساس طوال العام وظهورها في شهر وحيد أمر طبيعي، لاسيما أن هذا هو الشهر الأكثر مشاهدة ومتابعة من قبل الجمهور»، في حين كشف حيدر عن انخراطه في أعمال جديدة أخرى بخلاف شعبية الكرتون، يعتمد فيها على أصوات مؤدين جدد من غير المشاركين في «الشعبية»، أبرزها عمل جديد يراهن عليه من المتوقع أن يُعرض خلال فترة وجيزة على شاشة إحدى القنوات المحلية بخلاف «سما دبي» التي انحصرت إبداعاته التلفزيونية فيها، خلال السنوات الخمس الماضية.

حيدر يفتقد حارب

بسرعة وتلقائية شديدين أجاب حيدر عما افتقده في رمضان الماضي، قائلاً «افتقدت إبداعات صديقي محمد سعيد حارب و«فريجه»، كاشفاً عن أنه لم يكن يحلم منذ بداياته بأن تحقق «الشعبية» كل هذا الألق الجماهيري.

وأضاف حيدر الذي أصبح شريكاً في إنتاج الشعبية أيضاً هذا العام «أعيش بشكل يومي مع شخصيات شعبية الكرتون وشخصيات كرتونية أخرى سترى النور تباعاً بعدما أنجزنا أول شركة إماراتية متخصصة لتحريك الكرتون ليصبح الإبداع 100٪ محلياً في حلم ابتدأناه بمشروعات صغيرة تمثلت في إنجاز رسائل مصورة قصيرة، ولن يكون ختامه تدشين تلك الشركة، أو حتى إنجاز فيلم سينمائي كرتوني باشتراطات عالمية بدأنا في التجهيز الفعلي له».

ورفض حيدر مقولات تشير إلى أنه من يقف وراء الترويج الإعلامي الكبير للمسلسل بسبب علاقاته الصحافية كونه رسام كاريكاتير سابقاً في جريدتي «البيان» و«الإمارات اليوم»، مضيفاً «الحقيقة أنني مدين لـ«شعبية الكرتون» بصناعة اسم حيدر محمد، وليس العكس، فلقد عملت على مدار 12 عاماً كنت أرسم فيه بشكل شبه يومي موقعاً باسمي من دون أن أحقق انتشاراً ضئيلاً في مجالي قبل أن يفتح لي المسلسل الكرتوني آفاقاً لم أكن أتوقع أن أطأها ولو حالماً».

 

وفي ما يتعلق تحديداً بوجود إطلالة لشعبية الكرتون خارج شاشة «سما دبي»، أكد حيدر أنه تلقى الكثير من العروض من قنوات فضائية عربية وخليجية متعددة في هذا الإطار، مشيراً إلى أن «سما دبي» فضلت سياسة العرض الحصري في ما يتعلق بالمسلسل «الذي تم التعامل معه منذ البداية على أنه إحدى السمات المميزة لشخصية القناة المحلية».

وبصدد بعض الانتقادات التي باتت توجه للمسلسل من حين إلى آخر، وأقربها استخدام مفردة قرآنية في إحدى الحلقات بعد أن كان الاتهام المتكرر يتعلق بصحة لهجات بعض الجنسيات العربية، قال حيدر «يجب التعامل مع العمل الفني على أنه كذلك وعدم تحميله أهواء وخيالات البعض، فـ(شعبية الكرتون) كما يوحي اسمها، عمل كرتوني لا يحتمل تأويلات سياسية أو دينية أو حتى غير ذلك»، مشيراً إلى أن «البعض يفتقد ثقافة المشاهدة التي تعني في أحد مفاهيمها الاستمتاع بما يتم عرضه على الشاشة والتعامل مع رسائله المباشرة في سياقها الفني والاجتماعي».

وعلى الرغم من ذلك أقر حيدر بمسؤولية صانعي مسلسلات الكرتون عن بقاء العلاقة مع مشاهدي أعمالهم في سياقها الصحيح، وعدم الانجراف في سياق رسائل سياسية على خلفية إثارة مسلسل «أبوقتادة وبونبيل» الكويتي لمشكلات سياسية بين الكويت والمغرب، مضيفاً «في هذه الحالة يكون الفن الكرتوني الجاذب للجمهور على اختلاف أنماطه وشرائحه قد دخل نفقاً مظلماً سيفقده بكل تأكيد ألقه وعفويته وتلقائيته المحببة، ومن ثم بدلاً من أن يكتسب جمهوراً جديداً كل يوم سيجد نفسه خاسراً مع تواتر الحلقات والأجزاء».

ودلل حيدر في السياق ذاته على الوجود القوي للشعبية محلياً وخليجياً، بالإضافة إلى استبيانات الرأي المتعلقة بالأكثر مشاهدة في رمضان ببقاء المسلسل للعام الخامس على التوالي، وتأكيد وجود جزء سادس له مضيفاً «منذ انطلاقتنا قبل نحو خمس سنوات رافقتنا مرحليا سبعة أعمال كرتونية خليجية وعربية توقف بعضها وتعثر بعضها الآخر، في حين كان البقاء الفني لـ(الشعبية) دليلاً على أنه بالإضافة إلى رغبات جهات الإنتاج وإصرارها على بقائها كانت هناك رغبة مماثلة لدى الجمهور بالاحتفاظ بإطلالتها السنوية»، مؤكدا «سأتوقف لو شعرت بأن جمهور (الشعبية) قد تشبّع فعلياً منها أو على الأقل لم يعد لدي ما أمنحه لهم عبرها».

تويتر