اعتبر «طماشة» بديلاً ناجــعاً لــــــ «حاير طاير»

نغموش: الــدراما الإماراتية بخير

جابر نغموش: العفوية والارتجال ملح الكوميديا وفاكهة الدراما التلفزيونية. أرشيفية

يصعب على محاور الفنان الإماراتي جابر نغموش أن يحافظ دائماً على ثباته دون الانخراط بين الحين والآخر في موجة من الضحك الذي يفجره بطل «زمن طناف» و«طماشة»، تماماً كما هو في مواقفه التمثيلية، متكئاً على عفوية وارتجال يراهما هو «ملح الكوميديا وفاكهة الدراما التلفزيونية»، على حد تعبيره، مؤكداً أن اللجوء إليهما بمثابة حل صعب على الممثل أن يتحمل تبعاته السيئة في حال «انقلب السحر على الساحر ولم يتقبله المشاهد»، مضيفاً : «ألجأ للارتجال على حذر متحسساً ردة فعل المشاهد».

 نجم رمضان

«الإمارات اليوم» التقت نغموش الذي حاز في معظم استطلاعات الرأي في السنوات السابقة لقب «نجم الدراما الإماراتية في شهر رمضان»، وهو اللقب الذي يقترب منه أيضاً هذا العام، في حوار أجاب في مستهله عن سر إيقاف المسلسل متعدد الأجزاء «حاير طاير»، بقوله إن «التركيز على الشق السلبي بشكل دائم في ما يتعلق بالقصص الدرامية المتنوعة للحلقات ليس هو الشكل الأنجع للمعالجة الدرامية في رمضان»، معتبراً «مسلسل طماشة الذي يعرض الجزء الثاني منه حالياً على قناة دبي الفضائية بديلاً ناجعاً للمسلسل الكوميدي متعدد الأجزاء بتركيزه على كوميديا الموقف وميله إلى الشق الاجتماعي»، فيما استبعد تمديد «زمن طناف» الذي يُعرض حالياً على «سما دبي» بجزء ثان العام المقبل، مفسراً أن «الخيوط الدرامية للعمل لا تحتمل تمديدها».

وفي توصيفه لموقع الدراما الإماراتية الحالي بعد نشاطها في السنوات الأخيرة بشكل خاص عبر أعمال تلجأ في معظمها مؤسسة دبي للإعلام وشركة أبوظبي للإعلام إلى الاعتماد على سياسة المنتج المنفذ، قال نغموش «الدراما الإماراتية بخير، وما نراه حالياً من طفرة إنتاجية سواء من حيث الكم أو الكيف جعل أعمالنا شديدة التميز وقادرة على المنافسة على الساحة الخليجية تحديداً، بعد أن أصبحت المسلسلات الإماراتية بالفعل بمثابة اللؤلؤة التي تتوسط عقد المسلسلات الخليجية».

فرصة ذهبية

ورفض نغموش الإجابة عن سؤال يتعلق بتحديد هوية المسلسلات التي يحرص على متابعتها، فضلاً عن التصريح بأيها حاز استحسانه بشكل أكبر، لكنه أكد أن المشهد الدرامي الخليجي يسير باتجاه مزيد من النضج عاماً بعد عام، مشيراً إلى أن «الجيل الشاب من الممثلين الصاعدين أمامهم فرصة ذهبية للاستفادة من الفنانين المخضرمين عليهم استثمارها».

ورغم ذلك رأى نغموش أن «الفرصة الذهبية تلك لا يتم حتى الآن التعامل معها بإيجابية»، مضيفاً «هناك تطلع دائم نحو الشهرة السريعة، واستسهال ملحوظ يجعل الكثيرين من هذا الجيل لا يكملون دروبهم الفنية بالوتيرة نفسها من الحماسة التي يبدأون عليها»، مضيفاً «على عكس ما يعتقده كثيرون فتحقيق نتيجة إيجابية عبر الدراما التلفزيونية عموما، والإماراتية خصوصا، يحتاج إلى المثابرة، بالتوازي مع الموهبة الفطرية لمن يطرق باب التمثيل».

من هذا المنطلق برر نغموش ثنائيته المتكررة مع احد أبرز الممثلين الشباب، هو مروان عبدالله الذي يواصل معه في دور ابنه «سمسوم»، بعد أن رافقه أيضاً العام الماضي في «حظ يا نصيب» وغيرهما، مصرحاً «عملي مع مروان هو جزء من التزامي تجاه الجيل الشاب، وأعتقد أن أي دراما تنجح في مد الشاشة ولو بعدد محدود من النجوم الشباب تصبح قادرة على تجديد دمائها، وهي الرسالة التي يسعى لإنجازها معظم الممثلين من أبناء جيلي وليست حكراً على نغموش فقط».

واعترف نغموش بأنه يتعمد ندرة الظهور في لقاءات إعلامية وبشكل خاص الصحافية منها، مبرراً ذلك بأن معظم تصريحاته تُكتب بشكل يسبب له مشكلات مع زملائه الفنانين، مضيفاً «معظم تصريحاتي الصحافية السابقة سببت لي مشكلات مع زملائي، ومعظمها أيضاً يساء فهمها، لذلك قررت أن يكون تواصلي الأساسي مع المشاهدين عبر أعمال فنية أسعى إلى أن تكون متميزة».

ونفى نغموش بشكل قاطع أن يكون مسلسل «حاير طاير» تم إيقافه بسبب «جرأة الطرح»، مضيفاً «المسلسل تم إيقافه لأسباب فنية بحتة، وبالنسبة لي بالفعل أعتبر «طماشة» امتداداً له، بغض النظر عن تغيير اسم المسلسل وهوية كاتبه، لأن الوعاء الذي يبدع فيه الجميع واحد وهو الدراما الإماراتية».

ظروف صحية

وحول ابتعاده عن المسرح منذ أحدث مسرحياته «حسون الملايين» التي لم يكمل جميع عروضها لمصلحة الجهة المنفذة مسرح دبي الأهلي، أشار نغموش إلى أن ظروفه الصحية هي ما يحول دون مواصلته العطاء على خشبة المسرح، موضحاً «إصابتي بالديسك أخيراً حرمتني متعة الظهور على الخشبة التي أحن دائماً للعودة إليها، ولو بأدوار تتلاءم مع ظروفي الصحية الجديدة التي لا تســـمح لي بالوقوف طويلاً».

 

«باللهجة الإماراتية» حصرياً

أكد الفنان جابر نغموش رفضه أي أدوار درامية تُعرض عليه لا يكون لسانه فيها ناطقاً باللهجة الإماراتية، مضيفاً «اللهجة الإماراتية هي الوحيدة التي سأطل عبرها على المشاهدين، ليس تدللاً أو بدافع الرغبة في التقوقع، بل لأنني عبرها بالفعل يغدو أدائي الدرامي أكثر انسجاماً مع معطيات العمل».

وأضاف نغموش «لا تفيد اللهجات الأخرى الممثلين الذين لجأوا إليها بقدر ما تفيدهم لهجتهم الأم»، مشيراً أن الدراما المحلية أصبحت جاذبة أكثر من أي وقت مضى للفنانين الخليجيين، وأيضاً العرب، و«علينا أن نستثمر ذلك عملياً بمزيد من التمسك باللهجة الإماراتية التي لن تأخذ حظها العادل من الانتشار إلا من خلال تمسك الفنان الإماراتي بلهجته ما دام الموقف الدرامي الذي يؤديه يحتمل ذلك». نغموش الذي أصبحت أعماله بمثابة محطة يومية لمشاهدي القنوات الإماراتية في رمضان استشرف نجوماً من الممثلين الصاعدين في الدراما المحلية هذا العام، لكنه حرص في الوقت ذاته على تحذيرهم من آفة الاغترار ببريق الأضواء، مضيفاً «العمل الدرامي جماعي، وأول درجات إخفاقه شعور أحد عناصره بنجوميته فرداً».

واعتبر نغموش أن إحدى أبرز إشكالات الدراما الإماراتية المزمنة هي ندرة الكتاب المحليين، مضيفاً «النص الجيد هو جوهر أي عمل درامي، وفي حال محدودية الخيارات تزداد صعوبة مسؤولية الممثل الملتزم أمام جمهوره»، لكنه بعيداً عن هذا السياق أيضاً حدد سقف عدد الأعمال التي يستطيع أن يؤديها سنوياً باثنين فقط، لافتاً إلى اختزال زمن التصوير الفعلي في الدولة بأشهر معينة لا سيما في ما يتعلق بالمسلسلات التي تعتمد بشكل أكبر على المشاهد الخارجية، بسبب ارتفاع درجة الحرارة صيفاً، فضلاً عن حرصه على عدم وقوع المشاهدين في مصيدة الملل أو التشتت في المتابعة جراء تكرار ظهوره على الشاشة.

تويتر