وصل إلى الطابق 124 قبل أن يكمل أسبوعه الأول

عفيف حنا.. أصغر زائر إلى برج خليفة

أمجد ومرام بصحبة مولودهما عفيف في الطابق 124 من برج خليفة. تصوير: باتريك كاستيلو

بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على افتتاح برج خليفة، وتجاوز عدد زواره الآلاف من مختلف الجنسيات، إلا أن ما يميز الزائر عفيف حنا «خمسة أيام» هو أنه أصغر مولود يطأ هذا البرج منذ افتتاحه. وقرر أمجد حنا والد عفيف أن يجعل لابنه بداية حياة، فارتقى به أعلى قمم العالم، علها تكون بداية التميز في حياته.

وقال حنا أردني من أصل فلسطيني «وردت الفكرة على بالي بسبب رؤيتي البرج يومياً، فهو أيقونة رائعة، وبالتالي قررت أن تكون هناك لحظات خاصة لابني يعيشها في أيامه الأولى، ولهذا اتصلت بإدارة البرج قبل 10 أيام من موعد الولادة، وأطلعتهم على الفكرة، ورحبوا بها، ووفروا لي كل التسهيلات لأتمكن من اصطحاب ابني إلى أعلى قمة في العالم، بعد خروجه من المستشفى». ولفت الى أن الفكرة كانت موجودة منذ فترة طويلة، ولكن إقناع العائلة لم يكن مهمة سهلة جداً، لأن العادات العربية تحث على وجوب حماية المولود في الشهر الأول من ولادته ولا يتم الخروج به كثيراً.

ونوه حنا بأن هذه اللحظة الخاصة التي حققها لابنه ليست فقط لأنه المولود الأول، لأنه سيعمل في المستقبل على تخصيص زيارات مماثلة لإخوته في المستقبل، إذ «تمنح هذه التجارب الطفل حين يكبر شعوراً مميزاً، كما أنه من الطبيعي أن يقدروا هذا الأمر لأهلهم». وحول تقبل العائلة للفــكرة، قال «زوجتي كانت مترددة في الفترة الأولى، فبطبيعة الامر هناك خوف على المولود، لكن بعد البحث عبر الانترنت تأكدنا من أنه لن يكون هناك أي تأثير سلبي في صحته، ولن نضره بهذه الزيارة». واعتبر أن هذه الزيارة ستشجع ابنه على التحدي وتحفزه على أن يكون متميزاً في المستقبل، وبالتالي ستسهم في تقوية شخصيته وقدرته على الوصول الى المراكز المهمة، باعتباره وصل إلى قمة البرج وهو لم يبلغ أسبوعه الأول، نافياً في الوقت عينه أن تؤثر سلباً في شخصيته، فالتربية الجيدة هي التي تحدد طبيعة الطفل.

واعتبر حنا هذه الزيارة بداية التميز، فالأهل دائمًا يسعون الى تقديم الأفضل لأبنائهم، بدءًا من التعليم ووصولاً الى أفضل مستوى في المعيشة، مضيفا أنه يؤمن بالحظ، فقد ولد ابنه بعد مرور سنتين ويوم على زواجه، وكان الرقم أربعة موجودًا في كل ما يحيطه منذ الولادة بدءًا من تاريخ الولادة ووصولاً إلى الساعة ورقم الغرفة والنهار، كما أنه وصل الى الطابق رقم 124 في البرج.

وقالت والدة الطفل مرام حداد إن «الموافقة على اصطحاب الطفل إلى البرج لم تكن أمرا سهلا بالنسبة لي، كنت قلقة وسألت الاطباء، وكذلك بحثت عبر الانترنت، وبعد أن وجدت النتائج مطمئنة وافقت».

برج خليفة

يُعد برج خليفة أعلى برج في العالم شيده الإنسان، يصل ارتفاعه إلى 828 متراً، بدأ بناؤه عام ،2004 وتم تدشينه في الرابع من يناير ،2010 وبلغت كلفته 1.5 بليون دولار. يضم البرج أعلى شرفة مشاهدة مفتوحة للجمهور وهي في الطابق ،124 وأعلى مسجد وأعلى مطعم، وأعلى حوض سباحة. عمل على تنفيذه 12 ألف عامل ومهندس منذ بدء العمل فيه عام .2004 يتألف البرج من نحو 200 طابق، ولن تكون الطوابق العليا مأهولة، إذ يتركز النشاط البشري حتى الطابق .160 ويصل عدد الغرف الفندقية والاجنحة الفاخرة الى ،160 بينما الوحدات السكنية الى ،1044 ويقال إن 90 ٪ منها بيع رغم الأزمة المالية.

وأكدت أن المولود الجديد يجلب الفرحة للأسرة، وبالتالي «تخصيص هذه الزيارة لابني زاد من فرحتنا به، لأننا فكرنا في أن نمنحه لحظة مميزة، سيعتز بها كثيراً، فصحيح أنه لا يفهمها اليوم، لكن بالطبع سيرويها لأولاده وأحفاده في المستقبل».

ولفتت الى أنها تحب أن يكون لديها ثلاثة أطفال، وبالتالي هذا سيجعلها تفكر في أفكار مشابهة لكل مولود.

ووصفت حداد شعورها مع طفلها في أعلى القمة بالقول، «شعرت كأني أحمل ابني للمرة الأولى، فهذه اللحظة هي الأولى لي مع ابني في هذا المكان المميز والمرتفع، وبالتالي كان شــعوراً لا يوصف».

تويتر