«سكة الروع» رحلة في الحكايا الشعبية

عالم حافل بالتشويق يعيشه زوار «سكة الروع». من المصدر

تعد «سكة الروع» في ركن التراث في القاعة الغربية من عالم مدهش، إحدى الفعاليات التي تستقطب الزوار كباراً وصغاراً، ليعيشوا قصص الأجداد وحكاياتهم الشعبية والأساطير، عبر بيت قديم اجتمع فيه أبطال القصص المتداولة والأساطير مثل: أم الدويس وأم الهيلان وبابا درياه، التي كانت تُروى للأطفال لتلقينهم دروساً وعبراً عن الحياة، وتسمى هذه القصص في اللهجة المحلية بـ«الخراريف»، وعادة تقوم الجدات اللواتي يتحلق حولهن الأحفاد وأبناء الجيران، بسرد القصص الغريبة التي سمعنها بدورهن من الجدات والأمهات في الماضي.

ويمكن للزائر دخول سكة الروع ليلتقي بأبطال القصص الشعبية والأساطير، التي تمارس دورها وتجسد شخصيتها المطلوبة في القصة، لتعكس حالة من التشويق لدى الزوار. وتضم «سكة الروع» عدداً من أبطال هذه القصص منها: أم الدويس، وهي امرأة شديدة الجمال في مقتبل العمر، شعرها طويل منسدل وجمالها آسر لا يقاوم، تفوح منها رائحة المسك والعنبر، وتتزين بالذهب، صوتها ناعم لا يستطيع الرجال مقاومته، تأتيهم في الأماكن الخالية وتطلب منهم أن يتبعوها، ولا يجيبها إلا الشاب اللاهي، أما الشاب ذو الفضيلة والأخلاق الحسنة، فيبتعد عنها ويذكر اسم الله فتختفي. وتصور الحكاية أن الجمال الخارجي يمكن أن يخفي وراءه شراً كامناً، وخصوصاً عندما يستخدم لإغواء الآخرين بعيداً عن الفضيلة.

أما أم الهيلان، فهي من أكثر القصص الشعبية الشائعة وتجسد في ثناياها المعتقدات التي تتناول «العين الحاسدة»، وأم الهيلان تتجسد في شكل امرأة تدخل بيوت الناس بلا استئذان، لا تخطئ عيناها أحداً، إن نظرت إليه تسبب له الأذى، ولا تترك البيت الذي تدخله إلا وتصيبه بالحسد.

وتقول «الخراريف» إن «بابا درياه» اعتاد أن يتسلل إلى قوارب الصيادين ليخطف أحد البحارة، ويغرقه في البحر، فكلأمن يركب البحر يسمع صياح «بابا درياه» طالباً النجدة، ولكن البحارة يعلمون أنهم إذا أنقذوه فسيسرق مؤنتهم من الطعام والشراب، ويحاول أن يخرب سفينتهم ما يعرضهم للغرق، ولذلك يأخذون الحيطة والحذر منه، ويقومون بقراءة سور من القرآن الكريم والأدعية التي تبقيه بعيداً عن سفنهم، ويبدو أن الأهالي استخدموا هذه الحكاية لتخويف أولادهم وخصوصاً الشباب، وذلك لمنعهم من الذهاب ليلاً إلى البحر.

 

تويتر