دراسة كندية حددت تأثيرات الرياضتين ونتائجهما

الإيروبيك والمشي.. تعزيـز لليـاقة والصحة

الإيروبيك يساعد على خفض مؤشر كتلة الجسم. الإمارات اليوم

تتفاوت أنواع الرياضات المفيدة للجسم، وتختلف الإرشادات الطبية والاستشارية التي تنصح بأنواع رياضات، بين التي تحتاج إلى نوادٍ وحصص تدريب مع مدربين، وتلك التي لا تحتاج إلا للهواء الطلق والمساحات الكافية لممارستها، وبين الاثنين يجد المرء نفسه بين خيارين يصعب معرفة أيهما الأفضل نتيجة، وما الذي يمكن أن يوفر التأثير المثالي في لياقة الجسم، وتعزيز الصحة، وخسارة الوزن، إلا أن خبراء كنديين استطاعوا حديثاً تحديد التأثير والنتيجة بين كل من رياضتي المشي والإيروبيك المعززتين للياقة.

وكشفت الدراسة التي أقيمت في جامعة ألبيرتا الكندية، أنه في حال البحث عن رياضة يمكن أن تدعم وتعزز لياقة الجسم ودعم صحته، فإن اعتماد برنامج تقليدي من حصص الإيروبيك المجهدة هو الاختيار الأمثل، بينما في حال الرغبة في تعزيز حركة الجسم وتعويده عليها، فإن اعتماد برنامج للمشي هو الاختيار الأفضل والأسهل، فالمشي مفيد للصحة، إضافة إلى أن نسبة الالتزام به والاستمرار عليه أكبر، من اعتماد الإيروبيك.

كمية الطاقة

قارن الخبراء في الجامعة بين أنواع لتدريبات اللياقة، معتمدة على برنامج يحسب قياس الخطوات، وقياس النتيجة الصحية التي يقدمها كل تدريب، وصممت طريقة الاختبار التي خضع لها المتطوعون في الدراسة، بحيث تتم خسارة كمية الطاقة نفسها في كل تمرين.

وقام رئيس الدراسة غوردون بيل، عالم الفيزياء في كلية الفيزياء والأنشطة، خلال ستة أشهر هي مدة الدراسة، بتطبيق الدراسة على 128 رجلاً من قليلي الحركة وغير الممارسين للرياضات، بين عمر 27 إلى 65 عاماً، ممن لا يعانون أي مشكلات في القلب أو الأمراض الأخرى، وعرفت صفة «قليلي الحركة» بين العلماء في الدراسة بمن لا يصلون في حركتهم إلى 5500 خطوة في اليوم الواحد على مدى سبعة أيام، وغير المشتركين في أي نوع من برامج التمارين الرياضية.

وبالمقارنة بين المجموعة التي تم إشراكها في برنامج الإيروبيك، والمجموعة الأخرى التي خضعت لبرنامج المشي، وجد الباحثون، بعد مرور ستة أشهر، أن المشتركين في برنامج الإيروبيك أظهروا انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم الانقباضي بنسبة 9 إلى 3٪، إضافة إلى معدل إدراك شدة الجهد البدني بنسبة 10٪، إضافة إلى انخفاض عتبة التهوية من نسبة 15 إلى 4٪، وهي النقطة التي يواجه فيها المرء تغيرات في عملية التنفس، ويصعب فيه تدريجياً مع تطور شدة التمارين الرياضية، إضافة إلى انخفاض نسبة الأوكسجين المستهلك من 9 إلى 3٪.

التزام

في بداية الدراسة، وزع المتطوعون بطريقة عشوائية، وتم تركيب جهاز حساب الخطوات على المجموعتين، للتأكد من بقائهم في مستوى الخطوات المطلوبة، وقال بيل «قمنا تدريجياً برفع عدد الخطوات لدى مجموعة المشي، إلى 10 آلاف خطوة يومياً، التي يجب الانتهاء منها يومياً على مدى أسبوع، وتمكن أفراد المجموعة من إكمال 9221 خطوة يومياً، أي 92٪ مما طلب منهم»، مشيراً إلى مدى الالتزام والاستمرارية التي تمت ملاحظتها على مجموعة المشي وقربها من العدد المطلوب يومياً من الخطوات. وأضاف بيل «هناك أمر إيجابي حول برامج المشي التي يتم إحصاؤها، فهذا النوع من البرامج يمكّن الأفراد من استخدام جهاز بسيط في المنزل، وجمع خطواتهم على مدى اليوم، دون عناء الذهاب إلى النادي لممارسة الرياضة، حيث يميل الناس إلى أنواع التمارين التي يمكن إتمامها خلال أوقات عملهم الروتينية».

وفي ما يخص المتطوعين في برنامج اللياقة، فقد واجهوا نظاماً رياضياً أكثر شدة، مبيناً أن المتطوعين كان عليهم تحمل شدة التمارين، التي تم قياسها على جهاز قياس النبضات، في تكرار وعلى مدى أربعة أيام في الأسبوع الواحد، وفي نهاية الدراسة فإن «قدرة التحمل بناء على التكرار كانت بنسبة 77٪ لدى المجموعة.

فوائد

بينت الدراسة أنه على الرغم من اختلاف طرق ممارسة التمارين، فإن كلتا المجموعتين نالت الفائدة، حيث لاحظت كلتاهما انخفاضاً في مؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وانخفاضاً في نسبة حجم الخصر إلى الأرداف، بعد فترة ستة أشهر، إضافة إلى نبضات قلب أكثر استقراراً، ولم يكن الاختلاف صحياً وجسمانياً فقط، بل نفسياً أيضا، حيث تحمس المتطوعون لأن يكونوا أكثر حركة وفاعلية بعد خضوعهم للاختبارات الصحية، كما أن تعاملهم مع جهاز حساب الخطوات جعلهم أكثر وعياً بمدى حركتهم اليومية.

وأوضح بيل، أن المتطوعين في برنامج الإيروبيك تحسنت لياقتهم الجسدية أكثر من مجموعة المشي، وهو أمر كان واضحاً جداً، إلا أنه في الوقت ذاته ليس بأسلوب التمارين المناسب للجميع، فلا يمكن لأي كان أن يكون قادراً على بدأ برنامج التمارين التقليدية، مثل من يعانون من السكري (الفئة الثانية)، بسبب شدة التمارين، ومدتها، وتكرارها، مبيناً أن تغيير أسلوب الحياة، إضافة إلى التمارين المبنية على المشي وقياسه عبر جهاز الخطوات، يسهل على المرء البدء في ممارسة الرياضة، مع الحرص على عدم وجود مشكلات في المفاصل، أو بشرط ألا يكون الشخص ممن يعانون البدانة الشديدة، مشيراً إلى أن أغلب الناس قادرون على المشي، واتباع البرامج المعتمدة عليه، التي يسهل تنظيمها لهم، وتعين الأفراد على المشي بما يكفي للحصول على الفائدة الصحية.

تويتر