‏‏‏السالم قدم طرباً خليجياً.. وبوشناق غنى للكادحين

انطـــلاقة إماراتيــة تـونسـية لـ «أنغام من الشرق»‏

‏بـطرب إماراتي وتونسي، انطلقت مساء أول من أمس فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الفترة من السادس وحتى الـ 15 من الشهر الجاري، ويحييه 19 مطرباً وفرقة عربية.

‏ورش عمل

قال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري، «نسعى من خلال مهرجان (أنغام من الشرق) إلى البحث في جوانب موسيقية مهمة من خلال مجموعة من المحاضرات وورش العمل لكبار الموسيقيين وأصحاب الاختصاص الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ على التراث العربي الموسيقي، وهذا ما نحاول أن نسلط الضوء عليه في هذا المهرجان من خلال إحياء عصر الفن الجميل والحفاظ عليه، إلى جانب من يحاولون الإضافة على هذا الرصيد الموسيقي في عصرنا الحالي، من المواهب الشابة التي اختارت لنفسها خط الأصالة والطرب الأصيل». وتابع العامري «المهرجان يمثل صورة من صور الحفاظ على الإرث الموسيقي العربي الذي امتد عقوداً طويلة من الزمان، تعاقبت على بنائه أجيال كثيرة».‏

بدأ الحفل الذي أقيم على مسرح قصر الإمارات بأبوظبي، بمعزوفة موسيقية قدمتها الفرقة الوطنية الموسيقية، بقيادة المايسترو وليد شعبان، وإشراف الفنان الإماراتي عيد الفرج، وتميزت الفرقة بمستوى متميز حاز إعجاب الحضور. بعدها انضم الفنان سعيد السالم إلى الفرقة الموسيقية ليقدم مجموعة من الأغنيات التراثية الإماراتية التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب أهل الإمارات والخليج، من بينها أغنيات «سيدي يا سيد ساداتي»، و«نسيتونا حبايبنا»، و«يا حبيب القلب»، و«ياويلي من تصاويبك».

وأعرب السالم عن سعادته بالمشاركة في «أنغام من الشرق»، مشيراً إلى أن المشاركة في مثل هذا الحدث المهم، وتمثيل الإمارات في الأمسية الافتتاحية خطوة تضاف إلى مشواره الفني ويعتز بها كثيراً، معرباً عن شكره لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لإتاحة هذه الفرصة له.

بوشناق يحيي العمال

الجزء الثاني من الأمسية بدأ بعزف جزء من موسيقى أغنية «فاتت جنبنا»، قدمه المايسترو الدكتور خالد فؤاد وفرقته الموسيقية، قبل أن يعتلي الفنان التونسي لطفي بوشناق خشبة المسرح في الساعة العاشرة مساءً تقريباً، وسط تصفيق الجمهور. وخلال ما يزيد على الساعة؛ قدم بوشناق مجموعة كبيرة من الأغنيات التي مزج فيها بصوته القوي وحضوره اللافت على المسرح؛ بين القصائد والأغنيات المكتوبة باللهجتين المصرية والتونسية، كما جمع بين قديمه وجديده، فقدم قصيدتي «كل ما فيك حبيبي» و«عش كما شئت»، ومن أغنياته قدم «عجيبة الدنيا» التي تميزت بإيقاعاتها السريعة الراقصة ولهجتها التونسية، و«أنا حبيت واتحبيت» و«هاد أغنية ليهم» اللتين حملتا تحية للطرب الأصيل ورواده في العالم العربي.

وفاجأ الفنان التونسي الحضور بتقديم تحية لكل العمال في العالم بمناسبة اليوم العالمي للعامل، تمثلت في مجموعة جديدة من الأغنيات عن الحرفيين تروي معاناتهم من أجل خدمة الجمهور، وحبهم لمهنهم وحرصهم على إتقان أعمالهم؛ فقدم أغنية للخباز، وأخرى للنجار، وثالثة للجنايني، واختتم هذه المجموعة من الأغنيات السريعة بأغنية للفنان.

وكالعادة فضل بوشناق اختتام الحفل بأغنيته الأشهر التي تعود إلى الفلكلور التونسي «لاموني اللي غاروا مني» التي تجاوب معها الجمهور تجاوباً كبيراً، ليختتم الفنان الحفل وسط تصفيق الجمهور الذي وقف لتحية مطربه المفضل، واستمر التصفيق حتى عاد بوشناق مرة أخرى إلى المسرح ليقدم أغنية «أنت شمسي أنت»، ويختم الحفل بعدها.

كتاب «جاسم»

وشهد الحفل توزيع الكتاب الذي قامت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بتقديمه بمناسبة المهرجان، عن الفنان الإماراتي جابر جاسم، وحمل عنوان «بدايات الأغنية في الإمارات: جابر جاسم رحلة الريادة من أبوظبي إلى الإذاعات العربية»، مستعرضاً ملامح تجربة الفنان الذي حقق بجهوده وموهبته حضوراً فنياً من خلال عناوين أغانيه التي لاتزال في ذاكرة الأجيال.

وأشارت مقدمة الكتاب التي حملت عنوان «أولاً هناك أغنية.. ودائماً هناك أغنية.. توقظ ذاكرة الحنين»، إلى أن «ركائز المجتمع في أي بقعة جغرافية لا تستند فقط إلى الصحة والاقتصاد وكرة القدم، بل لابد من الأغنية، ولابد أكثر من تكريم المطرب الراحل الذي ترك زمن أغنيته بيننا وليس الأغنية فقط. لان ذلك التراكم سنسميه بعد فترة هويتنا الوطنية، ونقول كانت هناك أغنية نسمعها من بعيد فنشعر بانتماء تلقائي وجميل وبهذا المعنى يولد شاب موهوب فيجدد التراث ويقول هذه أغنيتي لكنها مأخوذة من لحن كان أجدادنا يتغنون به».

وذكرت أن الكتاب «نافذة على بدايات الأغنية في أبوظبي قبل الاتحاد، ومن ثم في الإمارات، عبر تذكر الفنانين والشعراء وبعض ملامح زمنهم الفني والثقافي، وبالضرورة، الاجتماعي أيضاً. وما حوله من أسماء فنية وما قبله من ألوان شعبية. إلى جانب متابعة القصائد التي أسست نغمة القافية أولاً لتأتي حنجرة المطرب وتعلن بالصوت عن جغرافية المكان».

وعن جابر الجاسم أوضح الكتاب أن الفنان تميز عن العديد من الأصوات التي سبقته، من حيث التأسيس الفني «فهو ذو مراحل ثلاث كانت الأولى تقليدية شعبية، والثانية مع الفرق الموسيقية، والثالثة مع الألحان الجديدة والمهرجانات العربية الكبرى والتعاونات الفنية».

وعبر سبعة فصول استعرض الكتاب أوضاع الموسيقى والغناء في أبوظبي منذ الخمسينات، وأبرز الأسماء التي كان لها فضل الريادة في هذا المجال، مثل المطرب حارب حسن، والفنان علي بالروغة، والفنان محمد سهيل، وصولاً إلى ميحد حمد وعبدالله بالخير وعبدالله حميد، مع التركيز على تجربة جابر جاسم.‏

تويتر