Emarat Alyoum

عبدالله بالخير: بيـــني وبين «الموناليزا» ملامح مشتركة‏

التاريخ:: 05 أبريل 2010
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي
عبدالله بالخير: بيـــني وبين «الموناليزا» ملامح مشتركة‏

‏يعرف الفنان عبدالله بالخير بأنه شخصية مثيرة للجدل، ولا يتردد في الاعتراف بهذه الحقيقة، ويطلع على آراء من ينتقدونه من دون أن يغضب من بعض التجاوز الواضح فيها، مدركاً أن كسر المألوف «لعب بالنار»، ويؤكد «أمارس حياتي الفنية من دون خطوط حمر، ولا أخفي ملامح شخصيتي المختلفة، لكن عندما أشعر بأن الصدمة باتت متناهية الصلابة مع الآخرين، أحبذ التراجع، وأعود إلى معاودة الاحتفاظ بخصوصيتي لذاتي»، مشيرا إلى أن اختياره «الموناليزا» عنواناً لأحدث ألبوماته أتى نظراً لوجود «ملامح مشتركة» وسمات تجمعه بصاحبة اللوحة الشهيرة، لعل من أبرزها «العالمية».

وأضاف في حوار مع «الإمارات اليوم» «في علاقة الشد والجذب هذه مع بعض الآخرين، لا أتنازل عن أفكاري، بل ان التجربة علمتني أن أي موجة رفض لا تلبث إلا أن تهدأ أمام إصرار الشخصية المثيرة للجدل على اختلافها، وخصوصاً إذا كانت تلك الشخصية التي أتحدث عنها هي عبدالله بالخير الذي لا يقبل فرض الوصاية من الغير، ويعد الفنان مسؤولاً عن التحريض على التغيير الذي لن يتم رفع المستوى الثقافي والفكري إلا عبره، حتى وإن لم تكن هناك وسيلة سوى الصدمة لإحداث هذا التغيير وكسر الجامد والثابت».

اختلاف

ويستكمل بالخير «هناك شق آخر للاختلاف لا ينتمي إلى أصل الشخصية، وإنما يتم لأغراض دعائية، وهذا حق مكفول لأي فنان أن يروج لنفسه، حتى وإن أدى ذلك إلى بعض من الخروج عن النص المألوف لذلك البعض، لذلك سيجدني المتابع مصرياً في شوارع القاهرة، وسورياً في حواري دمشق، وبيروتياً خالصاً في لبنان، وهذا نمط الفنان الذي يتطلع دائماً إلى كسر الحواجز مع جمهوره، والتصرف بتلقائية ما دام الأمر يتعلق بسلوك شخصي بعيداً عن تمثيل الدولة الذي يكون له مقام خاص».

على الرغم من ذلك يعاود بالخير التأكيد على أن الفنان في عصر تقنية المعلومات المتلصصة يجب ألا يتيح الفرصة للآخرين ليُشهروا به، وعليه أن يتأكد أن أي تصرف يقوم به مرشح لأن يغزو صفحات الانترنت وشاشات الهواتف المحمولة بعد ثوان معدودة، كما حدث أخيراً مع بعض الفنانين، لذلك يبتعد دائماً عن القيام بأفعال يخجل منها، ويعتبر نفسه كتاباً مفتوحاً للجميع، حسب تعبيره. وتابع إن «التمثيل مهارة أقوم بها كثيراً في حياتي الاجتماعية، وبشكل خاص، عندما تلتقي بجماهير من ثقافات مختلفة، فعليك كفنان في هذه الحالة أن تكون أكثر شبهاً بهم، أو على الأقل تلبي لهم ما يتوقعونه منك، فقد يتطلب الأمر استبدال لباسك الوطني بزيهم الشعبي، أو أن ترى أن اللباس الافرنجي هو الأنسب في هذه الحالة، حتى وإن لم تكن ممن يرتاحون لارتدائه، وهذا من دون شك أعتبره نوعاً من التمثيل، ويجب ألا يفسر خارج نطاق ذلك». وأشار بالخير إلى أن آماله في أن يصبح عالمياً لا تتناقض مع كونه فناناً شعبياً في المقام الأول، مضيفاً «الفنان المصري شعبان عبدالرحيم من وجهة نظري أحد أنجح الفنانين العرب الذين أحترمهم، فهو استطاع على الرغم من إغراقه في المحلية أن يصل للملايين خارج حدود مصر، وهذا هو الانتشار الذي ينطلق من العالمية، وأنا أيضاً وقوفي على خشبات مسارح في عواصم ومدن خارج الإمارات، هو جزء من مشوار العالمية التي أصر على الوصول إليها وأنا بالخير ولست نسخة أو شبيهاً لشخص آخر، لكن في توقيتات معينة عليك أن تتمثل ثقافة الآخر من أجل الترويج المرحلي لفن بلادك أولاً ولموهبتك الطربية ثانياً». ورغب بالخير في توضيح تصريح سابق له انفردت بنشره «الإمارات اليوم» وأثار جدلاً كبيراً، قال فيه «أنا شريهان الخليج»، مفسراً «كنت أقصد أنني الفنان الخليجي الأول الذي يمكن أن يؤدي أقرب الألوان الفنية شبها بجمع شريهان بين الغناء والاستعراض على المسرح»، مؤكداً أن وراء بعض تصريحاته المثيرة للجدل رغبة في التأكيد أنه غير مستعد لأن يتنازل عن انفتاحه وفلسفته الخاصة.

 ‏لا تعليق على «العاطفة»

أجاب الفنان عبدالله بالخير عن سؤال حول مكمن ضعفه، بأنه «العاطفة»، متبعاً المفردة الوحيدة بعبارة تطلب عدم الاسترسال أو طلب مزيد من التعليق للإجابة، لكنه أكد في سياق آخر «لا يمكن أن يكون الفنان على سجيته وحقيقته تماماً مع الجمهور والمجتمع، وإلا كان كمن يقلص فرص انتشاره ونجوميته بنفسه».

وأكد بالخير الذي أكد تأثره الشديد بوفاة مغني البوب الأميركي الأشهر، ولا ينسى دائماً الزج بعبارة «رحمة الله على جاكسون»، أنه ملك الأغنية الشعبية الإماراتية والمصنف رقم 1 في هذا المجال حسب تعبيره، مضيفاً «أعشق فيروز، ولن أستطيع أن أكون مثلها في الشام، لكنها أيضاً لا يمكن أن تنازعني مرتبتي في ساحة الطرب الشعبي ببلادي، وهو أمر ينطبق أيضاً على شعبان عبدالرحيم في مصر».‏

 

وفي ما يتعلق بكونه أحد أكثر الفنانين العرب الذين تلاحقهم شائعات لا تنتهي، اعتبر بالخير هذه الظاهرة تحمل شقاً إيجابياً دالاً على أن محور الشائعات قريب دائماً من اهتمام الجمهور، لكنه أضاف بخفة ظل «أتمنى فقط من مروّجي الشائعات أن يجيدوا جعلها أكثر سعادة، مبتعدين بمخيلاتهم عن شائعات الوفاة والحوادث والمرض، ليتخيروا له شائعة بات يترقبها وهي زواجه من النجمة اللبنانية هيفاء وهبي».

ويضيف بالخير الذي كثيراً ما يأتي على ذكر هيفاء وهبي في لقاءاته الإعلامية «أرى هيفاء أنموذجاً للفنانة الناجحة، لكنها في الوقت ذاته، أنموذج لتناقضات الجمهور العربي الذي يعشقها كامرأة وفنانة، في الوقت الذي يرفض فيه أن تكون أنموذجاً تحاكيه أخته مثلاً، وفيما يسمع الملايين منا ويتابع بشغف أعمال مغني البوب الأميركي الراحل مايكل جاكسون، تطارده الملايين ذاتها باللعنات، لكنني أترحم عليه حينما يُذكر، وهو موقف إنساني يجعلني في اتساق تام مع ذاتي».

شبه

وفسر بالخير سبب إطلاق اسم «الموناليزا» على أحدث ألبوماته قائلا: «أرى ذاتي شديد الشبه بتلك اللوحة الشهيرة، فبيننا شيء مشترك وهو العالمية، لا أدعي أنني عالمي الشهرة، بل أزعم أن ثقافتي عالمية، فأنا مصري عندما أكون في القاهرة وأعيش حياة الأشقاء هناك بكامل تفاصيلها مستعذباً الألحان المصرية الخالصة، وهو ما جعلني أول إماراتي يغني من ألحان بليغ حمدي أعمالاً باللهجة المصرية، وسوري خالص في دمشق أتنسم هواء طربياً، وفي بيروت لن تستطيع أن تفرق في سلوكي بيني وبين الأخوة اللبنانيين وتربطني مع الشحرورة صباح صداقة متينة، وحتى عندما أذهب إلى خارج حدود وطننا العربي أتعايش بسلاسة مع ثقافة الآخر، ولكن من دون أن أسيء إلى بلدي لأن الفنان في النهاية سفير بلاده».

لكن التشابه مع الموناليزا يراه بالخير أيضاً أبعد من كونه معنوياً، حيث يضيف «أعتقد أن هناك تقارباً في ملامح الوجه، وهو أمر حفزني لأن أجعل غلاف الألبوم صورة لنصف وجهي تكملها أخرى بنصف وجه الموناليزا، لكن مصمم الغلاف وجد إشكالية في التعامل مع شاربي في هذه الحالة، فكسر الأخير حالة الصفاء الخاصة التي تمثلها اللوحة البديعة».‏