‏«أبواب الغيم» يطير بأسرته إلى مراكش بعد «المرموم»‏

‏غسان مســعود: المسلسل البدوي قـادر على مخاطبة الآخر‏

مسعود: شخصيتي في المسلسل تمثل تحدياً لي. تصوير: لؤي أبوهيكل

‏‏قال الممثل السوري العالمي غسان مسعود «أنا ابن البيئة العربية البدوية ولست غريباً عنها، وأعتقد أن مسلسل (أبواب الغيم) سيكون رسالة جيدة يمكن أن تتم قراءتها على أكثر من مستوى عبر عمل بدوي قادر على الوصول إلى الأنا العربية، كقدرته على الوصول إلى الآخر، ليصحح له جانباً من مغالطات نمطية كرستها الأعمال الهوليوودية»، مشيرا إلى أهمية «أبواب الغيم» الذي يجري تصويره من أجل العرض على شاشة قناة دبي خلال شهر رمضان المقبل، والمستوحى من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ليس لدى مسعود الذي يقوم بأحد الأدوار المهمة فقط، بل لسائر أسرة العمل الذي يخرجه السوري حاتم علي وينتجه المكتب الإعلامي في دبي. وأضاف مسعود لـ«الإمارات اليوم» أن «أبواب الغيم» الذي طارت أسرته إلى مراكش المغربية بعد أيام من التصوير المتواصل في منطقة المرموم في دبي «يعد من أكثر الأعمال الدرامية العربية التي تملك حظوظاً في جذب اهتمام المشاهد الغربي، لأسباب كثيرة أهمها أنها تقدم له نموذجاً اجتماعياً مختلفاً عن نسقه الحضاري، ما يتطلب مزيداً من الاشتغال على تجويد المسلسل البدوي في ظل الاستخفاف الإنتاجي والفني الذي ظل يعامل به في مجال صناعة الدراما العربية».

متعة درامية

ولم يستبعد الفنان السوري أن يحقق مسلسل بدوي في مرحلة ما نجاحاً قريباً لما يحققه بعض المسلسلات الغربية في العالم العربي، مضيفا «نجاح بعض تلك المسلسلات على الشاشات العربية يأتي بالإضافة إلى الاحترافية في إنتاجها، إلى كونها تقدم لنا عوالم غير مكتشفة بالنسبة لنا وهذا جزء من المتعة الدرامية، وهو الأمر الذي يمكن أن يحققه المسلسل البدوي على نحو مثالي بالنسبة للمشاهد الغربي بشرط توافر مختلف عناصر الإجادة سواء على مستوى الكتابة والإخراج والإنتاج والتمثيل، وأيضاً الدبلجة في حال تصديره خارج حدود الوطن العربي».

واعتبر مسعود عودته إلى الدراما البدوية بعد نجاحات عدة له في أفلام هوليوودية بمثابة عودة إلى بيئته الطبيعية، موضحاً «انا ابن هذه البيئة وتلك الرمال، وليس غريباً أن أقوم بدور بدوي»، لافتا إلى أن دوره«عكيد القبيلة»، يمثل تحدياً خاصاً بالنسبة إليه، مضيفاً «نحافتي تجعلني غير متوائم نفسياً مع دور الزعامة القبلية، وهو جزء من التحدي الذي يصادفني في (ابواب الغيم)، ولعله أحد الأسباب الرئيسة التي جعلتني شديد التحمس لأدائه».

وأضاف أن قصة عشقه الفاشلة تمثل محوراً آخر لدوره يظل يطارده في مناسبات كثيرة حتى يتعرض لانتكاسة كبرى بموت أبنائه الثلاثة في حادثة واحدة بسبب تجرعهم سم أفعى مدسوساً لهم في الحليب.

موقع التصوير

أما الممثل السعودي عبدالمحسن النمر، الذي يعد الفنان الخليجي الوحيد في العمل حتى الآن فيدخل في قصة العمل في علاقة حب عذري مع فتاة من قبيلة أخرى هي الفنانة سولافة معمار التي تؤدي دور «صبحة الحفيانة»، فيما يؤدي النمر شخصية «مجول العضيدي»، إذ يمثلان معاً الخيط الزمني للأحداث التي تمتد بامتداد عمريهما ليبدآن المسلسل في مرحلتي المراهقة والشباب، وتتطور شخصيتاهما بتطور أحداثه حتى يصبحا كهلين مسنين.

وأكد النمر لـ«الإمارات اليوم» في موقع تصوير العمل في «المرموم»، أن شخصية مجول تحمل الكثير من الخطوط الدرامية، مضيفاً أنه «ليس عاشقا محبا فقط، بل هو فارس مهم من فرسان القبيلة، واجتماعي يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، لا تخلو حياته من التعرض لمؤامرات ودسائس ابرزها ما يقوم به غريمه في عشق صبحة، وعلى الرغم من صعوبة التفرغ لعمل قبل الموسم الرمضاني المتخم دائماً إلا أنني فرغت نفسي في الفترة المقبلة للترحال مع (أبواب الغيم) بين الإمارات والمغرب وسورية». 

‏جواد أصيل

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/76700.jpg

في عام 1907 تحديداً، تبدأ أحداث المسلسل في العاصمة المصرية القاهرة عبر حديث بين مستشرقة وعربي تسأل فيه الأولى، حسب كاتب السيناريو عدنان العودة الذي يمتلك تجربة درامية وحيدة في هذا المجال هي «فنجان الدم»، عن جواد عربي فيجد الثاني فرصة مواتية لتعريفها بأن الجواد العربي له أبعاد أخرى تبعد به عن صفاته البيولوجية في الثقافة العربية، لينتقل المشهد الحكائي بعدها إلى استرجاع أحداث في بدايات القرن الـ19 تُنسج عبرها قصص إنسانية متعددة تحيل إلى سياق الأحداث الاجتماعية مباشرة داخل حياة البدوي العربي بكل ما تكشف عنه من الخصال الأصيلة لتلك الشخصية وأهمها علاقته بفرسه الذي يتحول في كثير من الأحيان إلى معادل موضوعي لصاحبه.

عمل مختلف

أكد المخرج حاتم علي لـ«الإمارات اليوم»، أن كل شيء في «أبواب الغيم» سيكون مختلفاً، بدءاً من الخط الدرامي مروراً بالممثلين وحتى الرؤية الإخراجية التي ستكون شديدة التباين عن نظيرتها التي سادت في «صراع على الرمال»، مضيفاً «في العمل الجديد نحن أمام نص مختلف تحركه أحداث اجتماعية مختلفة وشخصيات يصل عددها إلى 80 ممثلا، تتصارع من أجل غايات أكثر التصاقاً بمفهوم الهوية والشرف على نحو يتسنى لي كمخرج خلق معادلات موضوعية وفق مستويات متعددة أكثرها شمولية يتعلق بالشخصية العربية نفسها بنسقها القيمي والأخلاقي ولكن بصيغة بعيدة عن تهويمات الفانتازيا وملتصقة بتقاليد العمل الدرامي الواقعي المستند إلى قالبي الزمان والمكان».‏

فيما بدت الفنانة سلافة معمار مع بدايات التصوير شديدة التأثر بحرارة الشمس، ومتحسبة مما ينتظر قدميها من تشقق بسبب وجوب بقائها طيلة تصوير مشاهدها حافية القدمين، على الرغم من سخونة رمال الصحراء حتى تنسجم مع مسمى الشخصية، مضيفة «(صبحة الحفيانة) شخصية درامية جديدة لم تقدم من قبل في الدراما العربية، من ناحية قوة شخصيتها وتمتعها بالذكاء وطريقة الطرح والحوار، كذلك في المرحلة الزمنية التي تمتد من عمر 20 إلى 70 عاماً، متضمنة العديد من الصراعات والمحاور التي تمر بها هذه الشخصية الإنسانية»، لافتة إلى الدور الكبير الذي سيقوم به خبير الماكياج الشهير عبدالله الإ�3كندراني في هذا المجال والذي يعتبر من الخمسة الأوائل على المستوى العالمي في مجال الماكيير والمكياج الخاص بالتمثيل، مضيفة «سيتم تغيير لون عيني إلى البني الغامق وستكتسب بشرتي مزيداً من السمرة، أما قدمي فيجب أن تشعر المشاهد بأنني دائماً (حفيانة) وليس فقط أثناء مشاهد التصوير، وهي صعوبات سيشاركني فيها بالطبع فريق الماكياج».

أما الممثل قصي خولي، فبدا في الكواليس، وكأنه أسير حرب تم التنكيل به طويلا، وهو ما فسره بقوله «أجسد شخصية (غازي) التي يغير مصيرها كارثة اكتشافها أنها لا تنتمي انتماء خالصاً للقبيلة التي أخلصت لها، وتنقلب إلى شخصية عدوانية وتسعى لإثارة الجلبة في القبيلة على سبيل الانتقام ما يجعلها مطاردة ومغضوباً عليها، فيدفعها ذلك إلى التنكر في شخصية أخرى، فضلاً عن أساة الحب الفاشل الذي تشعر به تجاه صبحة الحفيانة»، مضيفاً «أجسد نحو خمس شخصيات في العمل بسبب عمليات التنكر الدائم وتغير المراحل الزمنية، وهي تجربة بكل تأكيد تعتبر على هذا النحو مفصلية في مشواري الفني».‏

تويتر