‏‏‏جمعها من المتاحف والمزادات وبقايا الحروب

خليفة الغفلي.. يقتني 200 سيارة كلاسيكية‏

خليفة عبيد الغفلي جمع ثروته من السيّارات الكلاسيكية من مختلف أنحاء العالم. تصوير: لؤي أبوهيكل

‏فاض مستودع المواطن خليفة عبيد الغفلي، الواقع في فلج المعلا بإمارة أم القيوين، بأسطول سياراته الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، الذي يزيد على 200 سيارة، شارك أغلبها في خوض غمار أبرز حروب القرن الماضي، وفي مقدمتها الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وحرب العدوان الثلاثي على مصر في عام .1956

جمع الغفلي أسطول سياراته الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، العسكرية منها والمدنية، من مختلف دول العالم، منذ نحو ثماني سنوات، بعد أن قاده الحنين إلى الماضي كما ذكر لـ«الإمارات اليوم»، «لاقتناء سيارة (لاند روفر) من بريطانيا، تعود إلى عام ،1953 مقابل 25 ألف درهم إماراتي»، مسترجعاً بذلك «ذكريات أول سيارة قدتها (لاند روفر) تعود لعام ،1955 وأنا في المرحلة الابتدائية، في صحراء أم القيوين، وكان والدي قد اشتراها بـ300 درهم». وأضاف الغفلي «هذا الحنين هو الذي شكل البداية الحقيقية عندي لولادة هواية اقتناء السيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، التي سرعان ما تحولت إلى هوس تصعب السيطرة عليه»، ويشرح «سخرت جل وقتي بعد أن تركت وظيفتي الحكومية واتجهت للأعمال الحرة، لإجراء عمليات بحث مكثفة حول أماكن اقتنائها، وذلك عن طريق اللجوء إلى الإنترنت، وأهل الاختصاص»، وقد تمثلت الأماكن المتخصصة التي توصل إليها الغفلي في «المزادات، والمعارض، والقواعد العسكرية التي تضم مخلفات الحروب، وفي مقدمتها السيارات الكلاسيكية التي كانت تستخدم آنذاك، إلى جانب مقتنيها»، وأكد «نظراً لانتشار هذه الأماكن في مختلف دول العالم، ارتأيت التنقل بين أرجائها، في محاولة للحصول على أكبر قدر ممكن من السيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، قاصداً بذلك أبرز الدول الأوروبية التي اشتهرت باستخدامها في حروبها العالمية، وفي مقدمتها ألمانيا، وبريطانيا، وأميركا، إلى جانب اليابان، والفلبين، بالإضافة إلى إندونيسيا، وماليزيا، وغيرها من الدول».

سيارات الحروب

وعلّق الغفلي «استطعت الظفر بمجموعة واسعة من أندر السيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، شارك أغلبها في خوض غمار أبرز حروب القرن الماضي، وفي مقدمتها الحرب العالمية الثانية، ومنها سيارة أشبه بغرفة العمليات هي سيارة قائد الفرقة التي شنت الحملة على مصر في العدوان الثلاثي في عام ،1956 إلى جانب سيارات شاركت في حرب الجبل الأخضر في عمان عام ،1958 التي شاركت فيها القوات البريطانية، وسيارات استخدمت في الاحتلال الإنجليزي لعدن، بالإضافة إلى سيارات (لاند روفر)، تعود لقوات ساحل عمان، التي أنشأتها بريطانيا عام ،1951 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لحفظ السلام بين القبائل، وحماية فرق استكشاف النفط، وتأمين السفر والتنقل، إلى جانب أول شاحنة (بيك فورد)، دخلت دولة الإمارات في عام ،1942 تابعة للجيش البريطاني، وكانت تستخدم لنقل المواد الثقيلة إلى عمان». وينوه الغفلي إلى أن «عملية اقتناء السيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، شاقة للغاية، تستغرق وقتاً طويلاً، وتتطلب جهداً كبيراً، وتستنزف موارد مالية عالية، تصل إلى ملايين الدراهم»، قبل أن يستطرد «الكلفة العالية لا تقتصر فقط على نقلها، بل تشمل عمليات الترخيص والتأمين والترميم والصيانة السنوية»، ويبين «بقاء السيارات فترة طويلة دون حركة، يستدعي تبديل بعض قطعها، حيث تتعرض للصدأ والتلف، وغالباً ما أقوم بهذا العمل بنفسي في المستودع، بخبرتي المتواضعة، لاسيما أنني أملك مجموعة ضخمة من قطع الغيار الخاصة بها».

مسيرة كلاسيكية

ولا يقف شغف الغفلي كما ذكر «عند حد اقتناء ما يزيد على 200 سيارة كلاسيكية ذات الدفع الرباعي، بل تعداه ليشمل شراء عشرات آلالاف من قطع الغيار التي يندر وجودها في السوق، وحفظها في مخزنٍ مجاور للمستودع»، مستطرداً أن ذلك للاستفادة منها في عملية الصيانة من جهة، وبيعها لأصحاب السيارات الكلاسيكية من جهة أخرى»، متوقعاً أن «يساعده هذا في المستقبل القريب، على تحقيق الحلم الذي يراوده منذ سنين، الذي يتمثل في إنشاء ورشة خاصة للسيارات الكلاسيكية بالتعاون مع وزارة العمل، تضم عشرات الشباب المواطنين، ممن يملكون موهبة العمل في مجال الصيانة»، وأن الورشة «حينها ستضم النساء كبيرات السن، اللاتي يمتلكن موهبة الحياكة، للعمل على حياكة الأقمشة المستخدمة في هذه السيارات، التي تتعرض للتلف مع مرور الوقت، لاسيما عند تعرضها للأحوال الجوية المختلفة».

أكبر مشاركـة
شارك رجل الأعمال المواطن خليفة الغفلي، في مسيرة سيارات الدفع الرباعي الكلاسيكية، التي نظمها نادي الإمارات موتور بلكس في أم القيوين، بالتعاون مع اتحاد السيارات والدراجات النارية ومتحف الشارقة للسيارات الكلاسيكية، التي انطلقت في الرابع عشر من الشهر الجاري في أم القيوين، بأكبر عدد من السيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي، وصل إلى 30 سيارة، فاز خلالها بلقب أقدم شاحنة ثقيلة لسيارته «كيول موديل» التي تعود إلى عام 1942‏ .

ولشدة ولع الغفلي بالسيارات الكلاسيكية، ورغبته في مشاركة مقتنيها هواية جمعها، اقترح في عام ،2008 على رئيس اتحاد السيارات والدراجات النارية، ورئيس نادي الإمارات «موتور بليكس»، الشيخ مروان بن راشد المعلا، تنظيم مسيرة خاصة بالسيارات الكلاسيكية ذات الدفع الرباعي إلى جانب «الصالون» في إمارة أم القيوين. وقال الغفلي عن فكرة المسيرة «ولعي بالسيارات الكلاسيكية، ورغبتي في مشاركة مقتنيها هواية جمعها، دفعاني إلى العمل على تنظيم مسيرة خاصة تجمعنا سوياً، نسترجع من خلالها ذكريات الماضي الذي تعتبر جزءاً أساسياً منه»، وشرح «حيث نقوم بقيادتها على رمال الصحراء كما كان يفعل آباؤنا، بعيداً عن الشوارع الحديثة». وأكمل «نظراً لأهمية خضوع مثل هذه المسيرات لتنظيمات خاصة، تأخذ في الاعتبار دواعي الأمن والسلامة، اقترحت في عام ،2008 على الشيخ مروان بن راشد المعلا، فكرة تنظيم هذه المسيرة، تحت إشراف نادي الإمارات موتور بليكس الذي يترأسه»، وأردف الغفلي «بفضل الله ثم حرص الشيخ مروان بن راشد المعلا على دعم أصحاب الهوايات، رحب بالفكرة ورعاها، حيث أخذ نادي الإمارات موتور بليكس، في أم القيوين على عاتقه تنظيمها منذ سنتين»، وذكر «تعتبر مسيرة السيارات الكلاسيكية من أسعد المناسبات التي أعيشها، حيث أفتح الباب خلالها لأبنائي وأصدقائي وزملائي لقيادة ما يحلو لهم من السيارات التي يفيض بها المستودع».

 

تويتر